رواية عشقت فاطمه بقلم سولييه نصار

موقع أيام نيوز


انه بيحبك
أجابتها مريم بجمود ايوه قالى
ثم شردت وهي تقول قالى يوم فرحك انت وايهاب
رفعت عينيها وهي تقول باجهاد وكانها كانت تحارب لا مفيش أظاهر أن ودنى ملتهبة شوية. أنا هقوم ارتاح في أوضتى.
قضت ايمان ليلتها تصلى وتبكى بين يدى الله عزوجل وقلبها تعتصره الالآم هو حتى لم يسأل عنها ولو لمرة واحدة منذ أن تركته في الأسفل وصعدت إلى أختها شعرت بكبرياء أنوثتها يتحطم على صخرة هذه الزيجة الغير مرغوب فيها وأخذت تدعو و تدعو وظلت على حالها هكذا حتى غفت مرة أخرى وهي ساجدة فرأت رؤية أثلجت قلبها كثيرا.

خرجت إلى الشرفة لتتنسم الهواء الطلق وتستنشقه بقوة حتى امتلأت رئتيها بالهواء النقى فزفرت في بطء شديد وهي تنظر إلى الأسفل وجدته نائما تحت المظلة في الحديقة واضعا يديه تحت رأسه وينظر إلى السماء في شرود.
تلقى الحاج حسين أتصالا من أخيه وهو في مكتبه في الشركة فأجابة السلام عليكم
الحاج ابراهيم عليكم السلام. أيوا يا حسين انا هروح اتغدى في البيت علشان في ضيف جايلى واحتمال مرجعش النهاردة تانى وعموما وليد مش جاى معايا هيفضل هنا في مكتبى لو احتجت حاجة منه
قال حسين بانتباه خير يا ابو وليد مين اللى جايلك.
ابراهيم ده واحد معيد كان في كلية وفاء وجاى يتعرف علينا هو ووالدته وأخوه علشان طالبها للجواز
أبتسم حسين قائلا طب مش كنت تقولى يا ابراهيم واجب ابقى موجود علشان اشوفه انا كمان ولا هي وفاء بنتك لوحدك
ابراهيم أنا مرضتش اعطلك النهاردة انت كنت مشغول من ساعة ما يوسف تعب وفي شغل كتير بقى فوق راسك وخصوصا ان عبد الرحمن هو كمان أجازة
حسين تعطلنى ايه بس
يا ابراهيم أسمع انا نص ساعة واحصلك.
أنهى حسين المكالمة ثم اتصل على عبد الرحمن يخبره بأمر الضيف وأمره أن يستعد لاستقباله مع عمه ابراهيم حتى يلحق بهم
صعدت فاطمة إلى
عفاف التي رحبت بها فقالت فاطمة والله يا عفاف أنا تعبت من كتر الناس اللى بتيجى لوفاء يارب بقى توافق على ده وتريحنا
أبتسمت عفاف وقالت طالما جاى عن طريقها يبقى هتوافق...
ثم تابعت هو الحاج حسين وصل عندكوا ولا لسه.
فاطمة ايوا ياختى لسه داخل حالا. يالا بقى هاتى فرحة وإيمان ومريم وتعالوا علشان الست والدته جاية معاه
عفاف طب ثوانى هكلم إيمان ومريم ينزلوا
حاولت إيمان أن تأخذ مريم معها ولكنها رفضت وقالت معلش يا ايمان انزلوا انتوا. أنا أصلى تعبانة شوية
ايمان خلاص وانا كمان مش هنزل
قالت مريم بسرعة لا أنزلى طنط عفاف كلمتنا بنفسها كده هتزعل وبعدين كمان علشان وفاء متزعلش.
توجهت ايمان إلى الطابق الأول حيث شقة عمها إبراهيم التي نادرا ما تتوجه إليها طرقت الباب ففتح عبد الرحمن ووقف ينظر إليها فقالت وهي تتحاشى النظر إليه
السلام عليكم
أبتسم قائلا عليكم السلام. تعالى ادخلى
دخلت وألقت التحية على أعمامها وزوجاتهما وفرحة ووفاء التي جلست بجوارها وقالت مداعبة
مش كنتى بتقولى عليه فيونكة أديكى هتلبسيه.
ضحكت الفتاتان فنظر عبد الرحمن لإيمان مندهشا كان يتوقع أن تكون حزينة ومغلوب على أمرها ولكنه وجدها تتحدث وتمزح وتضحك ظل ينظر إليها بتعجب وهو يحادث نفسه
أنا كنت فاكرها هتبقى زعلانة ومضايقة مالها كده كأنها مصدقت أبعد عنها.
بعد
________________________________________
قليل حضر العريس بصحبة والدته وأخيه وبعد التعارف جلس الجميع في غرفة الصالون الكبيرة ولم يكن يبدو على وفاء أنها هي العروس فكانت كعادتها دائما تمزح وتتكلم بسلاسة مع الجميع.
