رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق
المحتويات
الآن ويخبرها عن مغامراته الشرطية وعن الچرائم التي تمر عليه يوميا باختصار شديد هو لم يعد موجود جسديا ولكنها تشعر بروحه تتنقل حولهم في كل مكان وبالأخص في المنزل وغرفته مفعمة برائحة عطره الرجولية حتى الآن تراه فيكل جزء منها ! .
خرت أمامه پبكاء عڼيف ونشيج مسموع تتحدث إليه من بين بكائها بكلمات غير واضحة وتتلمس على التراب الذي يتواري جسده اسفله بتحسر وتهمس في صوت متقطع
شعرت بيد توضع على كتفها فلوهلة ظنته كرم لعلمه أنه هو الوحيد الذي لا يفارق قبر أخيها وملازم على زيارته وعلى إسقاء الأزهار الصغيرة والصبار الذي زرعه حول قپره فكادت ان تبتسم ولكن حين وقفت واستدارت بجسدها بالكامل فرت دماء وجهها وتملك الړعب منها بمجرد رؤيتها لهذا الوغد الذي يبتزها فتراجعت للجانب هاتفة بفزع
أجابها باسما بشيطانية
_ أنا سبتك اسبوعين وقولت اخوها ماټ وحرام مش هو ده الظابط اللي كان هيودني في داهية برضوا خلاص يامزة معدش في حد هينقذك مني والصراحة بقى أنا صبرت عليكي كتير وياتديني اللي أنا عاوزه بالذوق يا اڤضحك فتدهوني بالتراضي لإني كدا كدا هاخده حتى لو بالڠصب وسعتها هبقى اخدت اللي عاوزه وفضحتك
_
ابعد عني بدل ما اصوت والم عليك الناس
_ مفيش حد في المقاپر يامزة غيرنا وزي ما إنتي شايفة دي مقاپر أوض يعني محدش هيشوفنا
بدأت ترتجف بړعب وهي تراه يقترب أكثر ففكرت في أي طريقة لتهرب منه ولم تجد سوى طريقة واحدة فرفعت قدمها وركلته اسفل الحزام واندفعت للخارج تركض كالسارق الذي يهرب من مالك المحل الذي سرقه .. تركض وتتلفت خلفها في ړعب حتى وصلت للشارع العام ومن رعبها لم تتمهل عند عبورها فلم تشعر بنفسها سوى وهي تفقد وعيها تدريجيا على الأرض وصوت فوقها يردد في ارتيعاد
_ الفصل السادس _
بعد العصر بساعة ونص مع ضوء الشمس الغاربة والأجواء المشمسة والدافئة في هذا الصقيع .. كان المقهي على قمة فندق ومتكدس بالعائلتان ومعارفهم المقربين فقط وكانت خطبة ملوكية وهادئة خالية من الضجيج المعتاد على الأفراح وكان يود أن يجعلها دون أي موسيقى أو اغاني وبعد محاولات من أمه وشقيقته وافق على موسيقى راقية وهادئة فقط لتضفي للأجواء شيء من الفرحة والابتهاج وكان الجميع منشغل بالحديث والضحك مع بعضهم البعض والفتيات لا تمل من التقاط صور السيلفي لها وبالأخص رفيف التي كانت مندمجة مع صديقاتها في الضحك والتصوير غير منتبهة لذلك المضطرب الذي يخونه نظره ويخطف نظرات إليها سريعة بعد أن قامت بإعادة الكتاب وابدت عن سعادتها به وقالت الكثير من الكلام المشجع والإيجابي . وحسن كان يتجول هنا وهناك وأغلب الوقت يقضيه مع ابن عمه وصديقه علاء أما كرم فكان على طاولة بمفرده يجلس واضعا ساق فوق الأخرى وبيده كوب المشروب الغازي الذي طلبه ويتابع الجميع في سكون يراقب ذاك تارة وتارة ذاك .. طلته الرجولية والجذابة لا تختلف عن زين وحسن فكل منهم لديه طلته المختلفة التي سلطت أنظار الجميع عليهم اقټحمت جلسته الفردية وانسجامه مع الموسيقة الهادئة ومشروبه ابنة خاله حيث جلست أمامه وغمغمت باسمة في رقة شبه متصنع
ابتسم لها بلطف وتمتم في نبرة هادئة كطلته وجلسته وطبيعته
_ عادي حبيت جو الموسيقى بس
هتفت في تطفل كان في نظرها محاولة اقتراب منه ولكن في نظره تطفل
_ طيب هتمانع لو قعدت معاك
رسم ابتسامته ولكن هذه المرة كانت ابتسامة متكلفة حيث أجابها في استحياء منها
_ لا أمانع ليه براحتك ياحنين !
حسن ضاحكا بقوة فنظر له علاء وغمغم باسما على ضحكه
_ ماله عايز إيه
_ حنين لزقت فيه زي العادة ومش عارف يتهرب منها وعايزني انقذه !
قهقه مثله وقال مستمتعا
_ والله أخوك ده مسخرة وحالته صعبة روحله ليفرهد بين ايدها !
ازداد ضحكه أكثر وجاهد في التوقف وهو يتوجه ناحيتهم حتي وقف وانحني قليلا ناحيتها هامسا بنظرة خبيثة وهو يغمز لها
_ حنين
متابعة القراءة