امسك بيدى فلتنقذنى من العڈاب بقلم فرح طارق

موقع أيام نيوز

خلفها وذهب حتى يبحث عنها بالمشفى..لتخبره الممرضة أنها ذهبت لحجرة الطفل.
ذهب فهد إليها وتوقفت قدميه وهو يشاهدها تقف أمام النافذة تشاهد الطفل من خلالها..ليلفت انتباهه دموع حور التي خانتها وباتت تهبط على وجنتيها .
اقترب ببطء وحذر منها حتى لا يقطع لحظتها ويقدر على معرفة ما يدور بداخلها الآن ليتجمد وهو يستمع إليها..
بينما توقفت حور أمام النافذة تشاهد الطفل وأطفال أخرى داخلها! تشعر بقلبها وكأن أحدهم يمسك بسهام حاړقة ېطعنها دون رحمة أو شفقة حتى! الآلام داخلها تزداد عكس ما تتوقع! لقد كانت تظن أنها بمرور الوقت تشفى من چراحها ولكن الواضح أمامها أن هي من تمتليء بالجراح كلما مر الوقت!
مسحت تلك الدمعة التي فرت من عينيها وابتسمت پتألم قائلة
كنت فاكرة إني هقدر بس طلعت أضعف من إني أحاول حتى! 
أنا لسة طفلة! لسة عايزة استكشف واعيش عايزة أجرب وأشوف الدنيا حواليا..! عايزة اشوف الحلو منها زي ما شوفت كل الۏحش عايزة أكون ام! يتقالي ماما أنا كمان..هو حرمني منها لو كان سابني أو ع الأقل ابني بايديه كان زمانه بين ايديا دلوقت.
فلتت منها ضحكة ساخرة واكملت
أنا فاكرة أما كنت صغيرة كان عندي عروسة..طول الوقت أقول لماما بكرة أما أكبر هتجوز مش همسك عروسة لعبة وأقول أنها بنتي لأ..كنت هيبقى عندي بنت فعلا..
بس أنا كبرت دلوقت اتجوزت..مريت بحاجات كتير حاجات كتير اتحققت سواء اتمنيتها ولا لأ ما عدا الحاجة دي! لسة ماسكة بين ايديا نفس العروسة اللعبة ولحد دلوقت مبقتش بنت حقيقية بالعكس..الحلم كلوا اتحول لشيء مستحيل.
بس أسر محتاجك تكوني ام ليه يا حور.
استدارت حور على صوت فهد لتجده يقترب منها أكثر.. وأكمل حديثه
أسر
محتاج أم والام دي أنت!
بس أسر عنده أب أب لحد دلوقت مش شايف إن الأم دي تستاهل إنه حتى ع الأقل يحاول بأقل شيء علشانها.
ليه مش مقتنعة إني بحاول أو أنك حتى تستاهلي! .
عشان مقتنعة إني استاهل ف أنا مقتنعة بأنك محاولتش.
عن أذنك يا فهد.
قالت كلماتها ورحلت من أمامه بينما ذهب فهد خلفها وهو يردف 
حور..
أنا متعودتش إني اجري ورا حاجة حتى لو روحي فيها بس أنت أنا وراك! أنا..
استدارت حور مقاطعة حديثه
ورايا ورايا فين آخر مقابلة كنت بينا من ٣ أسابيع فاتوا..يومها قولت إيه بأنك لو حاولت هيحصل إيه قولتلك وقتها ممكن أفكر! حضرتك روحت فين اختفيت خالص! دي المحاولة اللي شايف إني استحق تتعمل عشاني وهو أنك تختفي!
بتحبيني 
ياريتني ما حبيتك! ع الأقل كنت قدرت أقفل صحفتك ومسيبش فيها أي باب متوارب للمحاولة.
صدم فهد من اعترافها الصريح أمامه بينما مسحت حور دموعها وغادرت .
الفصل_السادس_والعشرون.
.
لم أرغب بشيء حينها سوى عناق منك عناقا واحدا كان يكفيني لإنهاء كل الحروب بداخلي..لكنك بخلت بذلك!
فتح سيف باب شقته ف قد اصر على ليان أن يأتي معها إليها لأنها كانت راغبة بالذهاب لشقة والدتها..
وضع الطعام على الطاولة ودلف للشقة للبحث عنها ف قد أحضرها وذهب لإحضار طعام لهم..وايضا الدواء لأجلها.
لم يستمع لأي صوت لها بات يشعر بالقلق.. ودلف لغرفته ثم تنفس براحة وهو يستمع لصوت مياه هادرة داخل المرحاض الملحق بالغرفة .
أخذ ملابسه من الخزانة وذهب للمرحاض الآخر المتواجد بالشقة حتى يبدل ملابسه ويأتي تكون هي قد انتهت.
انتهى سيف وعاد للغرفة مرة أخرى ولج للداخل سريعا بلهفة لرؤيتها وأخذها أخيرا بين يخلد للنوم وهو يشعر بها جانبه وبين يديه..
ابتسم وهو يجدها جالسة على الفراش تمشط شعرها اقترب منها بهدوء وثبات متناقضا عن رغبته الداخلية داخل الآن!
