حلم سارة لسارة مجدي
المحتويات
اول خيوط النهار كانت تقود سيارتها يلحق بها يوسف بسيارته لا يستطيع الانتظار كما لم يستطيع النوم تقدر مشاعره و تفهمها جيدا فى بادئ الامر و نهايته هى امه مهما حدث منها
وصلا الى الدار ليترجل من سيارته سريعا و دلف خلف حلم التي توجهت مباشره الى مكتبها و هناك قابلها مدير مكتبها و مساعدهاالخاص و هو يقول موضحا كل النقاط التى كلمته فيها و سألته عنها قبل وصولها
اشار يوسف الى عاصم و هو يقول بأستفهام
هو بيتكلم عنها !
اومئت حلم بنعم ليأخذ نفس عميق ببعض الراحه لتقول هى موجهه حديثها الى عاصم
اتفضل على مكتبك و اول ما تصحى بلغني
اجابها عاصم و غادر المكتب و اغلق الباب خلفه ليجلس يوسف على اقرب كرسي ببعض الراحه و لكن يبقا القاء كيف سيكون و ماذاسيحدث
لم تذهب الى الحضانه اليوم حمزه خطڤ قلبها و روحها و لمس ذلك الجزء المظلم فيها بكل ما حدث قديما لكن ذلك الاتصال الذى وردلها جعلها تذهب فورا حين وصلت الى هناك وجدت الصغير آدم يجلس ارضا يبكي و تجلس جواره احدى المشرفات فى انتظار سيارهالاسعاف بعد ان سقط و هو يلعب مع رفقائه و يبدوا انه كسر ساقه
مالك يا حبيبي ايه اللى حصل
خير ان شاء الله الاسعاف على وصول و ان شاء الله نطمن عليه
قالت نوار بهدوء و هى تربت على يد الصغير الذى يمسك يديها بقوه ليرفع ذلك الرجل عينيه و هو يقول پغضب
ظلت نوار هادئه تماما فهى تقدر حالته و قلقه على الصغير و قالت بهدوء
حضرتك انا مقدره خۏفك و قلقك على ابنك بس كمان لازم تعرف ان مفيش اى اهمال الحضانه كلها كاميرات و حضرتك تقدرتراجعها وتشوف كل اللى حصل الولد وقع و هو بيلعب و بيجرى مع اصحابه
مش ابني
قطبت حاجبيها بعدم فهم وقالت باستفهام
نظر اليها و قال بهدوء
مش ابني آدم ابن اخويا وهو مسافر علشان كده انا المسؤل عنه الفتره دى
اومئت بنعم فى نفس اللحظه التى دوا فيها صوت سياره الاسعاف صعدت نوار مع الصغير الذي يرفض ترك يديها
وسار عمه خلفهم بسيارته حتى وصلوا المستشفى تم الكشف على الصغير و عمل اشعه على ساقه و بعد بعض الوقت خرج الطبيب لهميقول بأبتسامه
و غادر بعد ان دعى له بالسلامه نظرت نوار الى عم آدم و قالت
انا هروح ادفع حساب المستشفى و الف حمدلله على سلامته
كادت ان تتحرك من امامه حين قال هو
انا اسف
نظرت اليه باندهاش ليمد يديه و هو يقول
مهندس حسين عبدالرحمن و اسف على اللى حصل منى
مدت يدها و هى تقول
نوار أحمد اتشرفت بمعرفتك محصلش حاجه
ليبتسم ابتسامه صغيره و هو يقول برجاء
اتمنى انك تكوني قبلتي اسفى
مفيش حاجه حضرتك كنت قلقان على آدم و ده حقك وحمدالله على سلامته عن اذنك
ابتعدت خطوه واحده ليقول هو سريعا
مفيش داعي تدفعي الحساب الموضوع كله حاجه بسيطه و كلامي كان سوء فهم و خوف على المسؤليه اللى انا شايلها
ابتسمت و هى تقول
