صفوان القلب

موقع أيام نيوز

بنفسها يوما 
ربتت هلى وجنته بحنان وهى
تقول 
متقلقش ... انا بحبك وعايزاك ديما مبسوط ... وهعمل كل جهدى .... ماشى يا يوسف بيه .
ليضحك الصغير بصوت عالى وهو يقول 
بيه .... داده صفيه كمان بتقول لبابا بيه ... هو انت هتبقى خدامه هنا فى البيت علشان كده بتقوليلى يا بيه 
كادت ان تجيبه لتسمع ذلك الصوت من جديد سقول بأمر 
يوسف مليون مره قولتلك مفيش حاجه اسمها خدامه عندك .... لازم تحترم كل الناس 
رفعت رأسها تنظر اليه نظره خاطفه ولكنها لمست قلبه وروحه .... نظره كشهاب .
كان خلدون يتابع ما يحدث .... بعيون طفل اراد يوما من يحن عليه يقبله يضمه ... وايضا بقلب رجل قسى وتجلد بسب كل ما عاناه ولكن روحه مازالت تبحث عن ذلك الحضن الكبير .... يشفق عليها بشده ... وېخاف عليها ايضا .. بقلمى ساره مجدى ولكنه يعلم جيدا انها هنا فى بيت صديقه فى أمان .
اقترب من يوسف يحمله وهو ينظر لها باطمئنان وقال 
تعال نلعب انا وانت على بابا وسلمى ما يتكلموا شويه .
وخرج سريعا كانت مازالت على جلستها ليقول لها 
هتفضلى قاعده كده كتير .
لتنتبه على حالها وتقف سريعا ... منحنيه الرأس فى خجل وخوف 
ظل ينظر اليها ثم قال بهدوء 
تعالى ورايا 
وتحرك سريعا لتسير خلفه باقدام من هلام دلف الى غرفه المكتب وجلس خلف مكتبه واشار لها ان تجلس امامه ... جلست فى صمت تنتظر ان تستمع لما يريد قوله ولكنه ظل صامت لبعض الوقت يراقبها بعيون كالصقر .... لقد لامست به وتر حساس ... يشعر بالمسؤليه تجاهها وكأنها ابنته ... يشعر بقلبها المرتجف ويتمنى لو يستطيع ان يضمه ويربت عليه ويطمئنه .
نحح وهو يقول 
يوسف اغلى ما املك ... وعلشان كده انت هيبقا عليكى مسؤليه كبيره جدا ... يوسف محتاج ام ... تحب وتحن .. تعلم وتربى ... تلعب ودادى ... تعاقب وقت اللزوم ... لكن كمان بحنيه ... هتقدرى تعملى ده .
ابتسمت بحزن وهى
تقول بصوت ضعيف 
امى وابويا ماتوا وانا عندى عشر سنين .... فاكره ماما لما.. فاكره انى كنت بنفز العقاپ وانا فرحانه .... فاكره لما كانت بتقعد جمبى تحكيلى حكايه قبل النوم ... فاكره لما كنت برجع جرى من المدرسه علشان اترمى فى حضنها .فاكره كل نصيحه .. فاكره احساس الأمان بين ضلوعها الى كنت بستخبه فيه وقت خوفى .
صمتت لثوانى وهى تمسح دمعاتها المنسابه على وجنايها واكملت قائله 
انا فاهمه يوسف بيه مفتقد ايه ... وربنا يقدرنى اعوضه .
كان يتألم لالمها مع كل كلمه تقولها حتى قالت كلمه بيه ... اعتدل فى جلسته وهو يقول 
اسمه يوسف ... وانت صحيح بتشتغلى هنا فى البيت مربيه ليه .. لكن ده مش معناه ابدا انك تقوليله يا بيه .... مش هقولك اعتبريه ابنك لكن على الاقل اخوكى الصغير ... ولازم تخليه يحترم الكبير وانت اولهم مفهوم 
نظرت اليه نظره امتنان وهى تقول 
مفهوم .
وقف على قدميه ليقول 
مرتبك 5000 جنيه ... وطبعا انت مقيمه معانا هنا فى البيت ... ليكى اى طلبات تانيه 
كانت فارغه الفاه تنظر اليه پصدمه كاد ان يضحك عليها بسب تلك العيون المفتوحه على اتساعها وفمها ايضا ليقول وهو يوليها ظهره 
اقفلى بؤك ده بدل ما دبانه تدخل فيه ولا حاجه .
لتغلق فمها وهى تقول 
ده كتير او يا بيه 
صمت لثوانى ينظر اليها بتمعن جعلها تشعر بالارتياك بسب نظراته ليقول وهو يضع يده فى جيب بنطاله قائلا 
لا مش كتير ولا حاجه .... دلوقتى هخلى داده صفيه تطلعك الاوضه بتاعتك وهى للعلم جمب اوضه يوسف وفى ما بينهم باب داخلى كمان ... وتعرفك كل الحاجات الخاصه بيوسف . 
