براثن اليزايد لندي حسن

موقع أيام نيوز


أسلم عليه وألعب معاه
ابتسمت مجيبة إياه بحب وهدوء وهي تشير إلى الخارج
يزيد كان بيلعب بره في الجنينة تصدق أنه من امبارح لما عرف أنك جاي وهو مالوش سيرة غيرك
أجابها بجدية وهو يبتسم قائلا مشيرا ناحية والدته
وأنا كمان كنت مبسوط أوي ومش مصدق أننا جاين من ساعة ما ماما أفرجت عننا وقالت هننزل البلد
أنا عامله فيكم كده بالذمة

أجابها بتأكيد وهو يحرك رأسه قائلا بجدية شديدة أكتسبها من والده
آه ممكن أخرج أشوف يزيد
ممكن بس تجيبه وتيجوا هنا علشان تكون قصادي
أومأ إليها بهدوء ثم ذهب إلى الخارج تقدمت هي وشقيقة زوجها إلى غرفة الصالون في الداخل ومن خلفهم هند زوجة فاروق أما إيمان نظرت إليهم پحقد وكره وكأن هم الذين قاموا بكل ما فعلته هي ترى نفسها المجني عليه وكانت هي الجاني..
لم يشأ فاروق يتركها وحدها خصوصا بعد مۏت والدتها وشقيقها قد تزوج من شقيقته وذهب ليعيش في مصر قرب يزيد ولم يبقى لها أحد سوى هو تفعل أشياء يشيب لها الرأس ولكن تعاقب عليها بمقدار الخطأ لم تعد كما السابق معه هي فقط تزعجه وتزعج زوجته..
لم تتوقع بأن يحدث لها ذلك في يوم من الأيام لذا كانت الصدمة عليها شديدة وتحاول أن تفعل كل ما بوسعها لتجعل حياتهم ليست مستقرة مثلها..
إلى الآن لم تستطيع أن تفعل ل مروة شيء فهي تأتي هي وأطفالها إلى هنا كل شهر يومان فقط وتذهب وأيضا هي لا تريد أن ټؤذي أحد بل تريد أن ترهبهم وتفعل ما يحلو لها وكأنها تعود بحقها الذي سلبته عنوة من الأساس..
دلف فاروق من الخارج وتقدم إليهم في غرفة الصالون ليعلم بوجودهم من ابنه الصغير يزيد صاحب السبع أعوام وابن شقيقة إياد..
سلم على شقيقه معانقا إياه بحرارة يشعره بمدى شوقه إليه وسلم على شقيقته وزوجها وإلى الآن لا يستطيع أن يمد يده إلى زوجة أخيه ويلمسها إلى الآن يسألها فقط عن حالها
بكامل البعد يعلم أن الأمور الذي حدثت قد مضى عليها الكثير من السنوات ولكنه كلما رآها تذكر كل شيء وكأنه يحدث الآن..
جلس الجميع دقائق أخرى ثم صعدوا لينالوا بعض الراحة في غرفهم لقد كان الطريق طويل واشعرهم ب الإرهاق الشديد..
في المساء
أن تشعر بالحب تجاه شخص ويكن من نصيبك بفضل الله تكمل معه معزوفة حب خاصة بكم هذا من أسمى أنواع السعادة
تركها تمسك بلجام جواده 
نظرت حولها مثله وهي تعلم ما الذي يجول بخاطره وحتى تبعد ذلك عنه ابتسمت بسخرية وتحدثت بخبث وعبث قائلة
لأ فيه حاجه اتغيرت
سألها باستغراب وجدية وهي ينظر إليها بعد أن وضع ذقنه على كتفها
ايه هي
أردفت بعبث وخبث تحمله كلماتها له داخل طياتها
بقى عندك تسعة وتلاتين سنة
عاد إلى الخلف وهو يعلم ما الذي تريد قوله هذه البغيضة وإذا تمادت معه سيخبرها هنا أنه مازال في سن شبابه
قصدك ايه بقى يا مدام مروة..
أجابته بهدوء وجدية مصتنعة ولكنها لم تخلوا من المكر الذي اكتسبته منه كما أشياء أخرى كثيرة
مفيش يا حبيبي أنا أقصد يعني أن التغير في السنين بتعدي بسرعة أنت مثلا بقى عندك تسعة وتلاتين سنة وأنا عندي تلاتة وتلاتين سنة أنت متخيل
استدارت تنظر
إليه بعد أن سألته لتحصل من على إجابة قالها بخبث وعبث
لأ هو اللي قدامي ده بتاع خمسة وعشرين سنة كده وحش زي ما هو
ضحكت بصوت عال واستدارت تنظر أمامها ثم أكملت حديثها قائلة بجدية
لأ بجد حاسه أن السنين جريت كده مش متخيلة أن إياد عنده تمن سنين تصدق أنه أصلا بيتكلم بعقل راجل كبير ولا ورد أم أربع سنين المفعوصة دي..