استدارت له ليان ثم اردفت بتساؤل
جبت الأكل
والحقنة كمان.
قالها وهو يؤكد عليها الكلمة وعينيه تلتمع بمكر شديد بينما اردفت ليان پخوف ودلال يندمج معه لعلها تكسب رأفته بها
سيف.. أنا بقالي اكتر من أسبوع باخدها وتعبت منها ف كفاية كدة!
تعالت ضحكات سيف واخبرها
ملكيش ف الدلع يا ليان عارفة لو كانت طلعت بالشكل المطلوب كنت عطفت..
استرد حديثه مرة أخرى قائلا بعدين اكتر من أسبوع بتاخديها وجت عليا لما أنا هدهالك زهقتي خلاص!
أنت كنت بتعمل إيه الأسابيع اللي فاتت
كنت بتدرب على حقن العضل.
دفعته ليان بخجل وتعالت ضحكات سيف عليها ثم اقترب منها أكثر واردف
خلينا حلوين وتاكلي حلو عشان تاخدي الحقنة..يلا.
قررت مجاراته بالأمر حتى تأكل ف هي تشعر بالجوع وإن نفت أخذها للحقنة الآن..سيدخلون في نقاش اخر لن تتحمله معدتها لكثرة الجوع.
بعد وقت عاد سيف للغرفة ف قد أنهت ليان طعامها ودلفت للغرفة وتركته هو يزيل بقايا الطعام من على الطاولة..
حاول كبت ضحكاته وهو يجدها تتصنع النوم فقد علم من حور أنها تخاف من الحقن في الأساس! وأنها لم تأخذها سوى مرة واحدة قط!
تقدم نحوها وحاول أن يفيقها بهدوء وأخذ يهمس بجانب أذنها حتى تنهض..لم تجيبه ف ابتسم وعينيه تلتمع بمكر وبدأ سيف بدغدغتها..ليجدها تنهض وتحاول منعه وسط علو أصوات ضحكها بالغرفة
سيف..سيف خلاص والله قومت سيف كفاية!
توقف حتى لا تتعب وهو يتذكر أمر حملها ومن الممكن أن ذلك يؤثر عليها.
ابتعد عنها وهو يلهث مما فعله واردف وهو يحضر الحقنة
يلا يا روحي.
سيف! بالله عليك يا شيخ بلاش.
ليان! بلاش دلع ويلا.
طب أنا عايزة واحدة ست تدهاني.
واقولها إيه إن شاء الله أروح الصيدلية أقول لواحدة تعالي ادي لمراتي الحقنة عشان مكسوفة مني بذمتك منظري يبقى إيه قدامها كدة
لأ الرجالة بتبقى ايديهم تقيلة.
اردف بمكر وهو يفتح الحقيبة البلاستيكية ويخرج منها كارت خاص بالصيدلية واردف
خلاص هتصل بالدكتورة اللي ف الصيدلية أصلها اديتني رقمها واهو نفع معانا أهو.
وهي اديتك رقمها ليه إن شاء الله وبعدين أنت رايح تجيبلي علاج ولا تشقط
اشقط! 
قالها بإستنكار ثم أكمل بقيت بيئة أوي وبعدين بتشقط مش بشقط هي اللي اديتني رقمها مش أنا تفرق!
هات الإبرة واخلص يا سيف خلينا نعدي.
بت انت بيئة.
قالها بدهشة من لهجتها التي بالنسبة له كانت سوقية بشدة لم يتوقع منها أن يكون داخلها هذا الجانب ! كان يظن أنها رقيقة بشدة حقا..كالنسمة الناعمة في وسط الليل لكنها باتت الآن كالاعصار وسط ليل هاديء مليء بالنسمات.
صړخت ليان وهي تبتعد عنه يرتجف پخوف بينما رفع هو يديه بدهشة واردف
والله ما لمستك لسة! يخربيت جنانك..
أزاحت ليان شعرها للخلف واردفت 
ما أنا حسيت إنها هتجوعني ف اتوجعت.
ظل صامتا لم يتحدث..لا يعلم ما يفعله بها عند تلك الحالة! ف هو يشعر نبضات قلبه باتت تزداد من كثرة توتره من خۏفها هذا..شعر وكأنه لن
يعطيها حقنة فقط!
كتم حينما وجدها تصرخ مرة أخرى بعدما أنهى مما يفعله بينما صړخ وهو يبتعد حينها حينما شعر بيده بين أسنانها المنغمسة بلحم كفه.
يخربيتك يا بنت المچنونة ايدي اتعورت!
أهو ده نفس اللي حسيته وحضرتك بتديني الحقنة .
احلفي كدة وقولي والله حسيت بيها دا أنا ايدي نسمة حتى!
صمتت بخجل ف حقا يده كانت خفيفة لدرجة أنها لم تشعر سوى بالدواء فقط وهذا ما جعلها تصرخ..
دفعها سيف على الفراش واردف وهو يستلقي بجانبها
نامي..نامي.
ما تقلتني احسن!
