حين التقيتك سارة مجدي
المحتويات
هو لن يترك حقه
نظره جانبيه حين شعر بأحد يجلس جواره و مد يده يأخذ منه ذلك الخرطوم الطويل و هو يقول
الكيف مناولة مش مقاولة يا حنفي
ظل حنفي صامت ينظر إليه و عقله يرسم خطة إذا نجحت سيحصل على ما يريد و أكثر
أعتدل فى جلسته و هو يقول
كيفك النهارده على حسابي يا مفتاح .. و بكره كمان بس أنا عايز منك خدمة
يدوم الواجب يا معلم حنفي آآمرني يا خويا رقبتي سداده
لينظر حنفي حوله ثم أقترب من أذن مفتاح و قال بصوت منخفض
مش هنا خلص مزاجك و نتكلم فى بيتي
أومىء مفتاح بنعم و هو يسحب من ذلك الخرطوم تلك السمۏم القاټلة و أخرج دخان كثيف جعل الرؤية أمامهم ضبابيه لعدة ثوانى ثم قال
أستيقظ جعفر كعادته الصباحية باكرا نظر إلى هدير النائمة بهدوء أبتسم بسعادة و هو يتذكر ما حدث بالأمس وقت تناول الطعام حين أجتمعوا جميعا على طاولة الطعام و أصر هو أن يجلس زينب بجانبه حتى يطعمها بيده خاصة و أن الصغيرة متعلقه به بشده حتى أن هدير حين صعدت لتطعم والدتها و نزلت لهم وجدت زينب تجلس أرضا جوار قدم جعفر و هو يقص عليها قصة تلك الأميرة الذى أحضر لها دميتها
بيتاكل إزاى ده
مش عارف هو المفروض نقشره
ليضحك جعفر بصوت عالي لتقول هدير ببعض الضيق
عيب كده و بعدين م
ليقاطعها جعفر و هو يقول
أنا كمان كنت مش بعرف أكله يا هدير
ثم نظر إلى الصبيين و قال
ده حتى أنتوا محظوظين أنا أول مره شوفت الجمبري كنت معزوم فى مطعم و فضلت متنح و مش عارف أعمل آيه و لا يتاكل إزاى لحد ما إللى كان عازمني قشرلى واحدة
هو يقوم بتقشير الجمبري و يضعه أمام الصبيه
وقتها حسيت أنى دخلت الجنة من جمال طعمه و غمضت عيني زى إعلانات الشكولاته
ليغمض الصبيين عيونهم ليضحك جعفر و هو يقول
أيوه كده بالظبط
ليضحكوا الفتايات بصوت عالى كانت هدير تقشر الجمبري من أجل فاطمة فى نفس الوقت الذى وضع فيه جعفر إحدى القطع داخل فم زينب التي تنظر إليه و كأنه شىء كبير و عظيم
كان وقت تناول الطعام مليء بالضحك و المرح و كان يطعم زينب و هو يداعب أنفها و أحيانا يداعبها برأس السمكه و هى تصرخ پخوف مصطنع
أنتهوا جميعا من تناول طعامهم و بالأمر من جعفر لم يسمح لأى منهم تنظيف المطبخ و حين صعدوا الأربعة إلى غرفهم وقف أمامها و هو يقول
أومئت بنعم و هى تبتسم و كأنها مسحورة أو منومة
بعد نصف ساعة كانوا يجلسون فى الحديقة تحاوطهم نسائم الليل الرقيقة
كانت هى تنظر إلى السماء و تتابع النجوم و كان هو ينظر إليها يتابع عينيها بعشق
عاد من أفكاره حين سمع صوتها تقول
صباح الخير
أبتسم لها و هو يقول
صباح الهنا
تلونت و جنتيها بالأحمر القاني بسبب تأمله لها ليبتعد و يقول
للأسف لازم أروح الشغل
نزلت من السرير و هى تقول
أنا كمان لازم أروح
ليقف أمامها و هو يقول
هخدلك الأسبوع ده أجازة أرتاحى و أتعودي على البيت و الولاد كمان يتعودوا
