حين التقيتك سارة مجدي
المحتويات
ان تجعل قلب اعتى الرجال و اشرسهم يخر على ركبتيه طالب العفوا و السماح
رفع يديه لها لترفع هى الاخرى يدها بشكل واضح للجميع
لتقترب سريعا ترفع السرير قليلا حين وقفت بدريه جوار السرير ليرفع يده من جديد لتلقي الصغيره بنفسها بين ذراعيه ترافقها شهقات مختلفه
شهقه متئلمه و شهقه مصدومه و اخرى حزينه كان هو يتألم بشده فچروحه مازالت حيه و ضلوعه المكسوره لم تلتئم بعد لكن تشبث الصغيره بعنقه و بكائها بصوت عالي جعل الدموع تتجمع فى عيون الجميع تحامل هو على الم جسده و ركز كل تفكيره فى طمئنه
قطتي زوزو حبيبتي .. اهدي ثم قال بهدوء
انا كويس يا زوزو صحيح متجبس و متعور بس هخف و هرجع زى الاول طول ما انتوا كلكم بخير و جمبي و معايا
قالت فاطمه مقاطعه كلماته
زينب من وقت اللى حصل لا بتاكل و لا بتشرب و لا بتتكلم
ليه العربيه الوحشه دى خبطتك انت طيب اوى انت بابا حبيبي
ليبتسم لها رغم اشتداد الالم من صدره اثر تحمله لثقل وزنها كل تلك المده
بابا قوي و شجاع .. و هيحق قريب جدا و يرجع البيت يا زوزو بس
و اول ما اخف هعمل لزوزو مفأجات كتير حلوه
ابتسمت الصغيره بسعاده و بحركه عفويه رفعت يديه الممسكه بيدها تقبلها ثم وضعتها على جبينها و هى تقول
ليضحك الجميع حين قالت هدير مصححه
يخليك ليا مش يخبيك يا زينب
ضحكت الصغيره ببعض الخجل لتقول هدير من جديد و عيونها تملئها العشق و الحب
هو فى الحقيقه معاكى حق يا زوزو . ربنا فعلا كان مخبيك لينا
نظر اليها جعفر بعيون تنطق بحب لا مثيل له حب كبير يزداد و يكبر
حتى وقفت بدريه و هى تقول
يلا يا ولاد كفايه كده خلونا نسيبه يرتاح شويه
خليكم معانا شويه كمان
قالها جعفر ببعض الاجهاد لتقول بدريه و هى تربت برفق على احدى ساقيه المجبره
اومىء جعفر بنعم ليقترب علي
و قبل راس جعفر و لحقه حسام و فاطمه و عادت الصغيره تلقي بنفسها بين ذراعيه تضمه بقوه ليقول هو جوار اذنها
خلى بالك من نفسك زوزو قويه و بتسمع الكلام عايز لما اخف الاقي زوزو كبرت و بقت عروسه جميله
اومئت الصغيره بنعم و رفعت اصبعها الصغير و شبكته فى اصبعه الصغير و هى تقول بتأكيد
و نزلت عن قدم اختها بعد ان طبعت قبله على وجنتها و امسكت يد والدتها و لوحت بيدها و هى تقول
باي بابا
باي يا قلب
بابا
قالها جعفر و هو يلوح لها ليغادروا بعد ان اخبرتهم هدير ان السياره تنتظرهم بالاسفل و اكدت عليهم ان يطمئنوها حين يصلون الى البيت
مر ثلاث اسابيع لم يستطع مغادره المستشفى فحالته لا تسمح بذلك . لم تفارقه هدير و لو للحظه واحده ظلت طوال الوقت جواره تهتم به و بكل شئونه تقوم بكل ما يحتاج اليه دون كلل او ملل . و ايضا مازال الامر متوتر بين قلق من اى حركه يقوم بها فتحي رغم استمرار مصطفى فى حراسه البيت الا ان جعفر لم يهدء او يرتاح قليلا الا بعد ان وضع صديقيه المقربين فى حراسه اسرته دون ان ينتبه لهما احد حتى انه لم يخبر هدير بكل المستجدات الذي عرف بها و بكل ما ينتوي فعله
اغمض عينيه لثوان ثم فتحها حين سمع همسها باسمه ليجدها تنظر اليه و تمسك بيدها اليمني ادوات الحلاقه و باليد اليسرى المنشفه و على وجهها ابتسامه مشاغبه و تتلاعب بحاجبيها ببعض المرح و هى تقول
