رواية كاملة بقلم دعاء عبدالرحمن
المحتويات
معانا شوية
مالت فرحة على اذن مريم قائلة بخفوت
أيه ده يا بنتى فى عروسة تلبس عباية بعد يومين من فرحها
توترت مريم ورسمت ابتسامة على شفتيها قائلة
أصلى كنت واقفة فى البلكون زى ما شوفتينى كده ويوسف بيزعل لما بقف فيها بهدوم خفيفة
وانت بقى يا معزة أخبارك أيه
عقدت فرحة يدها أمام صدرها پغضب طفولى وهى تهتف
مش هتبطل تقولى يا معزة ماشى يا يوسف
متزعليش يا حبيبتى هو يقصد المعزة اللى قعدة جنبه
صاح به يوسف
نعم يا خويا .. انا مراتى دى قمر منور الدنيا كلها.. انا أصلا مش عارف انت اخوها ازاى
تدخلت فرحة
بقى كده ..عموما إيهاب أحلى من مريم بكتير
ونظرت إلى إيهاب قائلة
مش كده يا هوبة
أومأ برأسه ممازحا
طبعا يا حياتى
يالا بقى كفاية كده.. اخوكى خلاص قرب يطردنا
بصراحة اه .. ولااقولك أعتبرنى طردتك خلاص
بعد أن خرجا وأغلق الباب خلفهما واستدار إليها وجدها مازالت جالسة فى مكانها وشاردة فى أفكارها المتصارعة وفجأة هبت العاصفة وقفت مريم فى اضطراب وانفعال وقالت بارتباك
هه ازاى.. أنت بتستغل انهم قاعدين يعنى وعارف انى مش هقدر اتكلم
حاول أن يتحدث قائلا
قاطعته وهى تصيح به
لا انت كان قصدك .. لازم تعرف انى مش طايقاك
وتلعثمت أكثر وهى تهتف
مش طايقاك انت فاهم ولا لاء
مريم.. أفتحى
صاحت من الداخل
مش هفتح أبعد عنى
قال مهدئا للموقف
طب خلاص أهدى شوية بس وحاولى تنامى
صاحت مرة أخرى
ملكش دعوة بيا.. مفيش كلام بينا
أصلا
طب انا آسف طيب لو كنت ضايقتك
فوقى يا مريم فوقى متنسيش هو عمل فيكى أيه
ما هذا الشعور الغريب الذى يدور بين الكره والحنين !
جلست علا أمام وليد فى مكتبه وهى تقول
ياحبيبى ما انا أثبتلك انى بثق فيك عاوز ايه تانى
قال باستنكار
بأمارة أيه.. بأمارة ما جبتى معاكى أختك وامك
طب وانا اعمل ايه.. هند هى اللى شبطت فينا وبعدين راحت قالت لماما
قال بلامبالاة
خلاص تعالى معايا النهاردة
قالت على الفور
ليه مش انا شفتها خلاص .. وبعدين يا حبيبى ذوقك عاجبنى.. أعمل فيها اللى انت عاوزه وانا موافقة
ألتفت إليها بحنق قائلا
شفتى بقى .. شفتى خاېفة مني ازاى
نهضت علا باضطراب وقد شعرت بأنه وضعها بين المطرقة والسندان وقالت
شعر وليد بالضيق فهو أصلا لايحبها وإنما خطبها لهدف معين فى رأسه وهى لا تعطيه فرصة لتحقيق هذا الهدف فنظر لها وقال بجمود
خلاص براحتك وكويس انى عرفت اننا مش متفقين من دلوقتى بدل ما كنا نتجوز وبعدين نطلق
أستدارت له بجسدها كله وحاولت تدارك الموقف قائلة
وليد انت عارف معنى كلامك ده ايه
نظر لها وهو محتفظ بنظرته الباردة وقال
أسمى وليد بيه.. واعتبرى الخطوبة اتفسخت
تجمدت مكانها فهى لم تهزم طيلة حياتها فلقد كانت الأذكى دائما الشعور بالهزيمة مؤلم فلم تجد مفر من
أن تقول
يعنى انت مبتحبنيش يا وليد
شعر باللين فى صوتها بعض الشىء فقال
طبعا بحبك أومال خطبتك ليه.. لكن انت مش فاهمانى واحنا مش متفقين فى حاجات كتير يبقى الأحسن ننفصل من دلوقتى
صمتت لبرهة ثم قالت ببطء
خلاص يا حبيبى انا موافقة
ألتفت إليها يتفحصها قائلا
موافقة على ايه
نظرت له بحب وابتسمت قائلة
موافقة آجى معاك..علشان تعرف بس انى واثقة فيك واننا مش مختلفين ولا حاجة
أرتسمت ابتسامة نصر على شفتيه وأخذ مفاتيح سيارته وأمسك يدها قائلا
طب يالا
أخذت حقيبتها وسارت معه أستقلت سيارته وظلت طوال الطريق صامتة تحاول أن تجمع شتات نفسها لتجد مخرجا مناسبا للموقف فهى لا تريد فسخ الخطبة وتريد أن تتم هذه الزيجة بأى ثمن ولكنها تعلم أنه سيتركها فى كل الأحوال لذلك لابد من أن تبحث عن مخرج مربح حتى لا تخرج منهزمة وخاسرة من جميع النواحى وضع سيارته بهدوء فى الجراج وأخذها وصعد بها شقته بحذر فهو يعلم أن البيت لا يتواجد فيه فى هذا الوقت سوى أمه وزوجة عمه فقط.
فتح الباب بهدوء وبدون أن يصدر جلبة ولكنها أسقطت حقيبتها المفتوحة فوقعت على الأرض وأصدرت المفاتيح والهاتف صوتا مرتفعا على أثر ارتطامهما بالأرض جذبها إلى الداخل وهى تقول بصوت مرتفع
فى أيه بتشدنى كده ليه..
نجحت فى أن تشتت انتباهه فلا يلتفت إلى حقيبتها التى مازالت على الأرض فى الخارج كانت أمه قد سمعت صوت الأرتطام فشعرت بالقلق فهذا ليس وقت عودة أى منهم من العمل فتحت الباب بحذر فوقعت عيناها على حقيبة علا المبعثرة أمام شقة وليد وقفت تنظر إليها بتعجب
وفى هذه الأثناء كانت علا تحاول أن تتكلم بصوت مرتفع وهى تقول
فى أيه مالك بتعمل كده ليه كأننا بنسرق
حاول كتم فمها وقال بخفوت
وطى صوتك أمى بتسمع دبة النملة
دفعته بعيدا وهى تقول
المفروض انى خطيبتك وانى جاية اشوف شقتنا .. فيها أيه دى بتوطى صوتى ليه
كتم فمها مرة
متابعة القراءة