صمت لثواني ثم قال
كمان عايزين نجيب حد يقعد معاهم فى الوقت إللى هتكوني فيه فى الشغل علشان ماما كمان
أقتربت منه لتمسك يده تقبلها ليسحب يده سريعا و هو ينظر إليها بلوم و عتاب وقبل أن يقول شىء قالت هى
أنت أكبر نعمة من ربنا عوض مكنتش أحلم بيه و لا أتخيل أنه يحصل ليا فى يوم
أبتسمت إبتسامة صغيرة و أكملت
و النعمة الكبيرة دى لازم أحافظ عليها و أقدر قيمة وجودها فى حياتي
لم يستطع قول شىء و لكنه سحبها ليضمها بين ذراعيه بقوة تكاد تكسر عظامها لكنها كانت تبتسم بسعادة رغم ذلك الألم
يتبع
الفصل الخامس
غادر جعفر المنزل بعد أن تناول الفطار مع عائلته الجديدة و كم يشعر بالسعادة الأن لديه زوجة و أم و أخوه أصبح كبير عائلته و قادر على تحمل تلك هى لم تتوقف عن الحديث
دخلت خلاص يعني
أغمضت عيونها و قالت بصوت متقطع
انأنا .. ك كمان ب
ليضع يديه فوق فمها يسكت سيل كلماتها الخجله و قال
وقت ما تحسيها بكل كيانك هتقوليها من غير خجل و وقتها هكون أنا مستعد أسمعها بكل كياني
فتحت عيونها تنظر إليه بعيون زائغة تحمل الكثير من الحب الأحترام و أيضا حيره و خوف يعلم جيدا أن لها كامل الحق فى الإحساس بكل هذا يعلم أنها لم ترى منه سابقا سوى ما كان يجعلها تبتعد عنه و فجأة وجدته صاحب فضل كما تظن أنقذها هى و أسرتها من حياة مؤلمة و هو لذلك لا يريد أن يستمع لكلمة حب لا تشعر بها بكل كيانها قبل جبينها برفق ثم أبتعد عدة خطوات ليأخذ ملابسه من الخزانة و دلف إلى الحمام
ظلت هى واقفه فى مكانها لعده دقائق تنظر إلى الباب المغلق تحاول إلتقاط أنفاسها التى يخطفها كلما أقترب منها أو تحدث معها
عاد من أفكاره و الإبتسامة ترتسم على ملامحه الخشنه ليرفع عيونه إلى البيت ليجدها تقف هناك خلف النافذة تنظر إليه ليرفع يديه بالسلام لتبادله إياه بابتسامة صغيرة جعلت قلبه يقفز كالأطفال
دون أن ينتبه لذلك الذي يختبىء خلف أحد البيوت المجاورة يراقب كل ما يحدث بدقة
مرت أيام و أيام و أيام أصبحت تلك العائلة مترابطة و قوية و جميعهم يحترموا جعفر بشده رغم أنه يتعامل معهم كصديق و أحيانا يكون أكثر طفولة منهم لكنهم جميعا ينظرون إليه بإحترام و بعض الأنبهار
خاصة بعد أن قدم لهم جميعا فى المدارس من جديد و سوف يذهبون من العام القادم
و كم كانت سعادة زينب حين جلست أمام المصور حتي يلتقط لها صورة المدرسة أمسكت بيد جعفر و كلما حاول الإبتعاد أمسكت يده بقوة حتى قالت ببعض الڠضب الطفولي
خليك جنبي يا بابا
لتنظر هدير إليها پصدمة مشابهه لصدمة جعفر الغير مصدق رغم تلك الإبتسامة الكبيرة التى تزين وجهه الرجولى و سعادة كبيرة تسكن قلبه خاصة و عقله يترجم لما قالت له الصغيرة هذا إحساسها بالأمان و الثقة هو ما جعلها تقول ذلك و ذلك جعله يشعر بالفخر بنفسه و السعادة أيضا و بعض الرضا.
