عهد يمين
لم تستطع ... وقف أمام هدير وأمسكها من معصمها محاولا إخراجها بالقوه من غرفته ولكن دفعه أمجد بعيدا عنها ولكمه في وجهه ... صړخت هدير بجزع وأمسكته بقوه من قميصه عندما رأته يحاول لكم ممدوح مره أخرى وقالت پغضب
متمدش إيدك على ابني يا أمجد.
هتف ممدوح بتهكم وسخريه وهو يزيل الډماء التي خرجت من أنفه
ونعم الأمهات ... الصراحه عمري ما هشوف أم زيك أبدا.
الموصوع مش زي ما أنت مفكر ... اسمعني الأول وبعدين احكم.
أشاح ممدوح بوجهه بعيدا عنها ... تدخلت سيرين وهمست بجوار أذن ممدوح
سيبها تقول اللي هي عايزاه لأن ممكن تكون فاهم كل حاجه غلط.
أخبرته هدير بالحقيقه التي لم يصدقها إلا عندما ذهب لزياره توفيق في السچن وألح عليه ليخبره الحقيقه.
ذهب ياسر برفقه إيناس إلى البلده لحضور حفل زفاف عادل والذي تقبلت ولاء زواجه أخيرا من ناديه ... حاولت نوال كثيرا التحدث مع يامن ولكنه لم يعطها الفرصه فهو لا يزال غاضبا منها
ابتسم بسخرية فهذا ما يجب أن يحصل عليه بعد كل ما فعله في حياته ... غمغم بسخرية وهو ينظر بحزن إلى النافذه
مبقاش ليك حاجه في الدنيا دي يا توفيق ... ابنك اتخلى عنك ومسألش فيك بعد
ما عرف الحقيقه ومراتك فضلت طول عمرها تستغلك وفي الأخر ابنك قټلها.
ابتسم توفيق بشدة عندما رأى ممدوح يقف أمامه ولكن سرعان ما اختفت ابتسامته عندما رأى ابتعاد ممدوح عنه ... نظر له توفيق بتعجب بينما رمقه ممدوح بجمود قبل أن يقول ببرود
أخبارك إيه يا توفيق بيه
نظر له توفيق پقهر وحزن ... ابنه الوحيد الذي ظل ينتظره لكي يأتي لزيارته يتعامل معه وكأنه شخص غريب عنه ... ابتلع غصه مريرة في حلقه قبل أن يردف
زفر ممدوح أنفاسه بملل فهو ليس لديه الوقت لهذه الدراما الحزينه وهتف قائلا بنبرة ساخرة
أنت متخيل أنها هتكون سهله! أنت واحد عشت حياتك كلها تابع لمراتك ومش عملت حساب لابنك الوحيد ... كنت دايما بتفضلها عليا في كل حاجه ... فاكر وأنا صغير لما كنت أجي أشتكيلك منها أنت كنت بتعمل إيه
أنا جاي هنا النهارده عشان أعرف الحقيقة.
عقد توفيق حاجبيه في دهشة فهو لا يدري ما الذي يقصده ممدوح بالحقيقة.
سأله توفيق بتوجس
حقيقة إيه اللي بتتكلم عنها وعايز تعرفها
جلس ممدوح على الكرسي المقابل لتوفيق ونظر إليه بقوه وهو يردف بجمود
حقيقة أمي اللي أنت فضلت طول عمري مفهمني أنها اتخلت عني.
نظر له توفيق بذهول وصدمة ولم يتكلم ... غمغم ممدوح ساخرا وهو يضحك پقهر
يعني الحكاية دي كمان طلعت بتكدب عليا فيها ... أنا نفسي أفهم إيه اللي أنت استفدته من ده كله
طأطأ توفيق رأسه بخزي وحاول أن يتحدث ولكن قاطعه ممدوح بحدة
أنا النهارده أبويا ماټ ... هعتبر من دلوقتي أن مليش أب.
رفع توفيق رأسه وأمسك بيد ممدوح قبل أن يغادر وقال
استنى يا ممدوح اسمعني أنا ...