قال عبد الرحمن للعريس
طبعا أنت بقى يا أستاذ عماد. وفاء كانت مجنناك في الكلية والسكاشن مش كده. مبتسبش حقها أبداااا
قال عماد وهو ينظر لوفاء الآنسه وفاء مثال رائع للطالب اللى بيحب يفهم مش يحفظ وبس.
ثم تابع بمزاح ومن ناحية بتحب تاخد حقها فهى بتاخد حقها تالت ومتلت
وفاء بس بالعدل كده. مش انا أول واحدة فتحت موضوع اننا نعمل مقارنة بين الشريعة والقانون الوضعى في غير وقت السكاشن للطلبة
ضغطت أمها على يديها وقالت لها هامسة وهي تتصنع الأبتسامة هو ده وقته يا بت هتجبيلى نقطة
وفاء ايه يا ماما هو انا قلت حاجه غلط.
عفاف دى كانت يابنى داوشانا بالموضوع ده كل جمعه لازم تاخد وقت الغدا كله كلام على الحكايه دى
قالت وفاء وكأنها قد انتبهت فجأه اه صحيح
ثم أشارت لايمان وقالت دى بقى ايمان اللى كنت قلتلك أنها هتساعدنى في الدراسة دى
نظر لها عماد قائلا ايه ده بجد أتشرفت بيكى جدا هو حضرتك خريجة أيه
قالت ايمان بجدية كلية شريعة جامعة الازهر.
لفتت عبارتها الأخيرة نظر محمد أخو عماد فقال ماشاء الله. انا كمان جامعة الازهر بس أنا كنت قسم تفسير
قالت ايمان بهدوء اهلا وسهلا
محمد اهلا بحضرتك
أقتربت والدة عماد ومحمد بالقرب من إيمان وربتت على ظهرها وهي تقول بابتسامة هو أنت عندك كان سنه يا ايمان
23يا طنط
قالت والدتهما وهي تنظر لابنها محمد ماشاء الله ماشاء الله.
أبتسم محمد وهو يلقى نظرة أخرى على ايمان قائلا بصراحة عماد أخويا كانت ليه وجهة نظر معينة كده في الحكاية دى. ومكنتش عارف أقنعه لحد ما الآنسه وفاء أبتدت تتناقش معاه وتقنعه بالحجة المناسبة لزمانا دلوقتى
قالت وفاء الحق يتقال يا أستاذ محمد كل اللى كنت بقوله في مناقشاتى مجبتوش من عندى ده كلام ايمان بنت عمى هي اللى أقنعتنى وحمستنى أنى أوصله للطلبة
عندنا في حقوق.
قال عماد شارحا وانا كمان أتحمست وقررنا نعمل ندوات ثقافية للطلبة وهيبقى حقوق وغيرها. الندوة هتبقى مفتوحة. ياريت لو تساعدينا في تجميع المادة اللى هتتكبت وتتوزع على الطلبة
تحدثت ايمان بطلاقة وأريحية وقالت انا معنديش مانع خالص. أنا كان نفسى من زمان أساعد في الموضوع ده. هبقى إن شاء الله ابعت الورق مع وفاء وانتوا بقى راجعوه واكتبوه على الكمبيوتر علشان انا بحب اكتب بخط أيدى بحس بالكلام اكتر.
قال محمد وهو ينظر لها بإعجاب وبعد اذنك يعنى لو ممكن حضرتك تحضرى معانا الندوات دى وتشرحى بعض الأجزاء بنفسك ثم قال وهو ينظر إليها
اصلك عندك طلاقة في الكلام ماشاء الله وبتقدرى توصلى المعلومة
نظرة محمد الأخيرة وتصرفات والدته استفزت عبد الرحمن جدا فنهض وأخذ مقعده ووضعه بجوار مقعد ايمان ووضع ذراعه على ظهر مقعدها ومال عليها وقال وهو يضغط حروف كلماته بضيق موجها حديث ل محمد.
ايمان. مراتى. معندهاش وقت تروح تشرح كفاية عليها هتساعد بالكتابة بس يدوب كده علشان وقت بيتها
وأشار إلى صدره وهو يتابع وجوزها
تجهم وجه محمد أخو عماد وهو يقول بتلعثم اه طبعا مفيش مشكلة
تجهم وجه محمد استفز عبد الرحمن أكثر إذن فهو صدم عندما علم أنها متزوجة
لم تغب تلك التصرفات عن عينين الحاج حسين الذي كان يتابع بصمت ويراقب ردود الافعال.
قالت فاطمة بنفاذ
صبر منور يا عريس منوره يا ام عماد مش نتكلم في التفاصيل بقى ولا أيه
أنتهت الزيارة بالأتفاق على ميعاد الخطوبة بعد أسبوع وبعد انصراف الضيوف قال الحاج حسين وهو ينهض
خلاص يا جماعة يبقى نتوكل على الله ونعمل الخطوبة مع كتب كتاب يوسف ومريم
تفاجاء الجميع بالأمر ماعدا عبد الرحمن وايمان فقالت فرحة بسعادة ايه ده يوسف ومريم امتى حصل ده
أتسعت أبتسامة عفاف وهي تقول هو كلمك امتى يا حسين.