و أيضا تحسنت حالة بدريه الصحية أصبحت أفضل صحيح لم تتكلم بعد لكنها أصبحت بحالة أفضل خاصة بعد أن تابعها الطبيب باهتمام شديد
و يزورها بانتظام
فى إحدى الأيام وقفت هدير أمام طاولة الزينة تضع حجابها حتى تذهب مع جعفر إلى المصنع
حين دلف جعفر و هو يتحدث فى الهاتف بصوت عالي و يبدوا عليه الڠضب
أيوه قولتلك جاي من أمتى بتحملوا الشغل قبل ما أنا آجى
صمت لثواني يستمع لكلمات محدثه و كانت هى تقف منزوية فى إحدى الاركان تنظر إليه پخوف
عروقه النافرة و عينيه الجاحظة حاجباه الذي إلتقيا بتقطيبة قوية و هذا الچرح واضح فى وجهه بقوة يذكرها بجعفر القديم التي كانت تراه فى المصنع فقط
كانت تحاول أن تطمئن نفسها و هى تتذكر أول يوم ذهبت معه إلى المصنع و كيف فتح لها باب السيارة و دلفوا إلى المصنع يدها بيده
و حين إلتفت الجميع لهم وقف فى وسط الورشة و قال
يا جماعة أنا عايز أعلن وأعرف الجميع أن أنا و هدير أتجوزنا
شهقات عالية و نظرات أندهاش و صدمة و همسات مثل بنت ملعب قدرت تضحك عليه مش سهله و كانت عاملة فيها بريئة و پتخاف تتكلم معاه أو تقف قدامة لتغلي الډماء فى عروقه فقال بجدية و صرامة و ڠضب مكتوم
مش عايزين نسمع مبروك من حد يلا كله على شغله
عادت من أفكارها على يديه التى تربت على كتفها و صوته القلق و هو يقول
مالك يا هدير فى أيه
أنتفض جسدها پخوف ليقطب جبينه و هو ينظر إليها بحيره
لتخفض رأسها بتوتر و قلق ليقول لها باستفهام
أنت لسه پتخافي مني بعد كل الشهور إللى مرت بينا دى
هزت رأسها بلا عدة مرات ثم قالت
مش كده بس
بس أيه
قالها بعصبية لينتفض جسدها و هى ترفع عيونها إليها و بصدق قالت
عمري ما حسيت بالأمان غير لما بقيت فى بيتك يا جعفر بس لما سمعتك بتزعق فى التليفون أفتكرت جعفر مدير الورشة إللى كان الكل بېخاف منه
ليضمها إلى صدره بحنان و إبتسامة رقيقة ترتسم على ملامح وجهه الخشنه و همس بجانب أذنها
أنت كل ما ليا و أحلى حاجة فيا و لو قسيت على الدنيا كلها أنت ليكى كل الحب
لتبتسم هى الأخرى بسعادة و شعور قوي بالراحة يعود يسكن قلبها و روحها
خلاص يا كبير كله بقا تحت السيطرة و خط السير بقى مدروس
أخذ حنفي نفس عميق من سجارته الغير بريئة و أبتسم و هو يعتدل فى جلسته قائلا
و هتنفذ أمتى بقي
نظر إليه مفتاح و أبتسم و قال بعد أن نفخ هواء سيجارته فى الهواء
خلال كام يوم بس أنا هبقى محتاجك معايا
أنا ليه يا مفتاح أنا مش عايز أبان فى الصورة خالص
قال حنفي ببعض الضيق ليقول مفتاح موضحا
محتاجك ندورجي علشان تأمن ليا الطريق
صمت حنفي يفكر عليه أن يساعد مفتاح حتى ينفذ ما يريد و أيضا عليه أن يكون بعيد حتى لا يراه أحد أو يشك فيه
ماشى .. بس أبقى عرفني قبلها
أكيد يا كبير .. ربنا يقوينا على الشړ
قال كلماته الأخيرة ببعض المرح و الضحك بعدها بصوت عالي ليشعر حنفي ببعض السعادة بسبب تلك الثقة الواضحة على ملامح مفتاح و بداء فى التمني و الحلم بكل ما سيحققه بعد نجاح ما خطط له
كانت تغادر المنزل مع جعفر أمسكت بيده فى نفس اللحظة التى غادرت زينب البيت تنادي جعفر بصوت عالى
بابا .. بابا
إلتفت جعفر إليها بابتسامة واسعة و هو يقول
حبيبة بابا
ليحدث كل شىء فى ثواني و أرتفع ذلك الجسد فى الهواء وسط صرخات الخۏف و الفزع و إحساس كبير بالخسارة
يتبع
الفصل السادس
كانت تجلس أرضا أمام غرفة العمليات ملابسها عيونها شديدة الحمره تنظر إلى يديها التى تحمل أغراضه الملطخه بدمائه محفظة نقوده و خاتمه و ساعته
كانت دموعها لا تتوقف ټغرق وجهها قلبها يؤلمها و المشهد يعاد أمامها مرات و مرات
حين وقفوا ينظرون إلى زينب التى
متابعة القراءة