تنهد بعمق وأغمض عينيه لثانية ثم فتحهما وأردف قائلا مجيبا على حديثها
ماهي السنين كده يا مروة... لازم تجري بينا
صمت لبرهة ثم تساءل باستغراب وجدية
صحيح هي ورد فين
هتفت مجيبة إياه بهدوء وابتسامة
ورد بتلعب مع هشام ويسرى معاهم وإياد عن مامتك وهيبات معاها... إياد ومامتك الرابط اللي بينهم قوي جدا تحس كده أنه كل حياتها وهو بيحبها أوي يمكن هو بيجي هنا علشانها هي بس
بيحبها جدا فعلا وحنين زيك يا مروتي وقلبه رهيف مش بيحب يزعل حد
نظرت إليه باستغراب يتحدث وكأنه لا يعرف ابنه أنه لم يكن مثلها في يوم ربما طيب القلب ولكن كل شيء به مثل والده
هو آه حنين وطيب لكن هو مش زيي خالص إياد تصرفاته كلها زيك بيحاول يقلدك في كل حاجه حتى الكلام بحسه راجل صغير في نفسه أوي
ابتسم وهو يعلم ذلك جيدا ابنه يفعل كل شيء مثله تماما حتى في حديثه يحاول أن يكون رجلا يظهر ذلك أردف بجدية
زي الواد عمر ابن تامر الكلب.. الواد ده عامل نفسه راجل هو كمان وهو عيل بيلبس بامبرز
ضحكت بصوت عال بعد أن استمعت كلماته حقا هو مثله تماما لقد اشتاقت لهم كثيرا منذ أن سافر تامر إلى دبي للعمل هناك منذ سنة تقريبا لم يروا بعضهم إلا عبر شبكات التواصل اشتاقت إلى شقيقتها وطفلها كثيرا..
تصدق وحشوني أوي.. بس هانت أهو إجازاتهم كمان شهرين
أردف بخفوت وهو يقترب منها قائلا
يرجعوا بالسلامة
يارب
تحدثت بجدية مرة أخرى وهي تعود إلى طريق المنزل لتستطيع أن تنعم بطعم الراحة قليلا
نرجع بقى علشان أرتاح شويه أنا ھموت وأنام
أومأ برأسه إليها فهو الآخر مثلها تماما يود أن ينام ولا يستيقظ إلا غدا عند الظهيرة
أيوه يلا أنا كمان عايز أرتاح شويه
صباح اليوم التالي
الجميع يجلس على طاولة الطعام فاروق يترأس الطاولة وعلى جانبيه زوجاته الاثنين وابنه والدته وجوارها إياد وعلى قدميها ورد وفي الجهة الأخرى يجلس يزيد وزوجته ومعها يسرى تحمل طفلها وجوارها زوجها سامر..
منذ الأمس والجميع بخير وأكثر من كان يشعر بالسعادة هي والدتهم شعورها بالسعادة يكون مضاعف عن الجميع عندما ترى أولادها جميعا ومعهم أولادهم وبالأخص يزيد لأنها كانت تشعر بالتقصير معه ولأنها شعرت أيضا أنها هي وولدها الأكبر من جعلوه يعيش التعاسة في بعد زوجته عنه..
يتناولون المواضيع وهم يأكلون بهدوء والأمور بينهم بخير هند منذ أن علمت ما
الذي فعلته إيمان بالجميع وهي تحاول أن تكون الأفضل في كل شيء وقد فعلتها سريعا دون مجهود لأن الجميع كان قد اكتفى من أفعال إيمان حتى شقيقها ولكنه مع ذلك لا يستطيع التخلي عنها..
بينما هي كانت تشعر بالقهر بسبب وجودها بينهم مھددة دائما كلما فعلت شيء هددها فاروق برميها خارج البيت لتكون وحدها ټعذب روحها وټنتقم منها أحيانا تشعر أنها السبب بكل ما حدث بسبب كرهها ل مروة وارادتها في أن تكون كل شيء بهذا المنزل ويأتي بخلدها أن الله عاقبها بعدم إنجابها إلى الآن دون وجود سبب ثم تعود مرة أخرى إلى شيطان عقلها وتفعل المزيد والمزيد من المواقف مع الجميع لتجعل حياتهم لا تمر عليهم بسلام ولتأخذ حقها من الجميع وأولهم فاروق الذي تزوج عليها بلمح البصر وأتى بتلك البغيضة لتكون معها في منزلها وتشاركها كل شيء بل وتأخذ مكانها عند الجميع وأكثر..
