رواية ابنتي اختارت لي زوجًا البارت السادس بقلم سلمي سمير
المحتويات
انا اموت فيها يا احلي حاجه في دنيتي
سامحيني يا ماما بس انا نفسي يكون لي بابا زي كل اصحابي
انا عارفه اني طماعه بس انت بتتعبي اوي ومعندكيش الوقت اللي تقدري تعملي فيه كل حاجه نفسي فيها
لكن لو ليا بابا هتفدري تكوني جمبي ومعايا اكثر من كده
انا محتاجه اب واخوات ليه مش عايزه افضل وحيدة
زفرت سوزان بضيق وضمت ابنتها أكثر اليه وملست علي راسها بحنان وقالت
بعض حتي درسنا في نفس الكلية لما اشتغلنا اشتغلنا في نفس البنك
انا مقدرش اشوف نفس مع راجل غيره ولا هقدر سامحيني والدك كان احن زوج في الدنيا كان ليا اخويا وابني وكل دنيتي صعب اعيش ده مع حد تاتي
صدقيني يا رودينا مفيش حاجه صبرتني علي فراقه الا أنت اوعي تفكري اني اقدر استغني عنك اتت كمان
ابتسمت علي مضض وقالت
ماشي يا ماما اللي تشوفيه
حملتها وهي مازالت في وقالت
مدام اتفقنا يبقي تقومي تأكلي معايا علشان مزعلش منك ولا تحبي انا كمان افضل من غير اكل
هزت راسها بالرفض وذهبت معها لكي تاكل كانت تنظر إلي والدتها بلم ولم تصرح لها بحزنها الدفين
في صباح اليوم التالي اتت المربية كالعادة وكانت سوزان تتجهز نفسها للانصراف وقالت له
مش هلحق أصبح علي رودي كان عندى اجتماع وسيبته امبارح خفت اتاخر عليها هروح اشوف خلص علي ايه واظبط اوراقي واقدم علي اجازة
بلغي رودي اني همر عليها في المدرسة واخد ليها اجازة علشان نخرج نغير جو أو نسافر بره مصر يومين
خرجت سوزان مسرعا الي عملها الذي تحرص عليها حتي تعيش ابنتها في مستوي حياة مرضي
د
استاذة سوزان تليفون علشانك
استغربت سوزان من يريدها في هذا الوقت المبكر تناولت الهاتف وسالت من المتصل
مين معايا
بصوت مرتبك ومذعور ردت عليها
انا سعاد يا ست هانم اتصلت بيكي كتير علي المحمول مردتيش ڠصب عني اتصلت بالبنك
في ايه يا سعاد انا لسه سيباكي من ربع ساعه طمنيني رودينا صحيت ولا لسه وفطرتيها ولا لاء انطقي
لطمت المربية خدها وقالت بلوعه وبکاء حزين
لا يا هانم رودينا مصحيتش بنتك !
المشهد الرابع
دلفت المربية الي غرفة رودينا توقظها لكن الطفله لم تستجيب لها وحين ملست بيدها عليها اصابها الهلع وخرجت تجري من غرفته تصرخ بلوعه واتصلت بوالدتها
في ايه يا سعاد انا لسه سيباكي طمنيني رودينا صحيت و لاء فطرت كويس ولا لسه
ردت عليها المربية پذعر وهلع
بتقولي ايه بنتي سخنه ازاي اتصلي بالدكتور بتاعها
بسرعه وانا جاية في السكه سلام
أغلقت سوزان الاتصال
مع المربية وخرجت تجري من البنك امسك يدها أحد زملاءها وقال بهدوء
استاذة سوزان اهدى مينفعش تسوقي وانت في الحالة دي ممكن تسمحيلي اوصلك
رفضت بشډها فهي لا تقبل أن أي مساعدة من أحد من يوم وفاھ زوجها وبعدها ابيها لكن تدخلت صديقتها مريهان في الحديث وقالت لها بحزم
خلي فهمي يوصلك يا سوزان دا كان صديق لجوزك
وكلنا هنا أسرة واحدة بصي لنفسك جسمك كله بينتفض هتجيبي منين اعصاب تسوقي بيها
نظرت الي يدها المرتجفه من الخۏف والقلق علي طفلتها وقالت بقلة حيلة
ماشي يافهمي اتفضل هتوصلني وبس اتفقنا
اؤما لها بالموافقة واخذها في سيارته الي ان اوصلها بيتها وكان الطبيب قد وصل قبلها
ترجلت من السيارة وشكرته وطلبت منه الانصراف فلم يستطيع أن يفرض عليها نفسه بتقديم خدماته أو الوقوف بجوارها في محنتها فغادر اسفا من رفضها الڈم مساعدة اصدقاءها لها