قاطعه ممدوح وهو ېصرخ في وجهه پعنف
أسمع إيه بالظبط أسمعك وأنت بتقول أنك حاولت ټقتل مراتي! ولا أسمعك وأنت بتقول أنك فضلت تخدعني طول عمري وأنا صدقتك زي الغبي! ولا تكون عايزني أسمعك وأنت بتقول أنك قټلت طفل بريء لمجرد أنك ټنتقم من أبوه في حاجه هو عملها مساعده لصاحبه أنت مينفعش يتقال عليك بني آدم .
تركه ممدوح وغادر غير عابئا بنظرات توفيق المتوسله له بأن يبقى.
انتظر توفيق طوال ستة أشهر بأن يأتي ممدوح لزيارته مرة أخرى ولكنه لم يأتي ... كفكف دموعه بيده وأخرج من جيبه شفرة معدنية ومررها على معصمه قبل أن يشق بها رسغه وتسيل دمائه ... نظر إلى معصمه وإلى دمائه التي تناثرت على الأرضية بحزن قبل أن يغمض عينيه للأبد وتصعد روحه إلى بارئها.
عشان تعرفي أن أنا عندي حق.
قالتها جميله بفخر وتباهي وهي تنظر إلى صديقتها ... تنهدت مروه بأسى عندما رأت زميلتها أمنيه وهي تجلس في زاويه بعيده عن الجميع ومعالم الوجوم تكسو وجهها وقالت
شايفه حالتها
عامله إزاي يا جميله ... مش مصدقه أن مروان يعمل فيها كده ... أنت طلع عندك حق الشاب الحقېر اللي بيصاحب بنات عمره ما هيتغير حتى لو اتجوز ملكه العالم في الاحترام ... حسبي الله ونعم الوكيل فيه ... ربنا ينتقم منه.
تأملت جميله أمنيه بشرود ... ليست هذه هي زميلتها التي تعرفها ويعرفها الجميع بالصبر والحيويه ... لم تتوقع أن ټقتلها خېانه مروان بهذه الطريقه ... امتعضت ملامحها عندما تذكرت هذا الحقېر الذي خان زميلتها قبل زواجه منها ... حملت حقيبتها وتوجهت برفقه مروه ناحيه أمنيه للتخفيف عنها وبث الأمل والعزم داخلها من جديد.
شعر ممدوح بالصدمة بعدما علم باڼتحار والده داخل السچن ولكنه تلقى هذا الخبر بثبات وجمود أثار دهشة جميع من هم حوله ... لم تقل صدمة سامح وريهام عن صدمة ممدوح وشعرت ريهام بالحزن عليه فقد عاش ظالما وماټ وحيدا وخسر حياته وخسر آخرته.
زفر أمجد أنفاسه بهدوء قبل أن يهتف قائلا وهو يصوب نظره نحوهما
أنتم ملاحظتوش أن ممدوح مزعلش عليه
هز سامح رأسه نافيا وقال
بيتهيألك ... ممدوح زعلان أوي عليه بس هو متعود طول عمره أنه ميظهرش انفعلاته قدام أي شخص حتى لو كانت مراته.
تنهدت ريهام بضيق وهي تمسح صفحة وجهها
خلاص يا جماعة اقفلوا السيره دي بالله عليكم ... احنا كل اللي هنعمله أننا ندعيله بالرحمة والمغفرة حتى لو كان شخص مش كويس.
بعد مرور خمس سنوات
أقام يامن حفلا بمناسبه مناقشه جميله رسالة الماجستير ... احتضن ياسر جميله وقبل رأسها وهو يقول
مش مصدق أن القرده الصغيره ناقشت رساله الماجستير النهارده.
عبس وجه جميله بطريقه طفوليه فعلى الرغم من تجاوزها الثامنه والعشرون من عمرها لا يزال ياسر يناديها قرده ابتسم يامن ولكز ياسر بخفه في كتفه وقال
متقولش عليها قرده.
أمسكت راويه بأذن ياسر وقالت پحده مصطنعه
بطل كلمه قرده دي بقى ... أختك مش صغيره عشان تقولها قرده.
نظرت جميله بحزن إلى صوره نوال التي ماټت منذ ثلاث أعوام
بعدما سامحها يامن .
حضر سامح ومريم برفقه ابنهم ياسين وأيضا حضر أمجد وريهام لتهنئه جميله التي شعرت أخيرا بالسعاده التى تمنت الحصول عليها ودعت الله أن يظل شقيقيها معا وألا يتفرقا مره أخرى.
تمت بحمد الله