رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر
ورغد في السادسة.
فايز كنت عايزاك بس تيجي تبص على الشاشة اللي جوا حاساها باظت باين ولا ايه!
هتفت بها نحوه بنظرة مغوية وابتسامة لعوب من ثغرها الذي تلون بالأحمر القاني رمقها بأعين ضيقة متفحصة وهو يكركر في شيشته وكأنه يقرأها فتابعت تردد وهي تميل بجسدها أمامه بصوت زادت من نعومته
يا راجل بجولك تعالى شوف العطل اللي في الشاشة ما سامعنيش
محدش فيكم يجلب من ع المسلسل انا راجع حالا.
.
صدر صوت مالك خلفه باعتراض
هو درس وهنحفظه يا أبوي المسلسل ده شوفناه يجي مية مرة .
التف برأسه إليه يحدجه بنظرة محذرة هاتفا
اياك تلمس الريموت يا مالك ولا تجلب على قناة الأفلام الاجنبي اخواتك البنتة بيتفرجوا معاك يا بارد.
جذبت شربات زوجها من ذراعه لتسحبه معها لداخل الغرفة متمتمه له
تحرك معها يرد بضيق
بتجريني كيف البهيمة بيدك خبر ايه يا مرة انتي
كل خير يا راجل!
قالتها بابتسامة متسعة واستسلم فايز لإلحاحها مضطرا وهو يدعو ألا يكلفه طلبها هذه المرة الكثير فهو الأعلم جيدا بأسلوبها حينما تبتغي منه شيء.
أدخلته الغرفة تدفعه دفعا لتغلق بابها على الفور ثم همست بمرح
افتر ثغره بابتسامة صفراء قبل أن يقترب من تخته ويجلس على طرفه يقول بسأم
نعم يا شربات جولي يا للا عايزني في إيه
مصمصت بشفتيها تدعي العتب لهذا الفتور منه ثم ذهبت من أمامه تزيد من الميل بخطواتها حتى خزانة الملابس لتخرج منها منامة بلون فيروزي قصيرة جدا لفتت انتباه زوجها الذي استغرب بداخله بكيفية ارتدائها على جسدها البدين فانتقلت عيناه إليها ليرى الحماس الذى اعتلى وجهها فقال مدعي اللهفة رغم استغرابه
زاد المرح على وجهها وهي تعيد تفحص منامتها بفرحة غامرة وتشرح له عن ثمنها ونوعية قماشها الحريري الذي تزداد لمعته مع الإضاءة المبهجة للغرفة وهو يستمع ويصبر نفسه على مضض ثم سألها على عجالة ليأتي بنهاية الحديث وقد حفظ وأصابه الملل من المقدمات
عايزة ايه من الاخر يا شربات
تركت المنامة من يدها لتطبق ثغرها وهي تقترب لتجلس بجواره قائلة بعتاب
مط شفتيه ببلاهة وعدم فهم قبل أن ينهض مقبلا رأسها ليعتذر
أسف يا حبيبتي مبروك عليكي الجديد.
هم ليتحرك ولكنها جذبته من مرفقه توقفه
طب ومستعجل على ايه وراك الديوان
هتف بها بنفاذ صبر
وايه لزوم جعدتي جمبك المسلسل شغال وجرب يخلص.
شددت عليه أكثر مرددة بتصميم وإلحاح
دجيجة بس ومش هأخرك هو طلب صغير..
زفر بضيق وسأم لهذه المماطلة المتعمدة وقد تأكد صدق ظنه منها ثم وضع يده في جيب جلبابه يخرج الحافظة ليسألها مباشرة
عايزة كام
ترددت قليلا قبل أن تفاجئه بطلبها
عايزة غسالة أطباج
توقفت يداه ونظر إليها مضيقا عيناه يسألها باستفسار
أطباج ايه مش انتي عندك غسالتين للهدوم واحد عادي والتانية توامتيك
دفعته فجأة ليجلس بجوارها تخاطبه بلهجة مقنعة
يا حبيبي افهمني فيه فرج بين غسالة الهدوم والتانية بتاعة الحلل والمواعين مرتك ضهرها انكسر في غسيلهم طول اليوم وانت مش عايز تجيبلي خدامة.