و بما انك مصاپ فأنت يا عيني مفيش قدامك غيرى و انك تسلملي دقنك يا حلو
ابتسم بمشاغبه مشابهه لمشاغبتها و قال
و انا تحت امرك و مش مسلم ذقنه و قالت بصوت هامس
على فكره لما دقنك طولت بقا شكلها مميز خصوصا انه ليها راسمه خاصه بيها و مميزه
لم يجيب
على كلماتها فهو غارق فى ملامحها الرقيقه و عيونها التي تهتم بكل تفاصيله الان
انتهت من قص و هندمه ذقنه لترفع عيونها اليه و قالت بمرح
الخطوه التانيه
و امسكت مكينه الحلاقه و بدأت فى ازاله الشعر الزائد فوق ذقنه حتى تكون محدده بشكل كامل قال لها و هو يغمض عينيه
عمرك شوفتي راجل يسلم نفسه لمراته كده اللى ممكن بدل ما تشيل شعر دقنه تشيل اسمه من كشوف الاحياء نهائي
لتضحك بمرح و هى مستمره فى عملها بتركيز شديد و قالت
اسمك و عمرك و نبضات قلبك هى كل اللى بتمناه من الدنيا يا جعفر
فتح عينيه ينظر اليها بحب لترفع عيونها اليه و قالت بابتسامه
خلصت بس لسه اخر خطوه
لينظر اليها باندهاش لتحضر من على الطاوله الجانبيه فوطه صغيره مبلله ببعض الماء و مسحت و جنتيه برقه ثم امسكت بعض الكريم المرطب ثم قالت
احنى فى الخدمه ديما يا سيد نعيما
قالت الاخيره بغمزه مشاغبه و رفعت قدميها لتنزلها ارضا غير منتبه لخصلات شعرها التى مرت فوق وجهه تغرقه بعطرها المميز بشده و قربها منه بذلك الشكل الحميمي
ظل مغمض العينين يحتفظ برائحتها داخل صدره ليفتح عيونه على ملامستها لقدمه المتورمة تدلك اصابعه برفق و عيونها يملئها احساس بالحب و بداخل قلبه يعدها ان يعوضها عن كل هذا العڈاب التى تراه معه و المعاناه التى تواجهها يوميا منذ الحاډث نومها اسفل قدميه و الارهاق الواضح على ملامحها رغم ابتسامتها التى تسكن قلبه و تريحه من المه
و ايضا ان يفيض على الجميع بحبه و حنانه كما يفيضوا هم عليه الان بكامل الاهتمام
يتبع
الفصل الحادي عشر
انهى جعفر مكالمته التى وردت اليه منذ قليل و التى كانت كلها بالالغاز و جعلت هدير تنظر اليه بحاجبين مرفوعين جعلته يود ان يضحك بصوت عالي فغيرتها عليه تسعده بشده و تجعل قلبه يشعر بسعاده تمناها طوال حياته و الان يستمتع بكل لحظه فى تلك الحياه لكنه شغل عقله بكل المعلومات التى عرفها و
فى نفس اللحظه الذى طرق الباب و دخل الطبيب بابتسامته الودودة و هو يقول
اخبارك ايه النهارده
اقتربت هدير من سرير جعفر و هى تقول نيابه عنه
الحمدلله صحته بتتحسن و حضرتك هطمنى عليه بقا
اتسعت ابتسامه الطبيب و ضحك جعفر بصوت عالي لتشعر هدير ببعض الخجل بدء الطبيب يفحص جعفر فى نفس الوقت الذي امسك جعفر بيد هدير ينظر اليها بحب
فهو لا يمرر اى لحظه يستطيع فيها التقرب منها و اظهار حبه و اهتمامه بها مرت عده دقائق حتى قال الطبيب
لا ده انت اتحسنت خالص
يعني يقدر يخرج
سألت هدير بسعاده كبيره ليقول الطبيب مأكدا لكلماتها
ايوه يقدر يخرج بس طبعا راحه تامه ضلوعك بقت كويسه لكن رجلك لسه شويه و محتاجه اسبوعين كمان فى الجبس و كمان مواظبه على العلاج
اومئت هدير بنعم و هى تقول مؤكده
