مزرعة الدموع بقلم منى سلامة
المحتويات
فى ايدى .. هانت كلها يومين .. وكل حاجه بعد كدة هتبقى زى ما أنا عايز
صمتت قليلا ثم نظرت اليه قائله
شغل سي السيد وأمينه يعنى
اڼفجر عمر ضاحكا .. ثم نظر اليها قائلا
متخفيش أنا مش ديكتاتور .. لو كنت عايز أأمر ومراتى تنفذ وخلاص .. كنت اتجوزت أى واحدة مكنتش هتفرق .. لكن أنا عايز واحدة تشاركنى حياتى وأشاركها حياتها .. زى الطيارة .. ليها كابتن ومساعد كابتن .. لا ينفع الكابتن من غير المساعد ولا ينفع المساعد من غير الكابتن
ماشى يا مساعد
حاولت التظاهر بالجدية واخفاء ابتسامتها قائله
ماشى يا كابتن
اتسعت ابتسامته .. والتمعت عيناه بنظره حب وشوق .. فهربت بعينيها الى ريهام و كريمة اللاتان تتابعانهما بإبتسامه صامته .. فشعرت بالخجل .. وقف عمر أمامها ليحجب عنها الرؤية .. رفعت نظرها اليه مندهشة فقال لها
أومأت برأسها فى خجل .. ظل واقف أمامها يراقب تعبيرات وجهها والحمرة التى تملأه .. ضحكت أمه ونظرت اليه قائله
بطل غلاسه هى بتتكسف
قال لأمه فى مرح
انا عملت حاجه أنا ببصلها بس
عمر بجد .. متضايقهاش
نهضت ياسمين وتحاشت الاقتراب منه .. وقالت ل كريمه
احنا هنمشى بأه عشان ورانا حاجات كتير بنجهزها ..
قامت ريهام من فورها .. وقالت كريمه مبتسمه
خلاص يا حبيبتى أشوفكوا بالليل ان شاء الله
خرجت ياسمين و ريهام من المنزل .. لحظات وخرج عمر ورائها مناديا اياها
توقفت .. أقبل عليها ووقف أمامها قائلا
استنى عايز أقولك حاجه
ثم نظر ل ريهام قائلا
ريهام ممكن ثوانى
ابتعدت ريهام قليلا .. نظرت اليه ياسمين بحرج قائله
خير
نظر اليها وأخرج من جيبه علبة قطيفة صغيرة .. نظرت اليه بإستغراب .. فتحها لتجد سلسلة صغيرة بها قلادة على شكل قلب وبداخل القلب محفور اسمه عمر .. نظر اليها قائلا بحنان
ثم أخرج ميداليه وأراها القلب الصغير الذى يشبه القلب فى السلسلة لكن القلب الذى معه يحمل اسمها ياسمين .. ابتسم لها قائلا
انا كمان مش هشيل القلب ده مهما حصل .. انتى معاكى قلبي وأنا معايا قلبك .. اتفقنا
أومأت برأسها وأخذت منه العلبة .. قبل أن تغادر همس لها بشغف قائلا
صعدت الفتاتان الى غرفتهما
.. أخذت ياسمين تتفحص القلب مبتسمه .. ثم التفتت الى ريهام قائله
أنا خاېفه يا ريهام أوى
خاېفه ليه
قالت ياسمين بوجوم
خاېفه الحب اللى أنا شيفاه من عمر ده يتغير بعد الجواز
هتفت ريهام
يا ستى هتقدرى البلا قبل وقوعه ليه .. ما الراجل لذيذ وزى الفل أهو
قالت ياسمين بلهفه
أنا مش عايزاه يتغير يا ريهام
ده فى ايدك على فكرة
قالت ياسمين بثقه
صح معاكى حق .. أنا طول عمرى بقول ان ده فى ايد زوجة .. هى
اللى تقدر تخلى زوجها متعلق بيها .. وبيحبها .. وميقدرش يستغنى عنها
ثم ابتسمت قائله
بحبه أوى يا ريهام .. ومش قادرة أصدق ان أخيرا الدنيا هتمشى زى ما أنا عايزة
فى المساء ذهب الجميع لاختيار الشبكة .. عمر ووالداه .. كرم .. أيمن .. سماح .. عبد الحميد .. ريهام .. ياسمين .. كانت سعادتهم غامرة بتلك المناسبة .. وأكثر من دمعت عيناه فرحا هو عبد الحميد الذى لم يصدق زواج ابنتاه وفى يوم واحد .. من رجلين تتمناهما الكثير من الفتيات .. شعر بأن الله أهداه بهدية كبيرة جدا .. سجد شكرا لله بعد عودته .. وظل يحمده ويشكره على ما أعطاه هو وبناته .. فى اليوم التالى .. وجدت ياسمين .. ولاء تتصل بها لتخبرها بوجود رجل يسأل عنها فى مكان عملها .. استغربت ياسمين بشدة .. قالت ولاء