ضغط على ذر موجود اسفل المكتب 
لتحضر سيده فى عقدها الخامس مهندمه الملابس والشعر تقف باحترام وهى تقول 
تحت امرك يا صفوان بيه .
رفع صفوان حاجبيه بملل لقد سمع تلك البيه الذى
يكرهها اكثر من ثلاث مرات اليوم ولكنه قال بهدوء 
اعرفك يا داده ... الانسه سلمى مربيه يوسف الجديده 
نظرت اليها السيدة بهدوء وعلى وجهها ابتسامه هادئه وقالت 
اهلا بيكى يا بنتى .
اهلا بحضرتك 
جاوبتها سلمى بخجل 
ليقول صفوان 
عايزك تعرفيها على البيت ... وعلى اوضتها واوضه يوسف .
لتهز صفيه راسها بنعم واشارت لسملى بالخروج امامها 
خلال ساعه كامله كانت سلمى علمت كل شيء يخص يوسف ... وفى نفس ذلك الوقت كان صفوان يجلس مع ولده وخلدون فى الحديقه حتى حضرت الخادمه الاخرى فى المنزل واسمها عبير قائله
الفطار جاهز يا بيه .
دلفوا ثلاثتهم الى غرفه الطعام ليجدوا سلمى هناك ايضا تقف بجوار الكرسى الذى يجلس عليه
يوسف 
ركض اليها الصغير لتحمله يين ذراعيها بابتسامه حانيه وهى تقول 
يلا علشان تفطر 
هز رأسه بنعم
لتجلسه فى مكانه وامسكت بالصحن التى اعدته سابقا من اجله وبدأت فى اطعامه ليلاحظ الرجلان وقفتها فينظر خلدون لصفوان يننظر رده فعله 
الذى لم يتأخر بها وهو يقول 
واقفه ليه يا سلمى اقعدى علشان تعرفى تاكليه 
رغم تنفيزها لأمره الا ان ذلك لم يرضى خلدون الذى انحنى على صديقه قائلا
وهى مش هتفطر .
نظر له صفوان بهدوء وهو يقول 
اكيد هتفطر ... بعد ما تفطر يوسف . 
نظر له خلدون باندهاش ولكن صفوان لم يهتم ... واكمل تناول طعامه فى صمت .
كانت تداعب الصغير وهى تطعمه تقبله ... تداعب انفه بقليل من الكاتشب ... كان الرجلان يتابعاها بتركيز ... وعلى وجه صفوان ابتسامه اطمئنان ... وخلدون ابتسامه حنين وتمنى .
انتهى الصغير من طعامه وقد انهى صحنه بالكامل لتحمله سلمى وهى تغادر غرفه الطعام وصعدت الى غرفته غسلت له وجه ويديه واجلسته على سريره وابدلت له ملابسه ... وجلست بجانبه يلعبان 
انتهى الرجلان من طعامهم وشربا قهوتهم وجلسى فى الحديق وهى لم تنزل حتى الان .
نظر خلدون لصفوان وهو يرفع حاجبه ليضحك صفوان بصوت عالى وهو يقول 
مش هشكرك على فكره .. لانه ابنك زى ما هو ابنى . 
ليبتسم خلدون وهو يقول 
ربنا يكرمك يا صفوان .... انا ديما بحس انك اخويا حقيقى . 
لينظر له صفوان بابتسامه
هادئه دون كلام نظر خلدون فى اتجاه البيت وهو يقول 
هما ناموا ولا ايه 
لا بس تلاقى يوسف قاعد بيرسم 
لم يكمل الجمله ليجد يوسف يركض فى اتجاههم يمسك بيده الكره وهو يقول 
مين الى هيلعب معايا ... علشان سلمى مش بتعرف تلعب كوره .
ليقول صفوان باندهاش 
انت مش المفروض تكون بترسم دلوقتى 
قال الصغير وهو يضرب الكره ارضا 
سلمى قالتلى ... نلعب شويه رياضه .... وبعدين ارسم .
لينظر لسلمى باندهاش معجب يجدها تنظر ارضا ... وقف خلدون سريعا وهو يقول 
يلا يا بطل انا هلعب معاك ... بقالى كتير ..ملعبتش .. بس لازم تخاف منى انا معنديش ياما ارحمينى 
ليضحك الصغير بصوت عالى وهو يلقى الكره ارضا ويركض خلفها ويركض خلدون خلفه لتتحرك سلمى وتدلف الى الداخل بصمت .
وقف صفوان يلعب مع ابنه وصديقه وبعد الانتهاء ركض يوسف الى سلمى التى حملته بترحاب ادهش صفوان حيث انها لم تهتم انه مبلل بالعرق ... وثيابه مليئه بالاوساخ 
فى المساء تناول يوسف عشائه وخلد الى النوم بعد ان قصت عليه قصه صغيره
تم نسخ الرابط