صماء لا تعرف الغزل وسام الاشقر
المحتويات
فقد أعصابه من برودها
ورفضها لإبلاغه عن نوايا عامر
تقول بهدوء
مش هركب انا هستني اي تاكسي معدي
ليمسك شعره يكاد ان يقتلعه من رأسه ويحاول ان يهدئ الوضع
طيب ممكن بكل هدوء تركبي لان الوقت متأخر والمكان مقطوع
فتزيد من عندها وترفض الاستماع له
فيضرب إطار السيارة بقدمه المصاپة فيتألم بصوت مسموع وفي تلك اللحظة لاحظ اقتراب سيارة من بعيد ټضرب إضاءة كشافاتها باعينه وتصدح منها صوت عالي فيكتشف انها سيارة شرطة فيزداد توتره وقلقه ويأمرها بحدة لا تحتمل النقاش ان تصعد الي السيارة فتلبي طلبه بقلق خوفا من تعقد الأمور
أنت ايه اللي موقفك هنا
فيلتفت اليها ويلاحظ انكماشها بكرسيها ثم يجيب رجل الشرطة
مافيش العربية سخنت قولت اريحها شوية
الشرطي
بسماجة
سخنت ! ياراجل !!!طيب طلع بطاقتك وبطاقة الهانم اللي معاك ورخصة السواقة
فيجدديوسف ان الأمور بدأت في التعقد ويمد يده بجيب بنطاله يخرج محفظته ويخرج منها إثبات هويته وإظهارها مع رخصة قيادته بعد الاطلاع عليها يقوم الشرطي بالطرق علي سقف السيارة پعنف موجها حديثه لها
تبتلع ريقها بصعوبة لقد جف حلقها ړعبا وهي تنظر لوجهه ذو الملامح القاسېة فتمرر نظرها ليوسف الذي يظهر علي ملامحه القلق ويشجعها ان تتحرك من السيارة بهزة من رأسه خرجت مړتعبة تحاول ان تسيطر علي رعبها فتسمع صوت الشرطي الخشن بطاقتك
فتبتلع ريقها بتوتر وتنظر ليوسف برجاء لعله يساعدها فتجده مشجعا لها يقول
تبدو وكأنها لم تفهم حديثه الذي يخرج بلغة لوغاريتمية صعبة الفهم في هذه اللحظة السفلي كادت ان تدميها وتقول بغباء
بطاقتي انا !!!!!
فتنتفض ړعبا عندما سمعت صوت الرجل الجهري يقول پعنف
ماتخلصي ياحلوة طلعي بطاقتك يابت
لېصرخ يوسف بوجه متناسيا رتبته
احترم نفسك وماتتكلمش بالطريقة دي معها
غزل طلعي البطاقة وخلصينا
يلاحظ تحريك رأسها يمينا ويسارا مع وضع طرف سبابتها بفمها كالتلميذ المذنب وكادت ان تبكي ليتأكد من شكوكه فيسألها بهمس شديد كأنه يتوقع کاړثة
هي البطاقة مش
فتهز رأسها من اعلي لأسفل بحركة متكررة ليقول لها
هو يوم باين من اوله
فيقول بثقة زائفة للشرطي السمج قولتلي البوكس اللي هنركبه فين !!!!
فتسمع صوت طرق الباب ويدخل شادي محييا الاخر الذي يقبع خلف مكتبه يقول
السلام عليكم ازيك يا حضرة الظابط
فتجد الضابط يقف مصافحا شادي بحرارة
عاش من شافك ياجدع
شادي بثقة
انا موجود انت اللي مختفي
الضابط هشام متسآءلا
ياتري ايه اللي فكرك بيا اكيد مصلحة
شادي بمداعبة
أكيد !!!
فتقع عينه علي الواقفة بجوار الأريكة بوجه مكدوم ليقول غزل !!! مين اللي عمل فيكي كدة!!
فيرتفع صوت بكائها وتجري دموعها فوق وجنتيها ويزداد احمرار وجهها فيلاحظ عدم تنفسها فطريقة طبيعية
محاولا فهم ماحدث فيسمع صوت هشام انت تعرفها !
شادي بضيق
اومال ايه اللي رماني عليك في وقت زي ده مين اللي عمل فيها كدة ده انا هوديه في داهية وفين يوسف
فيسمعها تقول بأنفاس متقطعة
حبسوه في الحجز طلعه ياشادي هو ماعملش حاجة ارجوك
وقف بشعر اشعث وملابس غبرة بحاجبين معقدين كان علي وشك المسک بهذا السمج مرة اخري لما هذا اليوم لاينتهي
ويرتاح
فيسمعه يقول بجفاء
المرة دي انا هعديهالك بس عشان شادي مع اني كنت حالف مااخرجك منها وبعد كده ياآنسة ماتبقيش تمشي من غير بطاقتك
فتسمع صوت زمجرةيوسف من لفظ آنسةبيقول باعتراض
آنسة!!!!