حضرتك انا متفهمه الامر و حصل خير مع السلامه
و غادرت تلك المره بسرعه حتى لا يوقفها مره اخرى خاصه مع تلك النظره التى تجعلها تشعر بالتوتر و القلق وبعض الخۏف نظره تعرفهاجيدا لكنها غير مستعده الان
ظلت رقيه تنظر الى يوسف الواقف عند باب غرفتها و الدموع ټغرق عيونها كما تملئ عينيه اقترب منها بخطوات بطيئه رغم ان قلبه من اوللحظه يجثوا اسفل قدميها
ظل يقترب منها حتى وصل امامها و جثى على ركبتيها و امسك يديها يقبلها بلهفه و شوق و اسف و هو يقول
حقك عليا يا امي حقك عليا انا اسف انا اسف اسف
كانت تبكي و هى تضم راسه بيدها الاخرى لا تستطيع ان تتحدث مرت عده دقائق و هم على نفس الوضع كانت حلم تتابعهم عبر النفاذهالزجاجيه حتى تترك لهم المجال دون حرج
رفع يوسف عينيه ينظر الى والدته و قال بأبتسامه
احنى هنروح النهارده حلم بتخلص الاجرئات و هنمشي على طول
ظلت تنظر اليه و هى تتأمله و قالت بحسره و الم
انا اللى اسفه يا ابني انا اللى اسفه
ليضمها بقوه و هو يبكي بأسف و تبكي بحسره ثم قالت
انا يا ابني هفضل هنا انا مش عايزه اعمل مشاكل تاني
ليقطب جبينها و هو يقول
بابا موافق و كل اللى فى البيت معترضوش متقلقيش
لتنظر ارضا بخجل ليقول هو باستفهام و ڠضب مكتوم
انا بس عايز افهم ازاى ده حصل و راغب عملك ايه
علشان تسبيه و تمشي و ليه مكلمتنيش
معملش حاجه هو كان فى شغله و انا كنت محتاجه اجيب اكل و لما خرجت معرفتش ارجع البيت تاني
اجابته و الدموع ټغرق وجنتيها لينحني يقبل يديها من جديد
حقك عليا انا انا اسف بس متقلقيش من النهارده انا تحت رجلك و عمرى ما هقصر معاكي ان شاء الله
لترتب على وجنته و هى تبتسم ليقول بسعاده
بقيتي تيته ربنا رزقني بحمزه
لتشهق بسعاده و هى تضمه بقوه و قالت من بين دموعها
الف مبروك يا حبيبي الف مبروك ربنا يبارك لك فيه و يسعدك و يفرحك
سعادتها و تلك الابتسامه السعيده التى ارتسمت على وجهها جعلته يشعر بالذنب اكثر رغم كل ما كانت هى السبب فيه الا انها تظل والدتهرغم كل شيء و قصر هو فى حقها و عليه تعويضها و سوف يعوضها
حين وصلوا الى البيت كان راغب يقف هناك بسيارته امام البوابه لم يجرئ على الدخول او رؤيه اى منهم لكنه قلق عليها و يريد انيطمئن ان يتساعد هو و يوسف و يخبروا غسان ايضا و يبحثوا عنها فى كل مكان
وقفت سياره يوسف امام سيارته لتجحظ عين راغب پصدمه و هو يقترب من السياره يفتح بابها وهو يقول
امي انت كويسه كنتي فين و ليه سبتيني
ربتت على وجنته و اخبرته بكل ما حدث ليقبل يديها و هو يقول
حقك عليا
لكنه لم يستطع ان يكمل كلماته حين جذبه يوسف من ملابسه حتى يقف امامه ثم لكمه بقبضه يديه فى وجهه ليسقط ارضا و شهقت رقيه وهى تناديي على يوسف الذى قال پغضب
