روايه المحترم البربري بقلم منال سالم
المحتويات
عينيها بعيدا عنه.
مرت كذلك سريعا بعدة أرائك مريحة من
الطراز الحديث أو ما يعرف بال مودرن يتم استخدامهم في مشاهدة التلفاز والتجمع الودي بين أفراد العائلة لتقترب من شيء لفت انتباهها تجمدت تعبيرات وجهها واحتقنت أعينها بحمرة ملتهبة حينما وقع بصرها على تلك الصورة الفوتوغرافية الكبيرة التي زينت أحد الجدران قست ملامحها مع رؤيتها لوجه السيدة البشوش التي تقف خلف رجل وقور جالس على مقعد خشبي عريض المسندين يشبه ما يوضع خلف المكاتب الفخمة لم تهتم بباقي تفاصيل الصورة فحدقتاها ظلت مركزة على وجهها فقط عكس ذلك البريق المنبعث منهما غلا واضحا ممتزجا پغضب مستعر كزت على أسنانها هامسة بوعيد
كانت حواسها بالكامل منصبة على إبراز حقدها نحو تلك المرأة فلم تشعر آسيا بالحركة الدائرة من خلفها حيث انتهى معتصم من ارتداء ثيابه وخرج من غرفته متجها نحو الصالة زكم أنفه ذلك العطر الأنثوي القوي الغير مألوف عليه تلفت برأسه باحثا عن مصدره تباطأت خطواته مع رؤيته لانعكاس ظل أحدهم من على بعد ضبط ياقته وهو يدنو نحوه اعتلت الدهشة تعبيراته وارتفع حاجبه للأعلى مبديا تعجبه من تلك التي توليه ظهرها تحركت حدقتاه ببطء متأملة رشاقة جسدها بالطبع أثار اهتمامه شعرها الأسود المعقود كذيل حصان يتدلى فوقه بطريقة منمقة للغاية اعتصر عقله محاولا تذكر من هي فربما التقاها مسبقا لكن لم تسعفه ذاكرته ازدرد ريقه وهو يتنحنح بخشونة ليلفت انتباهها لوجوده لكنها ظلت متسمرة على وضعيتها تلك انزعج من تجاهلها له فخطا نحوها وهو يسعل بصوت مسموع ليتأكد تلك المرة من سماعها إياه وببرود معتاد منها حينما تتعامل مع أمثال الرجال الذين يكررون نفس الحركة للفت انتباهها إليهم أدارت وجهها بتمهل نحوه.
مين حضرتك
تأمل حدقتيها اللاتين كانتا غريبتين بسبب تلك العدسات اللاصقة التي تضعها عليهما فبدت كمن توشك على سحر من يتطلع إليها بتعويذة منهما خرج صوته مترددا وهو يتابع
بدت كمن تفضلت عليه بالرد وهي ترمقه بنظرة جليدية من برجها العاجي قائلة
لأ
استفزته نظراتها المتعالية نحوه وكأنه شخص وقح تجرأ عليها بل إنها أشعرته بنظرة واحدة فقط أنه لا يرقى أبدا للحديث إلى مثيلاتها من مرتدي قناع الغرور والغطرسة سحب نفسا مطولا نفثه من أنفه متسائلا بانزعاج
عاودت التحديق في الصورة الفوتوغرافية وهي تكتف ساعديها لترد بسؤال صريح بنبرة تضمن في طياتها إهانة خفية
فين نادية
استثارت أعصابه على الفور من تجريد أحب الأشخاص إلى قلبه من أبسط الألقاب التي تضفي عليها وقارا واحتراما صاح بلا وعي
متابعة القراءة