روايه المحترم البربري بقلم منال سالم
المحتويات
بجوار النافذة المفتوحة لتتسرب إليها أشعة الشمس الذهبية ابتسمت لجمالها الطبيعي الذي يشعرها بالارتياح التفتت نادية بجسدها للخلف لتسير بخطوات متهادية ورزينة نحو المقعد الوثير الموضوع بجوار مكتبة الحائط الضخمة أتت إليها الخادمة تسألها بروتينية معتادة
أجهز الغدا يا هانم
أجابتها بابتسامة صغيرة
شوفي معتصم الأول لو كان هايجي خلاص حضريه لو عنده شغل مافيش داعي
والباشا وحيد
أجابتها بنفس الهدوء الناعم
الدكتور قال النهاردة يقدر ياكل مشوي وأنا بنفسي هاشرف على أكله بس لما يرجع من عنده
تؤمري بحاجة تانية يا هانم
لأ شكرا تقدري تتفضلي
عن إذنك
قالتها الخادمة وهي تومئ برأسها قبل أن تنصرف من غرفة المكتبة لتترك سيدة المنزل بمفردها سحبت نادية ذلك الكتاب من على الطاولة الصغيرة المستديرة ثم جلست على المقعد لتشرع في استكمال قراءته فقد عزفت عن متابعته لأيام بسبب انشغالها بمراعاة زوجها الذي عانى من وعكة صحية لكنه تماثل للشفاء للحظة شردت في ذكرى بعيدة وهي تقلب صفحات الكتاب تلك الذكرى التي دوما تنغص عليها هدوئها وتشعرها بالذنب والأسف ارتعشت أناملها وتوترت أنفاسها وهي تقاتل لاستبعادها عن عقلها هي عمدت إلى ډفن كل
علق حقيبته الرياضية على كتفه وهو يتجه نحو المصعد بعد أن أوصله رفيقه المقارب له في عمره إلى المجمع السكني فأصحبت عادة ممارسة الرياضة مع الرفقاء القدامى من اهتماماته
مؤخرا خاصة بعد اعتقاده أنها ستعيد إليه شبابه المفقود ضغط وحيد على زر استدعاء المصعد مترقبا نزوله اعتلى وجهه ابتسامة هادئة حينما رأى إحدى الشابات الصغيرات تقف إلى جواره بادلته الشابة الابتسامة قائلة بنعومة
امتعض وجهه من تذكيرها للفارق العمري بينهما بدعوته إياه بذلك اللقب المقيت فقد كان يحب مناداته باسمه مجردا إن لم يكن مصحوبا بكلمة السيد وحيد اضطر أن يرد عليها بعبوس
أهلا
متسائلة بخجل لطيف
أخبار معتصم إيه وأنطي نادية
بالطبع فهم سبب توددها الغريب إليه رغم كونه جاهلا بهويتها فابنه يقف خلف ذلك الاهتمام الزائد فهو الشاب الأكثر شهرة في هذا المجمع السكني الراقي بين الفتيات والشابات بسبب تعامله المثالي معهن يشعر كل واحدة منهن بأنها خلقت ملكة متوجة لا مثيل لها متفردة تستحق أن تلقب بملكة جمال العالم فلماذا التعجب إذا من اهتمامهن به شخصيا رسم وحيد المصري على فمه ابتسامة سخيفة وهو يرد باختصار
مالت الفتاة ناحيته وهي تهمس له بمكر
طيب سلملي عليهم وخصوصا معتصم باي يا أونكل!
أومأ برأسه دون تعليق وما زاد من غرابة الموقف أنها انصرفت ولم تركب معه المصعد ولج إلى الداخل محدثا نفسه بازدراء
هو أنا عارف إنتي مين! محظوظ يا معتصم مين أدك كل البنات بتحبك كل البنات حلوين!
انغلق المصعد عليه وهو يدندن بما
متابعة القراءة