تحدث فاروق بعد أن ابتلع الطعام وهو ينظر إلى يزيد مقترحا عليه
ما تخليكم هنا الأسبوع ده معانا
أنزل يزيد
كوب الماء من على فمه ثم أجابه بجدية وهو كان يود ذلك وبشدة
للأسف مش هينفع
افتتاح المعرض الجديد بتاع مروة يوم الحد
أردفت والدته قائلة بحزن وهي تطعم ابنته الصغرى
يعني زي كل مرة تيجوا الخميس وتمشوا السبت
هتفت مروة بهدوء وابتسامة رسمتها على محياها بحب
إن شاء الله في الإجازة هنيجي نقعد معاكم شهر
وقف إياد على قدميه سريعا يهتف بذهول وهو لا يصدق ما الذي هتفت به والدته
بجد
ابتسمت باتساع هي ووالده عندما رأته ذهل بهذه الطريقة والسعادة تبدو على ملامحه أومأت إليه بجدية فرفع يده للأعلى وهو يصيح قائلا
يحي العدل.. طول الشهر ده هبات مع تيته وهقعد عند ليل براحتي من غير اعتراض
نظر إليه والده مبتسما ثم هتف بجدية وهو يشير إلى الطعام
طيب ممكن نهدى دلوقتي لأننا بناكل
جلس مرة أخرى بعدما أعتذر عن تصرفه الغير صحيح على طاولة الطعام أقتربت منه جدته وقبلت أعلى رأسه وهي تبتسم بسعادة وترى مدى فرحة حفيدها بالمكوث معها لقد أحبته أكثر من أي شيء
وبادلها هو ذلك الحب دون مجهود يذكر وكأن القلوب علقت ببعضها ليكونوا هكذا..
أخذت كوب العصير الذي أمامها على الطاولة ورفعته إلى فم حفيدتها الصغيرة ورد ارتشفت منه القليل ثم وضعته مرة أخرى وأكمل الجميع تناوله للطعام بينما نظرت إيمان إليها وقد لاحت ابتسامة ماكرة على محياها الآن أكملت طعامها بهدوء مثل الجميع وهي تنظر من الحين إلى الآخر إلى والدة زوجها وابنه شقيقه..
نظرت إلى شقيقها وزوجته الذي كلما نظرت إليهم تراهم يبتسمون لبعضهم البعض رأت أن حياتهم سعيدة للغاية في وجودهم مع بعض وابتعادهم عن هنا لقد أخذت مروة شقيقة زوجها إليها ومن ثم أخذت يسرى شقيقها هي لتبعده عنها لقد كان في مخيلتها أنها ستأتي إليه بعروس تليق به كما كانت تريد وتجعلهم لا يخرجون من هذه البلدة أبدا..
مرة أخرى نظرت إلى والدة زوجها ابتسمت بمكر وخبث ثم أخفت تلك الابتسامة وهتفت قائلة بلهفة
ايه ده أنت شربتي ورد العصير ده أنا حطيت فيه دوا الضغط بتاعك علشان تاخديه
صړخت مروة تاركه الملعقة من يدها وهي تتوجه إلى ابنتها بلهفة وخوف أوقع قلبها من مكانه
ايه..
أجابتها والدة زوجها پخوف هي الأخرى وهي تصرخ يفزع وخوف وقد ارتاب الجميع من حديثها
وأنت من امتى بتحطي الدوا في العصير أنا باخده بعد الطفح
أخذت مروة ابنتها تحتضن إياها وهي تنظر إليها پخوف ولا تدري ما الذي تفعله نظرت إلى زوجها الواقف جوارها يتفقد ابنته بقلق أعمى عينيه تحدثت إليه بتخبط وكلمات غير مترابطة
يزيد.. دوا ايه هنعمل ايه أنا... أنا مش عارفه ورد
تقدمت يسرى سريعا من إيمان تسألها پخوف كبير وقد كانت نبرتها حادة للغاية
اسمه ايه الدوا ده
جلست على مقعدها كما كانت واجابتها بلامبالاة حقيقية
معرفش
أردف سامر سريعا وهو يتوجه إلى يزيد جاعله يحمل الطفلة عن والدتها
يزيد محتاجه يتعملها غسيل معدة بسرعة يلا بينا نروح مستشفى
ذهب خلف سامر سريعا وهو يحمل طفلته وقد كان القلق ينهش قلبه من الداخل وبهذا الموقف لم يستطيع التفكير ووقف مكتف الأيدي وكأن عقله وقف عن العمل وقلبه وقف عن النبض من أفكار دارت برأسه ذهبت مروة خلفه لتذهب معهم ونظرت إلى يسرى قائلة والدموع تنهمر من عينيها
خلي بالك من إياد يا يسرى
أومأت إليها وذهب فاروق هو الآخر خلفهم ليكون معهم وقبل أن يخرجوا من باب المنزل استمعوا إلى صوت إيمان تهتف بسرعة ونبرة تحمل التشفي والسخرية
رايحين فين يا جماعة أنا بهزر معاكم ايه
 

تم نسخ الرابط