دخلت سوزان مسرعا الي غرفة ابنتها وكان الطبيب يقوم بفحصها الذي كاد ينتهي منه وقال لها بقلق
حرارة البنت عالية جدا كأنها بنتنصهر ٣٩ وشرطتين
ضمت سوزان جسد طفلتها المحموم وقالت بوجل
طيب الاحسن نروح بيها المستشفي انا مستعده لاي تكاليف
بس بنتي تقوم ليا بالسلامه
ربت الطبيب علي يدها مواسيا مقدرا خۏفها وهلعها علي ابنتها الوحيدة التي تحيا من أجلها وقال
اهدى يا مدام سوزان البنت فعلا حالتها صعبه ومش مفهومه وكده كده لزم تروح المستشفي
بس انت لازم تهدى علشان منخسركيش انت كمان رودينا محتاجلك قوية زي ما عودتيها
تملك الخۏف من قلب سوزان من حديث الطبيب فاڼفجرت في نوبة بکاء ھسټيري ورددت بلم
ارجوك يا دكتور انقذ بنتي دا انا مليش غيرها لو طلبت روحي هفديها بيها بس تعيش وتقوم ليا بالسلامه
هز الطبيب راسها بنفاذ صبر فالأم في حالة صعبه من عدم الثبات والطفله غارقه في نوم عميق وحرارة تلهب چسدها الصغير فيما كان منه إلا أن حملها وخرج من الغرفة وقال
انا هاخدها بنفسي المستشفي اعملها التحاليل اللازمه لمعرفة سبب الحرارة العالية دي
لان من الفحص مظهرش اي نوع من الالتهاب لا في الحلق أو الصدر يسبب السخونه
نفضت سوزان عن نفسها لحظات الانھيار ولحقت الطبيب الذي حمل ابنته وسبقها الي سيارته جلست سوزان في المقعد الخلفي للسيارة وأخذت ابنتها علي صدرها ثم ركب الطبيب في الامام وانطلق مسرعا الي اقرب مستشفي
بعد عمل كافة الفحوصات اللازمه رفض الطبيب مغادرتها المستشفي رغم افاقتها لكن حرارتها ظلت علي وضعها لا تنخفض هذا ما جعله يشعر بالقلق من أن تأثر الحمي علي عقلها وجميع أجهزتها الحيوية
ظلت رودينا في المستشفي ثلاثة أيام وقد احتار الأطباء في علاج حالتها لعدم وجود تفسير أو سبب للحرارته العالية
الي أن أجزم طبيبها المعالج بأن السبب نفسي بحت
لم تتاخر سوزان في عرضها علي طبيب نفسي الذي احتار معها هو الاخر وقال لها
للاسف بنتك منغلقه علي نفسها وبطريقتها دي نفسها بالبطئ لازم تعرفي السبب اللي وصلها لكده
بنتك مش هتخف الا بزوال العرض وهو الحل لمشكلتها النفسية اللي رافضا تبوح بيها حتي لنفسها
ياست سوزان مع ابنتها من أن تشفي من الحمي التي سيطرت عليها لهذا قدمت علي اجازة من عملها
وظلت بجوارها ترعاها وتحافظ علي حرارتها التي حذرها الطبيب من أن عدم انخفاضها ستتسبب بفقد چسدها سوائلها وتعرضها للجفاف او الاسواء هبوط حاد في الدورة الدموية
أما رودينا فاستسلمت الي مرضها الذي قد ينقلها من الحياة الي العالم الاخر الذي ستجد فيها ابيها وتنعم معه بالحنان ولامان كم يتخيل عقلها الصغير
غير عابئه علي حزن والدتها عليها
التي افنت شبابها وعشت من اجلها لكن حنان مدرسها واحتياجها اليه جعلها تتناسي انها هي السبب المباشر في تقبل امها حياتها بدون رفيق دربها وحبيبها زوجها الراحل
بعد مرور اسبوع علي مرض رودينا وغيابها المتواصل عن المدرسة دون معرفة أحد سبب انقطاعها
في منزل الاستاذ حسام
كان يجلس في شرفة منزله صامت شارد ينظر الي أبناءه بعدم تركيز اقتربت منه زوجته ليلي وسألته بحيرة
مالك يا حسام بقالك كام يوم متغير لا بتقعد مع الاولاد وقت مذاكرتهم ولا حتي بتاخدهم وتنزل تتمشي معهم زي عادتك ولا بتشاركهم هوايتهم
ابتسم علي مضض ونظر الي أبناءه وهما يذاكرون واجبهم المدرسي وقال بضيق
مش عارف حاسس پخنقه بقالي كام يوم ونفسي مسدودة عن كل حاجه معرفش ليه
ابتسمت زوجته بتململ وردت عليه
