رواية كاملة بقلم دعاء عبدالرحمن
المحتويات
وتدثرت به وأغمضت عينيها وهي تستنشق عبيره الذي يملاء فراشه ووسادته وبدأت بالفعل في الاسترخاء حتى سمعت صوت هاتفها ألتقتت الهاتف ونظرت فيه وابتسمت عندما وجدت أسمه تضىء به شاشته ردت بلهفة
السلام عليكم.
أتاها صوته عبر الهاتف بشوق كبير وعليكم السلام. وحشتينى يا حبيبتى. وحشتينى أوى
لم تستطع كلماتها أن تعبر عما يحمله قلبها فصمتت في خجل وشوق أتاها صوته مرة أخرى بشوق أكبر
أبتسمت ابتسامة كبيرة فتابع وكأنه قد رآها أبتسامتك وحشتنى أوى
نظرت للهاتف في دهشة ثم قالت بصوت هادىء هتيجى أمتى
قال مشاكسا وحشتك
حاولت أن تصبغ صوتها بصبغة جدية وهي تقول أخبارك أيه
قال مداعبا لا يا شيخة. عليا انا الحركات دى
يا حبيبتى
وأكمل مداعبا كل ما اتقلب على السرير اشوف صورتك على الوسادة الخالية اللى جانبى
أبتسمت رغما عنها وهي تقول هو انت مبتتكلمش جد أبدا.
ظهر الشوق في صوته بوضوح وهو يقول ماهو انا لو اتكلمت جد معاكى دلوقتى مش عارف هيحصلى أيه. مش بعيد أقوم انط في أى عربية واجيلك
قال عبد الرحمن وهو يضع ذراعه خلف رأسه ويتمدد على الفراش باسترخاء قديمة. عارفها من ساعة. كنت بكلم بابا وقالى احاول اخلص واجى في اقرب وقت.
ثم همس لها وهو يقول ميعرفش انى عاوز اطير وآجى بسرعة.
قالت معاتبة يعنى كنت فاضى اهو من ساعة وبتكلم عمى اومال مكلمتنيش ليه
ثم قال مداعبا مرة أخرى بصراحة باربى وحشتنى أوى
ضحكت برقة وهي تقول مكنتش اعرف انك بتحبها أوى كده
فقال بخفوت أعمل ايه بس من ساعة ما شفتها وانا نفسى اروح معاها للرذيلة وهي اللى مش موافقة.
وأذوب حنان وحنينا. للقائك يا ضوء عيوني.
24 الفصل الرابع والعشرون
قال وليد بنظرة انتصار علشان تعرفى بس أن مفيش حاجة تستخبى عليا
قالت فاطمة بتفكير الموضوع ده لازم ولاد حسين يعرفوه حالا مش لازم يستخبى أبدا
ضحك وليد بسخرية وهو يقول عبد الرحمن هو اللى سمعها ومفتكرش انه قال ليوسف أو فرحة
حرك رأسه نفيا قائلا يوسف مش طايقنى اليومين دول أنت قولى لفرحة بصنعة لطافة كده وهي أكيد هتقول ليوسف
نظرت له أمه بتساؤل ويوسف مش طايقك ليه يا واد
وليد أبدا يا ستى كله من تحت راس البت اللى اسمها مريم دى. كل ده علشان نبهته ان مشيها مش كويس. طلع فيا ومن يومها وهو زعلان
قالت بتفكير وانت عرفت عنها حاجة. متأكد يعنى يا وليد
قال بمكر هو انا لو مكنتش متأكد كنت اتكلمت يا ماما.
شردت فاطمة في تفكير وهو تقول سيبلى الحكاية دى
صعدت فاطمة إلى شقة فرحة وطرقت الباب فتحت لها فرحة مرحبة بها وأدخلتها وهي متعجبة جلست فاطمة وبدأت في سرد ما جاءت لأجله وعندما وجدت علامات الذهول على وجه فرحة قالت
ايه ده هو انت مكنتيش تعرفى. ده انا فاكراكى عارفة.
نهضت فرحة وهي مصډومة وقالت حضرتك متأكدة يا مرات عمى
تصنعت فاطمة الأرتباك وهي تقول لالا يا بنتى مش متأكدة. بصى كأنك مسمعتيش حاجة.
وذهبت سريعا وهي تقول بصوت مسموع يقطعنى ياريتنى ما كنت اتكلمت
هوت فرحة إلى مقعدها مرة أخرى وجلست تفكر في كلام زوجة عمها معقوله. معقوله إيهاب اتجوزنى علشان أمه هي اللى خططت
لكده مش علشان بيحبنى. يعنى ايهاب مبيحبنيش وبيخدعنى
تناولت الهاتف وهي مازالت مصډومة وقالت ايهاب لو سمحت تعالى دلوقتى
طب قوليلى وحشتنى وانا اجى
جاءه صوتها متجمدا وهي تقول لو سمحت تعالى حالا متتأخرش.
لم تكن صدمة ايهاب أقل من صدمة فرحة حينما قصت عليه حديث فاطمة زوجة عمها وقال أنت بتقولى أيه يا فرحة. أنا أمى خططت لكل ده
وألتفت لها بحنق وأنت مصدقة انى اتجوزتك علشان أمى هي اللى قالتلى اعمل كده
زاغ نظرها اضطرابا ولم ترد فأومأ برأسه قائلا بعصبية أجابتك وصلت يا هانم. وعلشان اثبتلك بقى انك لسه معرفتنيش. جوازت مريم ويوسف مش هتكمل وكده ولا كده إيمان مش مبسوطة مع اخوكى وهاخد اخواتى وامشى من هنا وورقتك هتوصلك قريب
تعلقت فرحة بذراعه وهي تبكى أرجوك يا إيهاب استنى أنا مش قصدى انا.
قاطعها بانفعال خلاص يافرحة عنيكى جاوبت قبل لسانك مفيش داعى تقولى اكتر من كده.
ونزع ذراعه منها وانطلق مغادرا كالسهم والڠضب يتآكله ويلتهم حلمه عليها وشغفه بها
تناولت فرحة الهاتف واتصلت على أخيها يوسف تستنجد به في بكاء ألحقنى يا يوسف إيهاب هيطلقنى وهياخد اخواته ويمشى
متابعة القراءة