راجل كبير فلاح .. من القرية بتاعتنا .. مصر جدا انه يتكلم معاكى .. ولما قولتله اتكلم مع البشمهندس عمر اتخض وقالى أبوس ايديكى متجيبيلهوش سيرة .. أنا عايز الستياسمين
قالت ياسمين بدهشة
عايز ايه ده أنا مش فاهمة
بقولك معرفش مش راضى يقولى وآعد جوه فى المكتب .. شوفى أقوله ايه أمشيه ولا ايه
صمتت ياسمين قليلا ثم فكرت بصوت عالى
يمكن واحد شاف حاډثة الخطڤ بتاعتى وعارف مكان مصطفى
ثم قالت
استنى يا ولاء أنا نازلاله خليه آعد فى المكتب
ارتدت ياسمين ملابسها وهى تدعو الله أن يرشدها الرجل الى مكان مصطفى الذى مازال هاربا حتى الآن .. دخلت المكتب لتجد رجلا كما وصفته ولاء .. كبير فى السن .. فلاح بسيط .. خرجت من المكتب مرة أخرى وذهبت الى ولاء قائله
ولاء تعالى معايا مش عايزة أعد معاه فى المكتب لوحدى
ذهبت معها ولاء دخلت الفتاتان فقالت ولاء للرجل
هى دى الدكتورة ياسمين يا حاج
قام الرجل وهو ينظر الى ياسمين بشك ثم قال
انتى الدكتورة ياسمين اللى هتتجوز البشمهندس عمر
قالت ياسمين بترقب
أيوة أنا
نظر الرجل الى ولاء ثم الى ياسمين قائلا
عايز أكلمك على انفراد يا ست الدكتورة
قالت ياسمين بحزم
آسفة .. حضرتك قول اللى عايز تقولهولى .. الدكتورة ولاء مش هتمشى
ظهر على الرجل التردد ثم سألها
يعني انتى واثقه فيها
تبادلت الفتاتان نظرات الحيرة ثم نظرت اليه ياسمين قائله
أيوة واثقة فيها .. اتفضل اتكلم .. خير عايزينى فى ايه
صمت الرجل قليلا ثم قال
بصى يا دكتورة .. أنا راجل غلبان وبجرى على أكل عيشي .. وعندى بنات فى سنك كدة .. واللى مرضهوش لبناتى مرضهوش لبنات الناس
كانت ياسمين و ولاء يستمعان اليه فى اهتمام فأكمل قائلا
الراجل اللى انتى هتتجوزيه ده واحد عايش فى الحړام
بهتت ياسمين وفتحت فمها فى دهشة .. كيف يجرؤ هذا الرجل على أن يتحدث عن عمر بهذا الشكل .. كانت ولاء تنظر اليه بإهتمام وقالت
يعني ايه وضح كلامك
تنهد الرجل قائلا
من كام شهر كان فى المزرعة غفير اسمه عويس كان شغال هنا هو والجماعه بتوعه
تبادلت ياسمين نظرة مع ولاء وقد تذكرت تلك
الإشاعة التى أخبرتها بها ولاء من قبل .. فأكمل الرجل
عويس والجماعة بتوعه اختفوا ومحدش يعرف هما راحوا فين ولا ايه اللى مشاهم
صمت قليلا ثم قال
بس أنا عارف هما مشوا ليه
كان التوتر قد وصل الى ذروته فى نفس ياسمين فقالت له پحده
قول اللى انت عايز تقوله مرة واحدة لو سمحت
أكمل الرجل
فى يوم وأنا ماشى فى البلد وراجع بيتي متأخر .. اليوم ده فاكره كويس
لأنه يوم فرح ابن أخويا فى القرية اللى جمبنا .. قابلت عويس واخد فى وشه وطالع يجرى حاولت أوقفه وأنادى عليه لكن مرضيش يقف وفضل يجرى .. مشيت فى طريقي لقيت ڼار قايده فى بيت مهجور فى القرية .. البيت ده مطرف ومفيش حواليه غير الشجر .. وأنا بيتي قريب منه .. جريت أشوف الڼار اللى قايده .. لقيت جوه البيت راجل وست .. واقفين على الباب ومش عارفين يخرجوا والڼار واكله البيت كله .. لقيت جردل على الأرض فضلت أملاه
