رواية حي المغربلين
المحتويات
فم المرأة شهقة قوية... هذه الفتاة فاقدة لمعنى الإحترام اقتربت منها صاړخة بوجهها
_ أنتي واحدة قليلة الأدب بتعملي إيه هنا أصلا.. ليا كلام مع فاروق بيه لما ينزل من فوق...
_ زينب...
صوته القوى أربك الجميع و أخفضوا رؤوسهن إلا هي لا تعلم لما هيبته غمرت قلبها بالسعادة
لأول مرة وقف بجوارها جسده على بعد خطوة واحدة من جسدها و عينيه تقرأ أفكارها بشكل جيد أشار إلى السيدة زينب بالاقتراب قائلا
هل قلبها دق الآن أم أنها تعيش بدنيا الوهم سارت معه مغيبة يحركها كما يشاء حتى وصل بها إلى غرفة السفرة جاذبا لها المقعد المجاور له ثم جلس على مقعده قائلا بابتسامته المخصصة لها
لم تخجل فهذا ليس
من طبعها أو شخصيتها بل وضعت ساق على الآخر قائلة ببرود
_ بقولك إيه يا عم النحنوح أنا مش زي ما دماغك عايزة توصل خالص عشان كدة بقولك اتعدل بدل ما تريح في المستشفى كام يوم أنا إيدي بتاكل فيا عشان ترن عليك...
يصمت لها و يتقبل أفعالها بكل رحابة صدر فهذه هي متعته بالصيد الصبر و السماح للفريسة بكل الحرية كانت يشعر بزهو الإنتصار غمز لها بعينه قائلا
شهقت من وقاحته قائلة
_ تقصد ايه بكلامك ده!
قهقه بمرح مردفا بمشاكسة
_ بصي مش لازم تفهمي بس أنا واثق إن السمنة البلدي هتكون شديدة و مش محتاجة رعاية دكاترة...
_ أنت طلعت بتاع بنات يا فاروق و أنا أقول مشكلته إيه مع الشيكولاته بالمكسرات اتاريك بتاكل فيها طول النهار.
معها لحياته نكهة لذيذة مستمتعا بها لاقصي درجة ضحكة عالية تخرج من أعماق قلبه لا يستطيع أحد غيرها رؤيتها تأكد أن دواءه من الملل معها و على بعد خطوة واحدة ليصل اليه غمز لها بلمعة عين خبيثة قائلا
______ شيماء سعيد______
بصباح يوم جديد استعدت فريدة بكامل نشاطها ستبدأ اليوم أولى خطوات تحقيق حلمها بالإعلام من ليلة أمس و هي تحاول إستيعاب تلك المكالمة التي أتت إليها من
أشهر القنوات التلفزيونية للتقدم لوظيفة إعلامية...
خرجت من المنزل هاربة من جليلة التي لو وقعت عينيها عليها ستفعل منها قطع صغيرة..
بعد ساعة وصلت أخيرا إلى مقر القناة بقلب يدق مثل الطبول متوترة خائڤة تخشى انهدام حلمها صعدت إلى الطابق المراد مقتربة من السكرتير قائلة بهدوء
_ لو سمحت فين الانترفيو بتاع البرنامج هنا!
حدق بها الرجل لعدة ثواني يحاول فهم عن أي برنامج تتحدث! آه تلك الفتاة هي التي يريد رب عمله مقابلتها ابتسم لها برسمية قائلا
_ حضرتك آنسة فريدة الحسيني صح!
أهو ضربها بكل قوته الآن دون شعور منه أما انها من قټلت نفسها! آنسة كلمة حرمت نفسها منها بلحظة لا تعلم لها أي معنى كتمت دمعاتها المھددة بالسقوط ثم أومات إليه مردفة
_ أيوة أنا يا فندم..
قام من مكانه مشيرا لها بالسير خلفه مردفا
_ طيب يا فندم اتفضلي معايا الفنان مصر في إنتظار حضرتك...
لم تسمعه بشكل جيد عقلها شارد بحقيقة تحاول نسيانها بقدر المستطاع سارت خلفه حتى وصلت للمكتب المنشود دلفت بمفردها و ذهب الآخر إلى عمله..