انت عايش فى دور المظلوم و فاكر ان كلنا جينا عليك على الرغم ان من حبك الكبير لحلم الا انك عمرك محبتها اكثر من نفسك انتمش بتفكر فى اى حد غير راغب و بس عيد حسابتك يا راغب مش علشان اى حاجه و لا علشان اى حد علشان خاطر نفسك
و اغلق باب والدته و عاد الى مكانه و دلف بالسياره الى البيت و امر الحارس بأغلاق الباب و حين اوقف السياره فى مكانها المخصص نظرت له والدته و هى تقول بدموعها
اخوك
لينظر اليها بأبتسامه و قال
متقلقيش عليه يا امي انا مش هسيبه بس هو محتاج يفوق و محتاج يعيد حسباته
اومئت بنعم و هى تقول
انت ادرى يا ابني
ترجل من السياره و ساعدها على النزول من السياره و سار بها الى الملحق و هو يقول
متقلقيش محدش هيضايق و لا حد هيزعلك و فى بنت هتيجي مخصوص تساعدك و تشوف طلباتك
ابتسمت له و هى تقول
ربنا يرضا عنك يا ابنى
ثم اكملت بخجل
هتجيب حمزه ليا علشان اشوفه
حمزه جه اهو يرحب بتيته
قالتها عائشه بابتسامه واسعه و هى تقف عند باب الملحق ليبتسم يوسف بسعاده لم تخزله يوما لذلك هو يعشقها بكل ما فيها
كانت رقيه تضم الصغير الى صدرها بحنان ثم نظرت الى عائشه و قالت
انا اسفه يا بنتي
اقتربت عائشه منها و قبلت راسها و هى تقول
نورتي بيتك
ظل واقف فى مكانه ينظر الى البوابه المغلقه بعيون تملئها الدموع موقن بكل كلمه قالها اخيه
يعلم جيدا انه يحتاج الى ان يعيد حساباته و يقرر ماذا عليه ان يفعل ان يلحق الباقي من حياته و يتخلص من سراب الماضي و اشباحه
عاد الى سيارته و غادر من امام بيت بركات و قد اخذ قراره و لن يتراجع
تجلس جوار إلياس بعد ان تمت خطبتهم يتحدثان بسعاده و انطلاق حين وصلت لها رساله على احدى تطبيقات التواصل
حين فتحتها ابتسمت بسعاده و هى ترى صوره صديقتها تجلس جوار رجل جذاب
و اتسعت ابتسامتها و هى تقرء ما كتب اسفلها
انا اتخطبت تخطيت راغب و كل الماضي لكن مش قادره اتخطى صداقتنا و لا اقداره افضل زعلانه منك اكتر من كده هستناكىفى الفرح
و بالفعل كانت حلم جوار جنه يوم عرسها كما كانت معها سابقا و لكن اليوم الضحكه من القلب صادقه سعيده
مرت ثلاث سنوات و اليوم الجميع يقف فى رواق المستشفى ينتظرون خروج عائشه من غرفه الولاده
كانت نوار تقف بجانب حسين الذى يحاوط معدتها البارزه و هو يقول بابتسامه
كلها شهر و نبقا كلنا واقفين كده علشانك يا جميل
ابتسمت بسعاده و خجل و هى تقول
مش مصدقه امتى اشيلها بين اديها و احضنها و اشم ريحتها يا حسين
كان يبتسم بسعاده و هو يرى سعادتها و انطلاقها كان يشعر بالخۏف حين طلب يديها و رفضته و اخبرته بقصتها شعر انه يريد انيطيب كل چروحها و لقد احتاج لسنتين كاملتين حتى يستطيع اقناعها بحبه لها لكن بالنهايه حبه الصادق و اصراره حقق له مراده واصبحت زوجته انتبه من افكاره على سؤالها
انت لسه مصر نسميها نوار
طبعا هو فى احلى من اسم نوار
اجابها بابتسامه واثقه و بصدق استشعرته بكل كيانها
لتحاوط يديه
متابعة القراءة