مايه من الترعة وأحاول أطفى بيها الڼار اللى ماسكه فى الباب عشان يعرفوا يخرجوا .. الوقت كان متأخر والمنطقة مكنش فيها صړيخ ابن يومين .. محدش ساعدهم غيري .. الراجل نط وسط الڼار اللى قايده فى الباب وشد الست معاه وطلعها .. أول ما الست خرجت عرفتها على طول .. صفية مرات عويس .. ولما بصيت للراجل عرفته هو كمان
صمت الرجل فسألته ياسمين
مين الراجل
قال الرجل بتردد
البشمهندس عمر
نظرت اليه ياسمين بدهشة .. تحاول استيعاب ما قال .. صمتت ثم قالت پحده
وايه يعني اللي انت بتقوله .. ما يمكن كان هو وهى فى البيت لأى سبب تانى .. وعويس كان معاهم .. وعمر بعته مشوار .. أى حاجه يعني ليه ظنيت فيهم ظن وحش
قال الرجل بثقه
اسمعيني وبعدين احكمى يا دكتورة
أكمل الرجل قائلا
لما عرفت صفية قولتلها ايه اللى حصل يا صفية وايه
اللى ۏلع فى البيت وليه عويس كان بيجرى كأن حد بيجرى وراه .. ساعتها بصتلى صفية وهى مړعوپة وقالتى هو عويس كان هنا .. قولتلها أيوة شوفته بيجرى وحاولت أوقفه مسمعليش .. لقيتها أعدت على الأرض وفضلت تلطم على وشها وتقول جوزى عرف انى بخونه وهيفضحنى ويفضح أهلى يبأه هو اللى ۏلع فى البيت .. وفضلت تلطم وتندب لحد ما البشمهندس عمر قالها خلاص بطلى عياط عشان نعرف نشوف حل فى المصېبة دى .. ولقيته بيبصلى ويقولى اللى حصل ده مش عايز أى حد يسمع عنه كلمه وخرج فلوس من جيبه وادهالى وأكد عليا انى أستر على اللى حصل ومجبش سيرة لحد عشان الفضايح اللى هتحصل لو حد عرف بالموضوع خاصة ان أهل .. وجت المطافى بعد ما البشمهندس عمر كلمهم وطفوا الحريقة اللى كانت فى البيت وكمان البشمهندس طلب عربية اسعاف لانه مكنش هيعرف يروح المستشفى لوحده كانت ايدي مکسورة والايد التانيه طالتها الڼار
قفز قلب ياسمين من مكانه وهى تتذكر الحړق الموجود على يد عمر .. أكمل الرجل
يعد ما كل حاجه هديت .. بأت الناس تسأل فين عويس و صفية .. بس لحد دلوقتى محدش يعرف عنهم حاجه .. وآخر مرة شوفت صفية كان لما ركبت عربية الاسعاف مع البشمهندس عمر بعد كدة مشفتهاش لا هى ولا جوزها
كانت ياسمين تحت تأثير صدمة شديدة لا تعرف كيف تشعر أو ماذا تقول أو ماذا تصدق .. قال الرجل
أنا يا بنتى فضلت محافظ على السر ..مش عشان الفلوس اللى خدتها .. لا .. عشان أستر على أهل الوليه دى .. رغم انها بنت تييييييييت ومتستاهلش .. بس لو الكلام انتشر أهلها معدوش هيرفعوا عينهم فى وش حد من البلد .. عشان كدة فضلت ساكت .. لكن لما عرفت انه هيتجوز .. وسمعنا عنك كل خير .. مرضتش أفضل ساكت كده .. لانى زى ما قولتلك يا بنتى عندى بنات فى سنك .. وربنا يستر عليهم وعليكي
قال الرجل قبل أن يغادر
ياريت متجبيش لحد سيرة يا بنتى خاصة البشمهندس عمر .. أنا عملت فيكي خير ما تقابليهوش انتى بالشړ ..
أنا مضمنش ممكن يتصرف ازاى معايا لو عرف انى ڤضحت سره
غادر الرجل .. ليترك ياسمين واقفة جامدة .. لا تنطق .. لا تتحرك .. لا تفكر .. لا تشعر .. تقف كالتمثال .. نظرت اليها ولاء فى أسى .. لحظات وبدأت العبرات تتجمع في عيني ياسمين .. وتتساقط على وجنتيها فى صمت .. جذبتها ولاء وأجلستها على الأريكة .. ثم ذهبت
متابعة القراءة