دلفت للمكان بحماس يقل مع كل خطوة تخطوها للداخل و اختفت بشكل كامل مع رؤيتها إليه يجلس على مقعد المدير يضع ساق على الآخر.
مبتسم إليها بوقار مشيرا لها بالجلوس إلا إنها ضړبت المقعد بقدمها قائلة پغضب
_ ايه البجاحة اللي أنت فيها دي مش قولتلك يا بني آدم أنت مش عايزة أشوف وشك تاني...
عاد بالمقعد للخلف رافعا حاجبه لها بتعجب مردفا
_ في إيه يا آنسة هو أنا شوفتك أو حصل بنا حاجة قبل كدة لا سمح الله! أقعدي و اهدي عشان نتعرف أنا فارس المهدي صاحب القناة و مديرك ده لو حابه تشتغلي معانا طبعا أنتي بقي آنسة فريدة المسيري سابقا و مدام فريدة المهدي مستقبلا...
_____شيماء سعيد_____
أستغفروا الله لعلها تكون ساعه استجابه
الفصل العاشر
بداية_الرياح_نسمة
حي_المغربلين
الفراشة_شيماء_سعيد
أغلقت عينيها لعدة لحظات تحاول أخذ أكبر قدر من القوة و الشجاعة لتقص عليه هويتها الحقيقية تأملها بملامح مندهشة لماذا كفها يرتجف و أظافرها تميل إلى اللون الأزرق..
يده خانت عهده مع نفسه بالتحكم بعاطفته نحوها و جذب يدها يشعرها بالأمان و الدفء صدرها يضيق بها و الكلمات خانتها و تركتها معه بمفردها شبه مڼهارة.
زاد ارتجافها على أثر لمسته الحنونة لا تستحق كل هذا الحب و لتكون أكثر صدقا مع نفسها هو يحب فريدة لا فتون عضت شفتيها بأسنانها مردفة بداخلها
_ فتون يلا قولي الحقيقة.. ۏجع ساعة و الا ۏجع كل ساعة يعرف الحقيقة منك بدل ما يعرفها من غيرك.....
قطع ضغطها على نفسها صوته الحنون بأنفاس ساخنة تخفف من برودة جسدها
_ حبيبتي مش عايز أعرف حاجة أنا مسامحك ممكن تهدي جسمك بينتفض كدة ليه! اوعي تكوني خاېفة مني... أنا عابد في حد ېخاف من روحه.
بأمل كبير و رجاء واضح رفعت وجهها إليه تتأمل تعبيراته بعينيها الذابلة قائلة بتردد هامس
_ بجد يا عابد مهما عملت مش هتزعل مني! طيب طيب عايزة أسألك على حاجة مهمة.
ابتسم إليها بجاذبية ساحرة تدلف إلى أعماق قلبها ترسخ إسمه بين ضلوعها أكثر مثل اللعڼة التي يستحيل التحرر منها تأكد من هدوئها ليبعد كفه عن كفها عنوة رغم تذمر قلبه مجيبا عليها بشخصيته الهادئة
_ الحاجة الوحيدة اللي مستحيل أسامح فيها هي الكدب و الخېانة يا فريدة قولي عايزة تقولي إيه و أنا سامعك متأكد إن غلطتك صغيرة بس عشان أنتي رقيقة شايفاها كبيرة...
لماذا يصعب الأمر عليها أكثر من الصعوبة أضعاف يراها ملاك و هي ترى نفسها حمقاء ألقت نفسها بداخل الچحيم بكل غباء ابتلعت لعابها مغيرة مجرى الحديث لن تعترف الآن بتلك اللحظة يستحيل على قلبها تحمل خسارته أردفت بمرح يخفي نيران مشټعلة بصدرها
_ بس الكدب و الخېانة اتنين مش واحد يا أستاذ عابد..
علم من ملامحها أن خطأها كبير و هذا جعله هو الآخر يغير مجرى الحديث لا يريد معرفة ما فعلت يكفي عليه هي فقط ربما لو علم سيوضع بخانة أخذ القرار و هو لا يقدر على ذلك الأسوأ من اتخاذ
أي قرار التراجع عنه.
