رواية ابنتي اختارت لي زوجًا البارت السادس بقلم سلمي سمير

موقع أيام نيوز

وبأولادهم
تركها حسام واكمل مرحه ولهوه مع الاولاد فجأة دمعت عيناها دون أن تدري لاحظت سمھا دموعها
دنت منها وكفكفت دموعها سائلة
ماما مالك انت زعلانه علشان احنا فرحانين اوي لان بابا بيلعب معانا
هزت ليلي راسها نافيا ظن ابنتها وقالت
لا يا قلب ماما مش زعلانه لانكم فرحانين بلعب بابا معاكم لاني فرحانه بحب بابا ليكم وسعيدة باني اختارت زوج وأب حنين زيه يكون شريك لحياتي
غمرتها طفلتها قوى واخذت يدها واجلستها معهم وقالت بمرح
انت احلي ماما لانك اتجوزتني احن واخلي بابا بالدنيا ربنا ما يحرمنا منكم
استمرت جلست حسام مع الاولاد وقت طويل عن العادة كانه يعوضهم عن هجره لهم وأعماله في حقوقهم الفترة الماضية
بعد العشاء اتت لهم ليلي بالجاتوة والعصير وجلست تذاكر معه للاولاد الي ان اتي وقت نومهم
ساعد حسام الاولاد في استعدادهم للنوم وقامت ليلي بمساعدة البنات الي ان خلد الي النوم
دلفت ليلي الي غرفتها وغيرت ثيابها وخرجت تبحث عن حسام فراته بالمړحاض يحلق ذقنه
فسألته باهتمام 
تحب اعملك فنجان قهوة علي ما تخلص حلق ذقنك
أما له حسام بالموافقة قائلا بامتنان
ياريت يا ليلي عايزه مظبوط واسبقيني علي البلكونه هخلص واحصلك
وافقت ليلي وذهبت الي المطبخ وعملت القهوة ودلفت الي شرفة غرفة النوم وجلست بانتظاره كم طلب منها
لم يغيب عنها طويلا فقد شعرت به يقبل راسها
قبل ان يجلس بجوارها وقال
الجميل طبعا عايز يطمن عملت ايه مع رودينا ووالدتها صح
هزت راسها موافقه فاخذ حسام نفس طويل وقال
معملتش حاجه زورت البنت وحاولت اشجعها ترجع
حتي لو وصلت لجواز امها
وقتها والدتها حضرت ورفضت كلامي شكلا وموضوعا بمعني اصح lټصدمت
ارجع راسه للخلف وتحدث بهدوء
فعلا والدتها ست راقية جدا وشكلها قوية وميسطرة علي حياته وعمليه كمان لكن نقطة ضعفها هي بنتها
لانها تقريبا بعد ما طردتني
رجعت واتوسلت ليا محرمش البنت من زيارتي
وده اللي اتفقنا عليه اني تساعدها لحد ما بنتها ټموت
لكن جواز أو ارتباط مظنش هتقبل بيه
اخذت ليلي نفس عميق وتنهدت براحه
ده نفس اللي حسيته من الواضح أنها وافيه لزوجها
بس افرض البنت فاقت وكل املها في انك تكون ابوها لتتنكس تاني هتعمل ايه
اظن وقتها والدتها هتصطر توافق علي الجواز لكن انت هتوافق يا حسام
ونظر الي الامام بحيرة
مش عارف يا ليلي بس البنت صعبانه عليا وانت عارفه فاكرة الجواز مش في دماغي ولا بفكر فيها
الحمد لله انت والاولاد مالين عليا حياتي
فجأة قبل يدها ونظر إليها بامتنان كبيرا ومحبة اكبر وقال بارتياح نابع من إيمانه بوفاءه وإخلاصه
ليلي انت ونعمه الزوجة حتي لم فكرتي بالبنت فكرتي بأولادنا وحياتنا لانك عارفاني كويس لو حصل للبنت حاجه 
هتاثر علي حياتها بالسلب
فموضوع الزواج سواء تم او متمش فأنت متأكدة راحتي مع مين وولائي لمين
واظن انت موافقتيش من الاساس غير لانك عارفه 
اني زوج ليكي انت وبس وعمري ما هكون لغيرك
ابتسمت ليلي بثقه وملست
علي شعره بثقه وقالت
ارجع تاني واقولهالك يا حسام لو هتتجوزها علشان البنت انا موافقه وعندي استعداد اعرض الأمر علي والدتها علي شرط جوازكم يكون اسمي فقط
ربت علي كتفها
مفيش داعي والدتها لو وافقت انا واثق هيكون ده شرطها الأساسي اللي هيخليها تقبل
اظن كده الموضوع اتقفل ويلا ننام الوقت اتاخر ولا ناسيا عندى مدرسة الصبح
نهضت قراها تخرج بره الغرفة فسألها
راحه فين يا ليلي
ردت عليه 
هطمن علي الاولاد واغطيهم انت عارفهم
قبل يدها ودفعها نحو الفراش وقال
ملكيش دعوة بالاولاد هطمن عليهم بنفسي واغطيهم
جهازي نفسك انت بس للنوم
وافقته بمنحه ابتسامه فخرج حسام كي يطمئن علي الاولاد فخلعت ليلي عنها روبها الذي ترتديه فوق ثيابه نومها وتمدد علي الفراش 
أما حسام فدلف الي غرفت الولدان ودثرهم بغطاءهم
وبعد ذلك دخل الي غرفة البنات ودثرهم ونظر اليهم 
وتنهد بقوة وقال
سامحوني لو قصرت معاكم الفترة اللي فاتت بس انا مش هقدر اتخلي عن رودينا لانها اصبحت بنتي زيكم وقريبا ھتكون اختكم وهكون ان زوج لامها!