قالت الأخيرة بلهجة منكسرة لم توثر به بل زادت
من حنقه ليظل متطلعا لها بغيظ مكبوت قبل أن يرد من كازا على أسنانه
خبر ايه هو انت فاكرة جوزك شغال دكتور ولا مستشار عايزة خدامة وجوزك ملاحظ في مصنع يا بنت منشاوي التنح دا انا مش جادر على مصاريفك ولا مصاريف عيالك هكفيكي كمان خدامة ادفعلها مرتب شهري
عبس وجهها لتردف بلهجة منكسرة يملؤها اللوم
دي مجرد أمنية يا فايز لكن انا مش طالبة منك غير غسالة الأطباق عشان تغنيني عنها عايزة مساعدة يدي معدتش متحملة شغل البيت زي الأول انا تعبت حرام الاجي مساعدة
رد فايز وهو يتفتت غيظا وقد فهم لعبتها
وعشان كدة بتخيرني بين اني اجيب خدامة او اشتري الغسالة اللي بتجولي عليها صح ولا لا يا شربات
أطرقت برأسها صامتة تنتظر رده وهي توقن داخلها بموافقته حتى لو اضطر للإستدانة كالمرات السابقة من
صدقي أبو سليم الذي دائما ما يعطيه بغير حساب أملا في شراء المنزل ولكن وقبل أن يخرج رده تفاجأ الإثنان بصوت ابنهم وهو يطرق بيده على باب الغرفة قبل ان يقتحمها مرددا
أبوي جدي عبد المعطي باعتلك وعايزك تروحلوا حالا دلوكت.
استقام بجسده واقفا يتمتم لزوجته بتساؤل
ودا ايه اللي فكره بيا عايزني في ايه
وبداخل المنزل
الكبير
في شقته في الطابق الثاني خرج حجازي من غرفته بالجلباب الصوفي بعد أن استدعاه جده للمندرة لحضور اجتماع هام بها يحضره جمع كبير من كبار العائلة خاطبته والدته تسأله
متعرفش جدك عايزك في ايه ولا الإجتماع اللي عامله بالمندرة دا إيه سببه
نفى لها برأسه قائلا
علمي علمك والله ياما دي حتى جدتي لما سألتها جالتلي معرفاش.
ضحكت سليمة حتى ظهرت غمازتي وجنتيها وعقبت على قوله بمرح
بجى سکينة متعرفش! دا جدك ما يعرف يخبي عنها سر واصل بس معلش برضوا احنا منلومش عليها يا خبر النهاردة بفلوس بكرة يبجى ببلاش.
اومأ لها بابتسامة وهو يعدل من الشال الذي يلف به على كتفيه فتابعت قاطبة بتفكير
بس انا برضك مستغربة مجية عمتك هويدا النهاردة مخصوص معجول يكون صدفة جلبي حاسس ان الاتنين مخططين لحاجة!
تحركت قدميه ليردف على عجالة
واحنا هنتعب نفسنا في التفكير والتخمين ليه ما كل حاجة هتظهر بعد شوية ان شاء الله بس ادعي الموضوع ده يخلص بدري عايز اللحج اروح اجيب نادية من بيت اخوها.
عقبت سليمة في اثره بعد مغادرته ضاحكة
اصل هي هتستناك دي زمانها على كدة جاية في السكة.
وفي الأسفل
ولج فايز إلى منزل العائلة على عجالة ليرى سبب استدعاء أبيه إليه سأل والدته عن السبب وأنكرت معرفتها كالعادة ثم دلف لداخل المندرة ليتفاجأ بهذا التجمع لكبار العائلة وشقيقته بجوار أبيها بمجلس الرجال!
السلام عليكم.
ألقى بالتحية فررددها خلفه الجميع وخطا ليتقدم نحو شقيقته المتزوجة ببلدة بعيدة عن هنا فلا تأتي سوى في المناسبات أو الضرورة القصوى بعدد مرات قليلة في السنة.