ضحك إليها قائلا بنظرات ثاقبة
_ لا يا حبيبتي الاتنين واحد خنتي يبقى لازم تكدبي عشان تخفي الخېانة كدبتي يبقى لازم تعرفي إنه في حد ذاته أكبر خېانة.
بأمل ضعيف سألته
_ بس أنا متأكدة من قلبك الطيب يقدر يسامح خصوصا لو اللي غلط حد غالي عليك...
ابتسم لها نافيا
_ مفيش حاجة اسمها كدة على مقدار الحب بيكون الۏجع و الغفران بيكون أصعب إذا مكنش مستحيل كفاية نكد بقى عايزين نقول كلمتين حلوين قبل ما تنزلي وحشتيني يا بت...
غصبت وجهها على الإبتسامة قائلة بتوتر
_ هو أنت مفيش حل فيك قولتلك نقي ألفاظك إيه بت دي...
قرب وجهه منها قليلا بهيام لا يهمه أي شيء إلا وجودها معه و هذا بالنسبة إليه أكثر من كافي غمز لها مشيرا لقلبه بنبرة مستفزة
_ أنتي عديمة الرومانسية بقولك يا بت يعني أنتي بت قلبي افهمي بقى...
إنتهى الفلاش باك...
عادت إلى أرض الواقع من ليلة أمس و هي فقط تعيد حديثه على سطح المنزل برأسها انتفضت من مكانها على صوت جليلة بالخارج وضعت يدها على وجهها بتعب ها هي جليلة علمت بخروج فريدة من خلف ظهرها
_ يا ربي على دي عيلة منكم لله كلكم ها بس كدة..
جليلة من خارج الغرفة
_ أنتي يا حيوانة يا اللي اسمك فتون تعالي هنا..
_ حاضر يا قلب فتون جاية أهو...
______شيماء سعيد______
_ أنت عايز مني إيه بالظبط!
قالتها بنبرة خالية من الضعف رغم أنها هشة منكسرة مڼهارة تائهة تعيش حالة من الصدمة و عدم الاستيعاب ترفض بشدة مجرد تخيل ما حدث معها هي فريدة و ستظل فريدة رمز للجمال و الطهارة لم يحدث لها أي تغيير هي كاملة...
تضحك على حالها بتلك الكلمات لتعطي نفسها بعض القوة حتى لا تسقط و يسقط معها كل شئ سألته و هي تعلم إجابته لعبة يريد الاستمتاع بها و لكن بطريقة مختلفة لا أكثر بكبرياء رفضت الجلوس معه على نفس المكتب
و برأس مرفوعة.
بإبتسامة باردة غير مفهومة تابع تفاصيل بسيطة تصدر منها لن يتركها دق قلبه لها و إنتهى الأمر يريدها بكل ما بداخله من قوة يضع ساق على الآخر و رأسه مسنودة على ظهر المقعد رافع أحد أصابعه مشيرا لها بالجلوس قائلا بجدية
_ أقعدي يا آنسة فريدة هكون عايز منك إيه و أنا أول مرة أشوفك! المكان هنا مكان شغل المهم عندي شغلي.... عايزة تشتغلي تحت التدريب فترة و بعدين هيكون ليكي برنامج تمام مش حابة الباب مفتوح تقدري تخرجي بس خدي بالك أنا بقدم ليكي فرصة العمر...
هل يلعب بها أكثر من دقائق و بطريقة غير صريحة يطلب منها الزواج و الآن يقدم لها العوض زاد ڠضبها أضعاف غير مصدقة لتلك النقطة التي وصلت إليها أخذت نفس عميق تخفي به ۏجعها قائلة
_ بقولك إيه يا فنان إحنا ناس مش بتقبل العوض بلاش اللعبة السخيفة دي عشان أنا فاهمة دماغك كويس أنا كنت سکړانة و أنت محدش فينا جبر التاني على حاجة كل المطلوب منك هو الخروج من حياتي تماما لآخر مرة هقولك مش طايقة أشوفك بكل نظرة منك بنزل من نظر نفسي أكتر و
متابعة القراءة