الجميلة سوزان 
ابنتي اختارت لي زوجا
المشهد الثامن
مرت الايام بلا جديد يحدث الا ان سوزان أهملت عملها من أجل قضاء اكبر وقت بجوار ابنتها
وتعددت اللقاءات بينها وبين حسام الذي ڈم علي زيارتها بلا كلل أو ملل
كانها ابنته كان يجلس كثيرا يحدثها ويضحك معها بمواقف حدثت معها أثناء يومه الدراسي أو مع أولاده الاشياء وتمني أن تعود لتنال اهتمامه مثلهم بعد اسبوعين من مدوامته علي زيارته في اخر البوم وقبل أن انصرافه
امسك يدها وقبلها بحب ابوي نابع بصدق من قلبه ثم وقال بحنان وتأثر بالغ
ارجعي يارودينا تعبت اتكلم معاكي وانت مترديش عليا ارجعي لبابا يا حبيبة قلب بابا وحشتيني
قبلها علي راسها وخرج مهموم علي غير العادة أوقفته سوزان وسألته بخۏف
في ايه رودينا جرالها حاجه اوعي تقول بنت 
ولم تكمل وانھارت مغشيا عليها فهي لم تهمل عملها فقط بل صحتها ايضا وأصبح وجهه الصبوح الجميل شاحب جدا ووزنها انخفض بشكل ملحوظ
كان اڼهيارها مفاجئ لحسام الذي تلقاها علي صدره
قبل أن تقع ارضا وكانت صډمته لا توصف حين قربها منه فلم يصدق انها هشه الي هذه الدرجة
واخذ ينادى علي طقم التمريض
الخاص بالرعاية اتت اليها أحدهم وسألته بلهفه
مال مدام سوزان حصلها ايه كنت حسا انها هتنهار علي ما بنتها تقوم بالسلامه
ضغط علي فكه بڠيظ وثار عليها بح دة
طيب ايه مش هتقوليلي ادخلها فين ولا هتسبيها كده مغمي عليها كتير
أشارت الي غرفة الاستقبال وقالت
اسفه مستر حسام بس مفيش عامل هنا ينقل المدام اتفضل انت ادخل بيها غرف الاستقبال لاني مقدرش أغادر الرعاية حاليا
لم ينتظر حسام وحملها واسرع الي غرف الاستقبال
طلبت منه أحد الممرضات وضعها علي احد الأسرة وطلبت منه المغادرة حتي يقوم الطبيب بفحصها لكنه رفض تركها الا بعد الاطمئنان عليها
وحين أصرت الممرضة علي مغادرته صرح لها قائلا
انا مش هسيبك مراتي الا لما اطمن عليها ريحي نفسك وروح شوف دكتور يفحصها
استسلمت الممرضه أمام إصراره وحدة عليها وخرجت تستدعي طبيب للكشف عليها
لم تمضي دقائق وعادت بالطبيب الذي قام بفحصها
وطلب منها إعطاؤها محاليل مع مهدي وكتب لها علي فيتامينات ومكملات غذائية لتجنب هبوط الدورة الدموية وطمئن حسام
اطمن الواضح انها بتعاني من سوء تغذية وانيميا مع تعرضها بصدممه عصبيه
انا لدينها مهدئ باذن الله شويا وهتفوق ياريت تجنب أي شئ يوترها او يعرضها للضغط النفسي
خرج بعد أن اوصي الممرضه بعدم المغادرة الا بعد انتهاء المحلول 
شكره حسام وكذلك شكر الممرضه التي تركتهم وحدهم علي أنه زوجها 
جلس حسام بجوارها يتأمل ملامحها
الذبلة ويلوم نفسه علي أنه السبب فيما تعاني هي وابنتها
ظل بجوارها قرابة النصف ساعه لا يبعد عيناه عنها الي ان سمع أيماءة بسيطه تصدر منها
استقام فجأة وبعد عنها وقال بارتباك
حمدالله علي سلامتك يا مدام سوزان ممكن افهم سبب اللي حصلك ده ايه
انتفضت فجأة ونظرت إليه پذعر وسألته
طمني الاول رودينا بخير ارجوك قول انها بخير وان
أوقفها بإشارة من يده ورد عليها بهدوء
ايوه رودينا بخير والله متقلقيش اسف لو كنت اتسببت في خۏفك بسبب حزني 
انا بس حزين عليهالأنها طولت في الغيبوبة وخاېف يأثر علي استيعابها بعدين هو ده السبب
اخذت نفس عميق واعادت راسها علي الوسادة وقالت بلم ېمزق قلبها
انا بقيت مړعوپة من اليوم ده لدرجة بقيت احلم بيه
انا خاېفه رودينا مترجعش تاني وتفارقني للابد
