رواية كاملة بقلم دعاء عبدالرحمن

موقع أيام نيوز


أيه
ضحك والدها من مداعباتها لأخيها وهو يقول مش لسه كنت مكسوفة من شوية لحقتى تقلبى.
ثم الټفت إلى عبد الرحمن وقال ها يا عبد الرحمن وانت فاضى أمتى علشان القاعدة اللى إيمان عاوزه تقعدها معاك
قال عبد الرحمن بعدم أهتمام أى وقت يا بابا وياريت لو النهاردة علشان بكرة عندى شغل كتير مش هبقى فاضى
تابع وهو ينظر لوالده في تساؤل قائلا بس هي مقالتش هي عاوزانى فإيه بالظبط

ألفتت إليه والده متعجبا وقال البنت من حقها تقعد معاك قبل ما توافق عليك. وانا الحقيقة مستغرب المفروض ان انت كمان تبقى عندك نفس الرغبة
عانقت عفاف ابنتها عناق طويل وهي تبكى وتقول ألف مبروك يا حبيبتى مش مصدقة انى هشوفك عروسة أخيرا
أعتدلت فرحة وهي تقول باستنكار أيه أخيرا دى يا ماما هو انا عندى خمسين سنة ولا أيه
ثم نظرت إلى يوسف الذي كان يتابع التلفاز واجما وقالت ولا أيه رأيك يا يوسف
قال دون أن يلتفت اللى انتوا شايفنه اعملوا
جلست والدته بجواره قائلة أزاى يابنى. أنت أخوها ولازم يكون ليك رأى
أبتسم ابتسامة باهتة وقال إيهاب مفيش عليه غبار ولا هو ولا إيمان وانا أتشرف بيهم بصراحة
نظرت له فرحة بتساؤل وقالت ومريم كمان

بنت كويسة
أبتسم في سخرية وهو يقول لا ومش أى بنت. ونعم البنات.
17 الفصل السابع عشر
كان اللقاء المرتقب في الحديقة جلست إيمان على مسافة مناسبة من عبد الرحمن وهي تحاول استعادة أى شىء مما كانت تريد قوله ولكن عقلها وكأنه قد أغلق للصيانة ظلت تحاول أن تبدو متماسكة حتى لا تبدو بلهاء فهى من طلبت الجلوس إليه ولكن الحياء كان سيد الموقف شعر عبد الرحمن بما تعانيه فقرر أن يبدء هو قائلا بأبتسامته المعهودة 
أخبار الوردة أيه.
أبتلعت ريقها بصعوبة وقالت أعتنيت بيها على قد ما اقدر بس في الآخر دبلت
أومأ برأسه قائلا أكيد طبعا طالما اتقطفت خلاص
ثم استدرج مداعبا منه لله الۏحش اللى قطفها
أبتسمت رغما عنها فقال على الفور إيمان أنا عاوزك تبقى على راحتك خالص وتكلمينى في اللى أنت عاوزاه.
قالت بتماسك أنا كل اللى كنت عاوزاه أنى اقولك على شوية حاجات كده أحب تبقى موجودة في بيتى واحب الأنسان اللى هعيش معاه يعملها. وكنت عاوزه أعرف رأيك فيها
حك ذقنه بتفكير وقال أتفضلى قولى أنا سامعك
أنطلقت في الحديث مسرعة حتى لا تتوقف فتتراجع وقالت أول حاجه أنا مش عاوزه في بيتى معاصى علشان ربنا يباركلنا في حياتنا يعنى أنا مش بتفرج إلا على القنوات الاسلامية بس. وأحب أن زوجى هو كمان يغض بصره.
قال عبد الرحمن بابتسامة ها وأيه كمان
تابعت مسترسلة تانى حاجة أنا مبسمعش أغانى. الرسول عليه الصلاة والسلام قال ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف وأنا مش عاوزه يبقى في حد في بيتنا بيستحل المعازف
أبتسم أبتسامة واسعة وقد أعجب بالحديث وقال يعنى التحريم في الأغانى ولا في الموسيقى.
قالت بسرعة لا أنا ممكن أكون أخطأت التعبير. التحريم في المعازف نفسها لكن
بالنسبة للأغانى وكلماتها فده على حسب الكلمات يعنى لو كلمات جميلة بتدعو لحاجة كويسة ومحترمة هتبقى حلال لكن لو كلمات بتثير الفتن والشهوات في النفوس فطبعا دى تبقى حرام وأعتقد هوده المنتشر وخصوصا في الزمن ده.
أبتسم مرة أخرى وقطب جبينه مداعبا وقال طب بالنسبة للنوع التانى. بتاع الشهوات ده. ينفع الست تغنيه لجوزها بصوتها كده من غير موسيقى
أطرقت برأسها خجلا من مقصد سؤاله ولم ترد حاول عبد الرحمن تغير مسار الحديث وقال 
ها خلاص كده ولا في حاجة تانية.
إيمان حاجة واحدة بس بالنسبه للصور أنا مش هعلق صور على الحيطان مهما كانت الصورة دى عزيزة عليا لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال أن البيت اللى فيه صورة متعلقة مش بتدخله الملائكة. وطبعا البيت اللى مش بتدخله ملائكة هيبقى فيه أيه غير الشياطين ويمكن ده سبب محدش واخد باله منه للمشاكل الكتير اللى بتحصل في البيوت
نظرت إليه فوجدته يستمع لها بتركيز فقالت هو كلامى ده مضايقك.
قال عبد الرحمن بجدية لا طبعا يضايقنى أيه ده أنا مسلم زيى زيك يعنى دى أوامر دينى أنا كمان
أبتهجت إيمان وقالت أفهم من كده انك موافق على الكلام ده
أشرق وجهه بابتسامة عذبة قائلا تصورى البنات دلوقتى لما تقول عايزة أقعد مع الراجل اللى متقدملى الواحد يتخيل أنها هتقعد تتشرط عليه وتطلب بقى اللى هي عايزاه.
ثم تابع وهو ينظر لها باحترام حقيقى يا إيمان أنا كل يوم باحترمك أكتر. ياريت كل البنات يبقى هو ده شغلها الشاغل في جوازها مش الدهب والجهاز والمؤخر والقايمة وعايزة زى فلانة وهاتلى زى علانة
كان ينتظر منها ردا ولكنه وجدها صمتت في خجل من أطراءه عليها فقال متابعا أنت قولتى هتدى رأيك النهائى بعد ما تقعدى معايا. ها رأيك النهائى أيه
نهضت وهي تبتسم في راحة وقالت هبلغ رأيى لإيهاب عن أذنك.
عادت إلى الداخل في سرعة بخطوات
 

تم نسخ الرابط