رواية كاملة بقلم دعاء عبدالرحمن

موقع أيام نيوز


ده سبب من أسباب الشغل لكن الأساس انى بحب مهنة التدريس للبنات أوى وبحس أنى بعمل حاجة مفيدة. مبحبش ابقى قاعدة كده.
تابع حسين تناول طعامه بعد أن قال عاوز أتكلم معاكى شوية يا إيمان ابقى تعاليلى أوضة المكتب بعد العشا
وبعد العشاء دخلت إيمان خلف عمها وأغلقت الباب أشار لها أن تجلس بالمقعد المقابل لمكتبه فقالت

خير يا عمى
أستند إلى سطح مكتبه وقال بهدوء إيمان. أنت دلوقتى بقيتى زى فرحة بالظبط عندى. أنا عاوزك تكلمينى زى أبوكى متكسفيش من حاجة
أومأت إيمان برأسها وأنتظرته يتحدث فقال أنت ليه مصممة على الشغل يابنتى.
رفعت كتفيها واخفضتهما وهي تقول ببساطة زى ما قلتلك ياعمى انا بحب شغلى
بس انا متأكد أن ده مش السبب الرئيسى
صمتت إيمان فاستكمل حديثه قائلا أم عبد الرحمن قالتلى انك صممتى تتغدى في شقتك فوق ليه كده يابنتى
أجابته بخجل قائلة بصراحة ياعمى انا مبحبش أتقل على حد. ده طبعى وبعدين يا عمى بعد أذنك أحنا وافقنا نعيش هنا لكن هنفضل نشتغل وتبقى لينا مصاريفنا الخاصة زى ما كنا.
نظر لها بتركيز وقال للدرجة دى شايفانى غريب عنكوا يابنتى
مش قصدى والله يا عمى لكن معلش سبنا على راحتنا
هز رأسه متفهما وقال وطبعا ده رأى إيهاب كمان. علشان كده رفض يجى يشتغل معايا في الشركة
صمتت إيمان فقال متابعا عموما يابنتى أنا مش عاوز اضغط عليكم في حاجة. بس أنا مش مستريح كده ولو على الشغل وأنك عاوزة تحسى أنك بتعملى حاجة تعالى اشتغلى معانا.
استشعرت حنانه ودفء حديثه فقالت بتفهم ياعمى اشتغل معاكوا أيه بس. انا مليش في شغلكوا خالص وبعدين انا بحب شغلى ومش ناوية اسيبه
أنهت كلمتها ونهضت واقفة تستأذنه في الإنصراف سمح لها بالمغادرة وجلس شاردا في غرفة مكتبه يبحث عن مخرج مناسب.
فى صباح اليوم التالى دخلت هند مكتب الحاج حسين وعرضت عليه ملف أحدى الموظفات في الشركة وهي مديرة مكتب يوسف نظر الحاج حسين إلى الملف وقال لهند
عملت أيه الموظفة دى
قالت هند بحنق ضيعت ملف مهم جدا يا فندم. والأستاذ يوسف اضايق أوى وبيستأذن حضرتك في نقلها مكان تانى
أمسك قلمه الخاص وذيل الملف بتوقيعه ليتم نقلها مكان آخر ثم وضع القلم قائلا في حد هيمسك مكانها
انا هقوم بشغلها لحد ما نعمل أعلان.
تقومى بشغلها ازاى ده هيبقى مجهود كبير أوى. كده مش هتبقى مركزة كفاية في شغلك هنا
قالت هند باستسلام مفيش حل تانى يا فندم.
ثم استدركت ببطء قائلة ياريتنى كنت اعرف حد ثقة كانت هتوفر علينا الأعلان والوقت الطويل اللى هيضيع ده كله
نظر إليها حسين في تفكير فلقد وجدها الفرصة المناسبة التي كان يبحث عنها ثم قال طيب سيبى الأعلان ده لحد بكرة.
وفى المساء جلس إلى إيمان ومريم في شرفة شقتهما وعرض الأمر على إيمان فرفضت قائلة
ما انا قلت لحضرتك قبل كده يا عمى انا ماليش في شغلكم
ردت مريم بسرعة قائلة ينفع انا ياعمى
نظر لها بدهشة وقال بس انت لسه بتدرسى يا مريم هتوفقى ازاى بين الشغل والدراسة
قالت مريم بشغف أنا هعرف اوفق يا عمى سبنى اجرب علشان
خاطرى
هز كتفيه قائلا باستسلام خلاص زى ما تحبى. تحبى تبدأى من بكره
هتفت بسعادة أتفقنا.
الفصل السابع
دلف إيهاب من بوابة الحديقة عائدا إلى المنزل بعد صلاة الفجر وأثناء سيره شاهد فرحة أعدت أدوات الرسم الخاصة بها وبدأت في رسم منظر شروق الشمس
أتخذت فرحة موقعا مميزا وهي تضع لماستها الفنية لأشعة الشمس وهي تنتشر وتتخلل بين أغصان الشجر وبين أحواض الزهور وبتناغم بين الألوان وباستخدام دقيق لدرجاتها جسدت خيوط الضوء وهي تتسلل غير مبالية من خلف خيوط الظلام لتتكون لوحة فنية رائعة تشعر معها بالدفىء.
لم يشعر إيهاب بنفسه إلا وهو واقف يتأمل هذه اللوحة المعبرة قائلا الله
تفاجأت فرحة بوجوده في هذا الوقت واستدارت في سرعة كادت أن توقعها هي وأدواتها تراجع هو خطوة إلى الوراء وهو يشير لها أن تهدأ قليلا وهو يقول
أنا آسف والله مقصدش أخضك كده
وضعت فرحة يدها على قلبها من أثر انتفاضتها وقالت أنا اللى آسفه معلش أصلى كنت مركزة أوى.
تمعن إيهاب في اللوحة مرة أخرى عن قرب قائلا حقيقى أنت موهوبة يا آنسه فرحة
أبتسمت فرحة بسعادة وقالت بجد. حقيقى والله
أومأ إيهاب برأسه مؤكدا حديثه وهو يقول إلا حقيقى ده أنا حسيت بالدفىء وأنا ببص على اللوحة كأن أشعة الشمس وصلانى منها
راقب خجلها وهي تقول متشكره أوى. الحقيقة دى شهادة أعتز بيها جدا
ثم رفعت رأسها متسائلة هو انت كنت فين دلوقتى
كنت بصلى الفجر وقعدت شوية في المسجد أقرأ الورد بتاعى بعد الصلاة
أبتسمت وقالت تعرف

أنك شبه إيمان أوى. انتوا حقيقى توأم
أبتسم وهو يقول بمزاح أيوا توأم بس مش شبه بعض. وعلى فكرة انا نزلت قبلها بخمس دقايق
كانت مريم تقف في الشرفة تراقب هذا الحديث بابتسامة مرسومة على شفتيها حين دخلت إيمان الشرفة وهي تقول
أيه ده أيه اللى مصحيكى
 

تم نسخ الرابط