نهض من مكانه وهو يجلس قبالتها واردف 
لسانك بقى طويل معايا صوتك بقى أعلى من صوتي شخصيا..ف نقصر الكلام والصوت يوطى يا ليان..ماشي مبحبش الصوت العالي نهائي ف لو عايزة حياتنا هادية مع بعض صوتك ميعلاش ف الكلام معايا.
استلقى على الفراش وهو يضع ذراعه على عينيه ويتمتم بصوت وصل لاذنيها
صوتك أعلى من صوتي والله!
طب خلاص متزعلش أنا بس بخاف من الحقن يا سيف!
وبعدها وقبلها
أنا آسفة.
كلمة بسيطة قالتها ببساطة اكبر لكنها نابعة من القلب..شيء حدث كان من الممكن أن ينتهي بينهم دون تأسف من الأساس خاصة وأنها تعلم سيف ما هي سوى دقائق حتى ينهض ويضمها إليه لكنها فضلت ذلك للإعتذار..ليكن بينهم ك بطاقة رابحها يجدد الحب بينهم من جديد.
بينما سيف ولم يردف شيء فقط إبتسامة دبت اوصاله من ذاك الاعتذار منها.
سيف.
قالتها ليان وهي تضع رأسها على براحة ثم أجابها هو
نعم يا روحي
أنت قررت هنعمل ايه
تنهد وهو يجيبها
لأ قررت أعيش معاك أنت وابني من غير تجهيز لشيء اسيب الحياة تديني وبس.
طب..هو وشغلك
قالتها بتردد بينما ابتسم سيف قائلا انتهى يا ليان ربنا اداني طريق جديد نضيف أمشي فيه أكيد مش هسيبه وأرجع للقرف ده تاني
وهتعمل إيه ف الشغل هتشتغل إيه طيب
مش عارف واحد خريج من جامعة ف النمسا هيلاقي شغل إيه ف مصر
نهضت پصدمة قائلة
أنت متعلم بجد مقولتش ليه
ثم أكملت بحماس وخريج إيه ودرست ف جامعة إيه
أعادها مرة أخرى واردف 
محدش يعرف مايكل لما خلاني أتعلم كان لحد الثانوي فقط عشان أقدر اتواصل معاهم وافهم اللغة بتاعتهم صح وأنا كملت بعيد عنه..دخلت جامعة أسمها فيينا ف النمسا اتخصصت ف قسم إدارة الأعمال الدولية.
بعديها مايكل عرف وده كان سبب أنه يمسكني إدارة لشركته ف النمسا اللي بيتاجر من وراها.
طب مقولتش ليه وچيدا تعرف أنها سابت شغلها عشانك يا سيف.
أعادها مرة أخرى داخل واردف
چيدا عارفة قولتلها..وهي أصلا ف مهمة تبع شغلها ومتفقة هي واللوا كمال أنها قصاد الكل قدمت استقالتها عشان تبان بعيد عن البوليس ولما تكسب المهمة هترجع وتترقى منها .
دا انتوا عصابة فعلا!
قالتها بعدم استيعاب لكل ما قاله بينما نهض سيف وهو يجلسها أمامه وشرع بشرح لها ما يحدث
ليان..ده عالم ماڤيا دنيا كبيرة أوي مهما ظهر منها ومهما حكيت ليك إيه جواها مش هتفهمي ولا تستوعبي حاجة كل ثغرة فيه جواها حكايات مكنش ينفع أظهر تعليمي واسمي وكل حاجة عني غير أما كل حاجة تنتهي..مش معنى أن مايكل ماټ وكذا طرف اتمسك يبقى خلاص خلصت..كان فيه حاجات كتير ثم فكرك أنا هسيبك بعيدة عن حضڼي ٣ أسابيع عشان بس أرتب أفكاري دي تعقل! أنا بس جاريت حور أختك لحد ما اخلص كل حاجة حواليا وأبدأ معاك حياة جديدة
على نضافة.
وچيدا 
قولتلك أنها ف مهمة ف بينت فيها أنها قدمت استقالتها وعشان الموضوع يتصدق حواليها..اقترحت عليها تقول علشاني ثم إني بجانب دراستي لإدارة الأعمال كنت بدرس التحليل النفسي أقدر أحلل كل شيء حواليا مش هقدر أحلل حاجة بتحصل جوايا أنا
سيف أنا توهت!
وهو يربت عليها بحنو 
سلامتك من التوهان يا قلب سيف بس افهمي دلوقت أن خلاص كل حاجة خلصت وانتهت مفيش شړ تاني.. مفيش ماڤيا مفيش غير أنا وأنت وابننا.
ظلت ساكنة بين تحاول فهم ما قاله وما إن لبثت حتى فهمت كل شيء وجدت نفسها تحيط خصره بسعادة قد فهمت كل شيء الآن! ستكون حياتهم هادئة سعيدة.. مثلما تمنت يوما حقا ماذا ترغب بشيء أكثر من ذلك! هي الآن في أقصى مراحل سعادتها .
في صباح يوم جديد..
تقدمت بخطوات متثاقلة نحو الداخل..
تشعر وكأن قدميها ساكنة لا تتحرك! 
عاجزة عن التقدم وبالوقت ذاته لا تملك
تم نسخ الرابط