اكيد انا هخلي بالى منه زي ما كان هنا فى المستشفى و اكتر
كانت عيون جعفر لا تفارق وجهها الرقيق نظرات عيونها السعيده فرحتها الباديه على ملامحها و كانها طفل صغير حصل على كل الحلوى الذي يتمناها
غادر الطبيب دون ان ينتبه الاثنان اليه ظلت هدير تنظر اليه و هى تقول بحب كبير
انا اللى حياتي نورت من يوم دخولكم فيها بقا ليها معنى و قيمه و فايده خلتوني احس بجو العيله و ان يكون ليا ام و اخوات و زوجه جميله شبه الاطفال كده
ابتسمت ابتسامه رقيقه كجمالها الرقيق تحركت سريعا و هى تقول
هلم كل الحاجات علشان نرجع
على البيت بسرعه بقا
كانت كل من فاطمه و بدريه يقفون فى المطبخ يعدون طعام مميز من اجل عوده جعفر و علي وحسام ينظفون البيت و يعيدوا ترتيبه و تزينه ايضا فالجميع تغمره الفرحه برجوع جعفر الى بيته و ان يجتمعوا جميعا معا فقد اصبح جعفر الضلع الأهم فى حياتهم
حقا
اغمض عينيه لثوان و هو يتذكر الشهر الذى مر بهم فى المستشفي و كيف تقربا من بعضهم بعضا .. و يشعر انه اصبح لديها كما اصبحت لديه الهواء الذي يبقيه على قيد الحياه
وصلا امام البيت ليقترب مصطفى سريعا يعاون هدير فى اجلاس جعفر على الكرسي المدولب
شكره جعفر بشده على مساعدته و ايضا حمايته لاسرته طوال تلك الفتره
طرقت هدير الباب و حين فتح وجدت امها و اخوتها يمسكون بين ايديهم و رود و بالونات كانت الفرحه و السعاده تملىء قلوب الجميع فعوده جعفر الى البيت و كأنه يوم عيد
دلفوا جميعا و هم يغنون بمرح
حمدالله عالسلامه يا جي من السفر وحشانا الابتسامه وشك ولا القمر حمدالله حمدالله حمدالله عالسلامة
كان صوت الضحكات يملىء المنزل اقتربت بدريه تقبل جبينه و هى تقول
حمدالله على سلامتك يا ابني نورت بيتك
البيت منور بيكم يا امي
اجابها جعفر بسعاده حقيقه . لتدفع هدير الكرسي حتى وصلوا الى الصالون فجلسوا الاولاد جوار كرسيه ارضا و جلست زينب على قدمه رغم الجبس لكنها لا تريد مفارقته و هو لا يريدها حزينه
ربتت بدريه على قدم ابنتها و هى تدعوا الله ان يديم جمعتهم و الا ينقص منهم احدا و ان يبعد عنهم الشرور كان يتابع حديثها بابتسامه صغيره ترتسم على وجهه ثم قال
حقيقي الف حمدالله على سلامتك يا ماما بجد مش قادر اقولك فرحت بيكى و باللي حصل فى اليوم اياه قد ايه
فهم الجميع ما يتحدث عنه جعفر ليخيم الصمت عليهم لعده ثوان حين قالت هدير و هى تقترب منه و تحمل زينب عن قدمه
لازم ترتاح بقا يا جعفر زى ما الدكتور قال
اكيد يا بطل
قالها جعفر بمرح لتدفع هدير الكرسي حتى السلم و انحنى حسام و علي يسندون جعفر لكنهم لم يستطيعوا ليضحك جعفر و هو يقول بمرح
انتوا مش بتاكلوا كويس و لا ايه فين العضلات انتوا كده محتاجين تروحوا الجيم
بعد الكثير من الوقت و بمساعده هدير صعدا اخيرا الى غرفته ابدلت له ملابسه و جعلته يتمدد على السرير و هى تقول بابتسامه سعيده
حمدالله على سلامتك يا جعفر .. نورت بيتك
مر الاسبوعان بين اهتمام و رعايه الجميع لجعفر الذى حاوطهم باهتمامه و رعايته
قبل الحاډث و كان الدور عليهم الان و ذلك كان يشعره بالسعاده و
متابعة القراءة