اقترب منها مرحبا بكلمات مقتضبة قبل أن يسألها مندهشا
هويدا! ازيك يا بت ابوي وايه مجعدك هنا وسط الرجالة
أجابته بابتسامة واثقة
وايه الضرر يا فايز كل اللي في المندرة أعمامي واولاد عمامي دا غير ان ولدي مجاهد جاعد وسطيهم مشتفتوش وانت داخل
نظر نحو الجهة التي تشير إليها شقيقته ليرى ابنها
وسط جمع الرجال مندمج في الحديث معهم بالإضافة لابن شقيقته الأخرى نعيمة والتي تسكن في مدينة ساحلية بعيدة عن هنا بمسافات طويلة قطب يطالعهما ويطالع عدد الرجال الكبار من عائلته وشيء ما بداخله يخبره ان خلف هذا الإجتماع شيء خطېر ليس هام وفقط
تدخل عبد المعطي يجفله بالحديث ليزيد من ارتيابه
أنا اللي بعتلها وشرطت عليها تجعد جمبي لاجل الموضوع اللي جامع الكل عليه .
حرك رأسه فايز بعدم استيعاب سائلا باستفسار وهو يجلس على أقرب المقاعد
وإيه اهمية الموضوع ده اللي تخليك تجعد الحريم في مجالس الرجال
قبل أن يجيبه إرتفعت فجأة أصوات الرجالة المرحبة بصخب بابنه حجازي والذي ولج لداخل المندرة ليقابل بترحيب لم يحظى هو بنصفه بل كانت الرد أقرب للفتور عكس هذا الذي بدخوله احدث ضجة.
أظلم وجهه وهو يرى معانقة الشباب لولده بالصياح والمرح ومصافحة الرجال الكبار الممتلأة بالود والإكبار
وكأنه نجم والكل يبتغي القرب منه أما هو فلم يلقى منهم سوى التجاهل أو معاملة عادية لا تخلو من الجفاء صك على فكيه عائدا للحديث مع أبيه ليسأله عن سر وجود هويدا بينهم
مجولتش يا بوي الجعدة المجندلة دي سببها ايه
أجاب عبد المعطي وعيناه تركزت على حفيده
اصبر يا فايز ودلوك هتعرف بكل شيء.
بداخل السيارة التي كانت تقطع الطريق الذي يتوسط الأراضي الممتدة في نجع الدهشان وفي المقعد الأمامي بجوار شقيقها ناجي الذي كان يقود بوجه عابس يستمع مضطرا لثرثرتها التي لم تنتهي من وقت ان استقلت جواره بعد قضاء يومها في منزل العائلة هي وبناتها الثلاث والذين احتلوا الكنبة الخلفية.
عشان بس لما اجولكم بيفتري عليا عشان المحروسة تصدجوني تمن
تيام من ساعة ما وصل من سفرية مصر وهو مهاجرني وبيبات في الأوضة التانية يعني مش كفاية جبر عليا أحمي وارص العيش في الفرن لوحدي
كل ده وما استكفاش أروح احب على رجل المحروسة عشان يرضى عني
دمدم ناجي يعقب بصعوبة وهو يدعي الاندماج معها ناصحا
يا فتنة افهميها وحدك بجى جوزك مبيتحملش على اخته يبجى خلي بالك منها دي عشان تتجنبي المشاكل معاه طال الزمن ولا جصر مسيرها تتجوز......
مش باين فيها جواز يا اخوي.
هتفت بها تقاطعه لتتابع بصياحها اللذي كاد أن يثقب أذنه
المحروسة بتتجلع على كيفها بترفض في العرسان ومش هامها انها خطت التلاتين وكأنها جاصدة تجعد كاتمة على نفسي واخوها مشجعها.
انتبه ناجي من المراة الامامية إلى الصغيرات الاتي توقفن عن اللعب يركزن مع الحديث المحتد من والدتهن فعاد إليها يضغط بأسنانه على شفته السفلى يرمقها بنظرة محذرة كي تنتبه ولكنها أبت السكوت فتابعت متوجهة نحوهن بټهديد
انتي يا بت انتي وهي ما اسمع بس ان واحدة فيكم طلعت كلمة من اللي اتجال دلوك لكون حالجة شعرها زلابطة.
انتفضن الثلاثة يضعن أيديهن على ضفائرهن بجزع فواصلت تختم بنصح وشراسة
البت المرباية ما ترخيش ودنها مع الكبار اساسا حد فيكم عارف انا وخالكم كنا بنتكلم على ايه
خرجت إجابة النفي من الثلاثة بنفس الوقت
لا والله ياما ما اعرف كنتي بتتكلمي عن