لا الحكاية مش خنقه ولا سدة نفس شكلك زعلان من الأولاد بسبب اللي عملوه مع البنت اللي كانت عايزاك تتجوز ممامتها بس هما ليهم حق حړام تعاقبهم على حبهم ليك
اخذ حسام نفس عميق ورد عليها بسخرية من الموقف بانه غاضب من أولاده لدفاع عن حقها فيه
انت مجنونه ياليلي انا ازعل من ولادى علشان بنت غريبة
بالعكس ولادي كان رد فعلهم طبيعي ومقبول رغم أنهم قسو عليها
لكن انا اللي الذنب بياكلني وحاسس ان السبب في كل ده ومش قادر اسامح نفسي
حدقت به ليلي بقوة غير مستوعبه حديثه عن شعوره بالذنب نحوها وسألته
مش فاهمه ازاي انت السبب البنت چريئة ومجنونه ومندفعه انا شكيت ان والدتها صلتتها عليك
ضحك حسام بصخب ورد عليها مفندا ظنها السئ
لاء انت فهمتي الموضوع غلط خالص انا عايز اقولك اني والدتها عمرها ما جت المدرسة ولا حتي البنت قالت ليها علي اللي طلبته مني
والحساسية بالذنب نابع من اني واجبي مربي فاضل احس بمعاناتهم علاقتي لأنباء تكون في بيتي وبس
واراعي أن في ايتام محرومين من الحنان والابوة
كان غباء مني غير محسوب والبنت بمشاعر الطفولة البريئة شافت فيا اللي ناقصها
انا السبب مش هي يا ليلي لو كنت احترمت كونها يتيمه ومحرمه من الحنان الأبوة والاهتمام مكنتش فكرت فيا كاب ليها
انا باهتمام الزاىد بالاولاد وأظهر حبي وخۏفي عليها باستمرار خلاها تتمناني اكون ابوها فهمتي
تفهمت زوجته وجهة نظرة وبدأت تتلمس معاناة الطفله وما تعيشه من حرمان فقد عاشت هي اليتم لكن استطاع عمها تعويضها فقدها لأبيها في سن صغير فربتت علي كتفه وقالت تواسيه
فهمتك ياحسام وفعل دي مشكلة كبيرة بس حاول تتكلم مع البنت وتفهمها وتخليها تتكلم مع والدتها بانها تسد احتياجاتها بزوج ليها يكون اب للبنت هيكون احسن للجميع
ضړب بيده الحائط بقوة وقال پغضب
المشكلة ان البنت من يوم كلامها مع الاولاد مجتش المدرسة رغم انها متفوقه جدا وذكية اكيد فيها حاجه حصلت ليها وخاېف اكون ان السبب
ضاقت حدقتاها بضيق هي الاخري بعدما استوعبت ما يحمله قلب زوجها الحنون من مشاعر بريئة وابوية نحو الطفله واضعا نفسه مكان أولاده إذا فقدوه فقالت بحماس
خلاص انا عندى الحل بكرة هات لينا عنوان البنت وانا هاخد سمھا وعلا ونروح نزورها علي أنهم أصحابها في المدرسة وجايين يطمنو عليها ايه رايك
تهللت اسارير حسام بسعادة لمشاركة زوجته قلقه علي الطفله اليتيمه وقال بامتنان وترحاب
تمام بكرة بعد ما ارجع من المدرسة اخدك اوصلك انت والبنات واستناكم لحد ما تخلصي الزيارة موافقة
اؤمات لها بالموافقة وانشرحت اساريره وجلس وسط أبناءه يكمل معهم دروسهمبروح مرحه وارتياح
في اليوم التالي
وصل حسام مع
زوجته وأبناءه أمام البناية التي تسكنها رودينا مع والدتها
صعدت ليلي مع بناتها الي
شقتها وتركت زوجها مع الولدين بالسيارة في انتظارها طرقت الباب علي استحياء وانتظرت الرد فتحت المربية الباب وسألتها بريبة
مين حضرتك وعايزة مين
ابتسمت ليلي في وجه المربية ببشاشة وقالت
انا والدة اصدقاء لرودينا من المدرسة لما طال غيابها قلقنا عليها وجم يطمنو عليها
افسحت لها المربية المجال كي تدخل وقالت لها
طيب اتفضلي ارتاحي هنا هبلغ الهانم بحضورك عن اذنك
دلفت ليلي مع بناتها وجلست في انتظار والدة رودينا التي صدمت من رؤياها فقدت كانت فتاة جميله رشيقة وانيقه حتي في ثوبها البيتي لا تبلغ من العمر ال٢٨ عام
شعرها كستنائي يصل الي نصف ظهرها
متابعة القراءة