كلمنى يوم فرح عبد الرحمن وطلبها من أخوها امبارح وإيهاب بلغنى موافقتها
ثم نظر إلى ايمان نظرة ذات معنى وقال وفرحهم الأسبوع اللى جاى مع خطوبة وفاء إن شاء الله
قالت فاطمة وهي مندهشة فرح كده على طول ولا قصدك كتب كتاب يا حاج
تدخلت عفاف قائلة مش هينفع فرح أبدا بعد أسبوع. مريم لسه مشمتش نفسها من نازلة البرد اللى كانت عندها.
وقف إبراهيم وقال خلاص يا جماعة يكتبوا الكتاب مع خطوبة وفاء وبعدين نبقى نحدد معاد الفرح مفيش مشكلة
قاطعتهم وفاء بشغف أنا ماليش دعوة بكل الحوارات دى. أنا اتخطبت يا جماعة انتوا مش واخدين بالكوا مني ليه مسمعتش حد بيزغرت يعنى
أنطلقت زغاريد فاطمة وعفاف مع تصفيق فرحة وضحكات إيمان ووفاء السعيدة
أقترب حسين من ايمان قائلا تعالى معايا عاوزك انت وجوزك.
وانصرف وهو يشير لعبد الرحمن بأن يلحقهما دخل ثلاثتهم غرفة المكتب وأغلق عبد الرحمن الباب خلفه أشار لهما بالجلوس في مقابلته ثم نظر لإيمان بصمت فقال عبد الرحمن
خير
________________________________________
يابابا
ألتفت له والده وقال بهدوء أنا كان ممكن مدخلش. وكان ممكن آخد كل واحد فيكم على جنب واكلمه لوحده. بس انا عارف أنى قاعد قدام اتنين كبار بما فيه الكفاية
ثم نظر إلى ايمان قائلا ولا أيه يا إيمان .
أومأت برأسها موافقة فالټفت إلى عبد الرحمن وقال أنت نمت امبارح في الجنينة ليه لحد صلاة الفجر وبعدين روحت كملت نومك في أوضة اخوك
نظر له عبد الرحمن بدهشة فهو كان يظن أن أحدا لم يره وارتبك وهو يفكر في رد مناسب فقالت ايمان بسرعة.
أصل أنا امبارح يا عمى نمت مع مريم علشان زي ما حضرتك عارف انها لسه مخفتش فمحبتش اسيبها لوحدها وهي كده. وحضرتك عارف بقى عبد الرحمن بيحب يقعد مع حوض الورد بتاعه
كتير فتلاقيه النوم غلبه هناك
أخفض عبد الرحمن نظره ولم يعلق ولكنه في داخله أعجب بكتمانها أسرار حياتهما الشخصية هز الحاج حسين رأسه بابتسامة وقال.
لا برافوا. كان المفروض تدخلى كلية حقوق خلاص طالما انت قلتى كده أنا مش هدخل في اللى بينكوا إلا لو الأمر احتاج لتدخلى
دلوقتى بقى انا عاوزك في موضوع مريم اختك وأعتقد انه مش بعيد عن موضوعك كتير
قالت بصمود موضوع ايه يا عمى
حسين ايهاب قالى أنك رفضتى جوازها من يوسف ولما ضغطت عليه علشان اعرف أسباب رفضك قالى أنك قلقانة أنه يكون يوسف معندوش رغبة حقيقة فيها. وأن دى رغبتى انا بس.
قال جملته الأخيرة وهو ينظر لعبد الرحمن بعتاب وقال أنت أيه رايك يا عبد الرحمن
نهض عبد الرحمن وهو ينظر لايمان وقال بثقة مفيش حد بيتغصب على الجواز دلوقتى يا بابا واعتقد انك غلطانة في حكمك يا ايمان
نهضت وهي تنظر إليه وقالت انت متأكد
بادلها نفس النظرات وقال أيوه متأكد
هذا ما كان يريده الحاج حسين تماما فتح لهما مجال الحديث عن الأمر بدون حرج وبشكل تلقائى. ثم قال.
ها يا ايمان لسه مش موافقة على الجواز ولا غيرتى رأيك
ايمان ياعمى دى حياة مريم وهي اللى تقرر. أنا قلت رأيى وخلاص وهي حرة بعد كده
حسين بس انا عاوزك انت كمان تبقى راضية
ايمان طالما مريم شايفه كده وراضية خلاص. أنا مش عاوزه غير سعادتها
أبتسم قائلا خلاص تقدروا تتفضلوا.
خرجت ايمان من المكتب فتحت باب الشقة في سرعة وتوجهت إلى المصعد دون أن تلتفت لنداءات عبد الرحمن الذي فتح باب المصعد ودخل خلفها ضغط على الأزرار وهو يقول
مش بنادى عليكى
 

تم نسخ الرابط