وتضغط عليه تمنعه من التهور تقولشششكرا لحضرتك مش هتتكرر تاني عن إذنك
ولكن مالم تتوقعه وقوف هشام بابتسامة بشوشة يمد يده يصافحها بعيون براقةقائلا
معلش البوكس جه فيكي تسمحيلي ان ابقي اجي اطمن عليكي ياآنسة غزل
لترتفع حاجبا شادي لأعلي بفاه فارغة ويهمساوبااااااا!!!! انت لعبت في عداد عمرك
تصافحه غزل بخجل تحت أنظار يوسف المراقبة بذهول كأنه يشاهد مسرحية سمجة كسماجة بطلها تقول
حضرتك تشرف في اي وقت
فيفيق يوسف من صډمته
بقوة صارخا
هو مين اللي يشرف في اي وقت!
فيتوتر شادي ويضحك بطريقة مسرحية موجها حديثه لهشام
ههه اصل يوسف بيغير علي غزل انت عارف بقي ولاد عم وكدة
فيزيد كلمات هشام الموقف تعقيدا وهو مثبت عينيه عليها بإعجاب واضح
ليه حق الحقيقة انا لو مكانه هعمل اكتر من كدة هخبيها عن الناس
تثبت غزل يوسف الغاضب وتمنعه من التهور حتي يخرجا من هذا المأذق وتسمع شادي يقول بضحكة كوميدية
احنا يستحسن نمشي من هنا اصل نولع كلنا في المكان انا شامم ريحة شياط
هشام بغباء محاولا اشتمام الرائحة
شياط بس انا مش شامم ريحة شياط
شادي اناااا ااااشامم كفاية انا شامم
يهمس لنفسه
يخربيت اللي دخلك كلية الشرطة ياجدع كتلة من الغباء غير متناهية الأطراف هتولع فينا واحنا وقفين
اقفي هنا بقولك اوقفي هنا ان مش قادر أجري وراكي زي العيال قالها يوسف وهو يلاحقها داخل الفيلا بقدمه المټألمة
تزفز زفر قوية تحاول تمالك نفسها
عايز ايه مني سيبني انام لان بصراحة تعبت وكفاية البوكس اللي رشق في وشي
يوسف بغيظحد عاقل يقف بين اتنين رجالة بيتخانقوا !
غزل باستهزاءلاابدا المفروض اسيبك تودي نفسك في داهية ويلبسك قضية
يوسف پغضب يعني كان عاجبك كلامه وسؤاله وكمان تعالي هنا ايه حكاية النحنحة اللي شفتها بعيني دي
غزل تشاور علي نفسها ببراءة مصطنعةانا انا معملتش حاجة
غزل ماتلعبيش معايا انت عارفة اقصد ايه انا مش عارف هفضل امشي وراكي احوشهم عنك انا هلاقيها من عامر ولا من السمج هشام
غزل باستفزاز تحاول ان تثير جنونه اكثر وأكثر وتحوشهم ليه انا مسيري اشوف حياتي عاجلا ام آجلا زي ماانت شفتها قبل كدة
فتشعر بالم شديد بذراعيهاه وتسمعه يهمس
حياتك معايا معايا انا وبس وماتحلميش بغير كدة اما حكاية شفت حياتي دي فبقولك ياغزل انا ماليش حياة قبلك ولا ليا بعدك اليوم اللي بيعدي عليا وانا بعيد عنك اليوم اللي كل دقيقة فيه بمۏت من الخۏف لا تفكري تبعدي تاني وتختاري شخص تاني غيري بتمزع فيه پسكينة تلمة
انا مش عارف انام ياغزل نفسي انام وانا مطمن مش يحارب شي مجهول
نفسي تبطلي تطلعي في كوابيسي ارجوكي
كل يوم يمر عليها تشعر برضا غريب من نوعه كلما نظرت لعينيه واستشفت منهما ألمه وعڈابه كلما زاد
رضاها هل أصبحت مريضة تتمتع بعذاب الآخرين وبعذاب من حبيب الروح لامت نفسها علي هذا التفكير عفوا فهو ليس حبيب الروح بل معذب الروح هذا مايليق به!
أنت اكبر كداب ومخادع عرفته في حياتي
صډمه رد فعلها بعد تسوله بعض المشاعر منها يبتلع ريقة ويتراجع خطوة عنها يقول
كداب !!!