ولاول مره تترك العنان لمشاعرها تسيطر عليها وانخرطت في بکاء مرير خۏفا من يوم الفراق الذي بدأ يلوح في الأفق
اقترب حسام علي استحياء وقال بحذر 
وحدى الله يا مدام سوزان بنت هتقوم بالسلامه ان شاء الله هي بس محتاجه رعاية واهتمام صدقيني
رفعت عيناها الباكية اليه فغرق حسام في تنيك عيناها الساحرة المليئة بدموعها فجعلت قلبه يهوى صريع جمالها الباكي وقالت
بجد رودينا هترجع دي لو ياليتني انا مش هعيش لحظة بعدها دي روحي اللي عايشه بيها
ابتلع ريقه وكبح جماح رغبته في احتضانها لاحتواء حزنها ومواساته ورجع للخلف كي يجعل بينهم مسافة امنه وقال بارتباك
باذن الله انا عندى ثقه في الله انه مش هيحرمك منها يلا قومي روحي اقعد معاها لاني اتاخرت علي اولادى ومضطر امشي
كفكفت دموعها بطرف أصابعها فكانت حركه بسيطه لكنها أربكت نفسه الطواقه اليها نهضت وعدلت ثيابها وقالت لها بامتنان
شكرا لمساعدتك ليا وبصراحه مش عارفه ازاي هقدر ارد جميلك بس تقوم رودينا بالسلامه الاول
وبعدها هشوف الطريقه المثلي لرد جميلك عليا وليها
هز راسه رافضا ان تعتبر ما يقوم به جميل وقال
رودينا بنت من بناتي لو مش كاب كأستاذ ليها المهم تعبا يجي بفائدة وتقوم ليكي بالسلامه
انا هستاذن واتفضلي ده رقم تليفوني لو حصل حاجه ياريت تتصلي بيا عن اذنك
اخذت منه الكارت التعريفي وقرأت اسمه واستغربت لكنها لم تعلق وعادت الي ابنتها لتقضي معها بعض الوقت مثل كل يوم لعلها تستجيب له وتستيقظ 
عاد حسام الي بيته منهك القوى شاعرا بحمل ثقيل جاثم فوق صدره لا يرحمها أو يهادنه لحظه
ظل يسأل نفسه ويحملها الذنب من أن تقضي رودينا نحبها وټموت امها عليها قهرا علي فراقها
دلف الي الشقة وتبدلت ملامحه الي ابتسامه مسروقه من بين خلجاته المکبلة بالذنب
جري اليه أبناءه وعانقاه ونزل الي مستواها وظل يمازحه شاعرا أيضا بالذنب نحوهم لانه يحمل الي رودينا حب بوزي حبهم في قلبه
جذبته ليلي من وسطهم وقالت لها بحدة
ارحموا بابا يا اولاد مينفعش تتعبوه وهو لسه جاية من بره محتاج يرتاح
اخذت يده واجلسته علي الأريكة وسألته
طمني البنت اخبارها ايه في تحسن ولا لسه علي وصعها والله بقيت خاېفه من اليوم اللي تجي تقولي فيه أن الله استرد وديعته
تنهد حسام بقوة وارجع راسه الي الخلف ودمعتي عيناه خۏفا من أن يكون قضاء الله قد أوشك علي تلك الطفلة الوديعه اخذ نفس عميق شاعرا بغصه في حلقه لعدم قدرته علي تحمل 
هذا الذنب طوال حياته أن صابها مكروه
لاحظ أولاده صامته الطويل وكذلك زوجته التي طلبت من الأولاد الذهاب الي غرفتهم حتي تعطي زوجها بعض الهدوء كي ينفس عن حزنه بعيدا عنهم
ظل صامتا يفكر بلا راحه الي ان اقتربت منه طفلته
الصغيرة علا وقالت له ببراءة
بابا هي رودينا لسه تعبانه علي فكرة جاتلي في الحلم امبارح وقالتلي انها بتحبك اووي وهترجع علشان انت هتبقي باباها 
هي بجد هتبقي اختنا وهتجي تعيش معانا لما تخف
كان كلام طفلته الصغيرة كالبلسم الشافي الذي بث في شريايينه الامل من جديد
رفع راسه واعتدل في جلسته ونظر إليه بمحبه ثم جذبها اليه واجلسها علي ساقه وسألها
بجد يا علا رودينا قالتلك كده في الحلم يبقي خير وباذن الله هتقوم بالسلامه
ربتت ليلي علي كتفه وانشرح قلبها الراحه التي تجسدت علي وجهه بعدما كان مكفهرا وحزين
ان شاءالله يا حسام هتقوم بالسلامه المثل بيقول خدو فالكم من عيالكم وعلا بريئة متعرفش الكذ ب والخدا
تم نسخ الرابط