غزل تحرك رأسها من اعلي لأسفل
ايوه كداب انت فاكر الكلمتين دول هصدقهم وأقول خلاص يايوسف سامحتك
لو تفتكر ان نفس الموقف ذه حصل قبل مده فاكر يايوسف فاكر ليلة جوازنا عملت فيا ايه وجتلي ندمان وطالب السماح وانا الغبية اللي صدقت ندمك جاي دلوقت تكرر المسرحية السخيفة والمفروض ابقي غبية للمرة التانية مش هستريح الا أما اشوفك بټموت بالبطئ انت خلاص مېت يايوسف بالنسبة لي مييييت ميييييييييت
تقسم انها كادت ان تري دموعه لولا تماسكه أمامها
لتكمل بقوة
غزل بتاعت زمان ماټت وانت دفنتها بإيدك يوم ماطعنتها معلش اصل مايلقش ليوسف بيه واحدة كانت معاقة
تنصرف من أمامه تخت نظراته المنكسرة لتتوقف فحأة عند سماع سؤاله
ماسألتيش ليه عن نانسي مش عايزة تعرفي هي مش معانا ليه
فتسمعه يضحك ضحكة خشنة غريبة مخيفة يضحك پهستيريا وينصرف كأن مسه شيطان يردد كلمة واخدة اثناء ضحكة الهيستيريانت مېت
يايوسف !!! انت مېت
!!!! مېت
تشعر بقبضة شديدة ضړبة قلبها من تكرار الكلمة علي مسامعها رغم انها من قالتلها ولكنها لم تشعر بهذا الالم عندما نطقتها
شادي انا عايزة اطلق قالتها سمية في وسط بكائها ليرتفع حاجب شادي من مظهرها فيكمل خلع حذائه يقول
لو كل واحدة جوزها نزل في نص الليل طلبت الطلاق البلد كلها هتطلق ياسمية
سمية ببكاءشديد
شادي انا مش بهرج ارجوك !!!
يستمر وهو جالسا فوق فراشه
طيب ممكن اعرف سبب جنانك ده علي الصبح
عشان انا مانمتش من امبارح
يراها تفرك يدها بتوتراليمني عنه جواربه ببطء فهذه الحركة تؤثر قلبه رغم بساطتها وعفويتها الا انها تمثل لها الكثير
ممكن حبيبتي تهدي وتقولي ايه الطلب الغريب ده انا زعلتك في حاجة
فتهز رأسها بالرفض ليكمل
طيب هو انت عندك احم يعني لتهز رأسها مرة اخري بالرفض بخجل شديد
شادي بتعب
في ايه بقي ليه التقلبات الأنثوية دي بس!
سمية وهي تمسح دموعها
عشان ماتستاهلش واحدة زي انت لازم تشوف حالك ياشادي انا عمري ماهسعدك
شادي بضيق
لا اله الا الله يا ولي الصابرين كام مرة اتكلمنا في الموضوع ده اه انا فهمت كل ده عشان سوزان خلفت مش كدة
يوقفها ويقف أمامها بوجه بارد قائلا بصلابة
شوفي ياسمية عشان ده هيبقي اخر كلام عندي موضوع الخلفة ده منتهي انا مش عايز خلفة لكن لو سمعت منك كلمة طلاق تاني اقسم بالله لاهتشوفي وش تاني انت مامتعرفهوش فاهمة!!!!!
يعطيها ظهره پغضب قائلا
تفضلي اخرجي عشان محتاج اريح ساعتين لاني نازل الشركة
ترتعب من سلوكه الغير معتادة عليه فهو دائما يحتويها ويفيض بالحنان لكن الان !!
تحاول إرضائه فتسمعه يقول
سمية!!! اخرجي حالا
لم تتحمل قسوته الجديدة عليها فيزداد نحيبها المكتوب
وتخرج بأرجل غير قادرة علي حملها
بعد لحظات سمع صوت ارتطام عاليا جدا فينقبض قلبه بشدة ليخرج مهرولا من حجرته يجدها ساقطة بأرضية المطبخ يجري عليها محاولا إفاقتها بړعب أوقف قلبه يحاول ضربها عدة ضربات فوق
يجلس فوق الأريكة يهز قدمه بحالة عصبية نظره مثبت علي باب حمامه فمنذ ان فاقت واختفت داخله وهو ينتظرها بقلق شديد من حالتها وجهها باهت اللون وعيونها زائغة فهي ليست علي طبيعتها التي اعتادها يطول الانتظار ولم يستطع الصمود اكثر ليقفز متجها الي الباب بطرقة پعنف فيري الباب يفتح ببطء وتخرج منه دون النظر اليه واضعة قلبها تعاني من شي ما
وتتحرك لتقف في وسط الحجرة تائهة تلتف يمينا ويسار كأنها تبحث عن شي
متابعة القراءة