مذاق العشق بقلم سارة المصري
المحتويات
من ضغطه على معصمها وهو يقول من بين أسنانه
عاوزك متنسش انك اصلا موجودة هنا عشانه عايزك متنسيش حقوق ابنك عليكى
بصعوبة افلتت معصمها وهتفت وهى تتحسسه فى الم عارفة كلامك ده وحافظاه كويس وسمعتهولى مېت مرة بس انت عاوز ابنك يتربى بطريقتك وعلى مزاجك وعلى تقاليد مجتمعك ودينك اللى معرفش عنهم حاجة
وانتى اصلا محاولتيش ده الولد بيحب المربية عنك اسمعى يا جينا ده اخر تحذير ليكى انتى كل طلباتك مجابة العربية احدث موديل وجبتهالك الشهر اللي فات ومن هنا ورايح انتى اللى هتوصلى وتجيبى ابنك من اى حته فاهمانى
رمقته طويلا وبدأت فى خلع ملابسها قبل ان تقول في برود
والتفتت اليه لحظة لتضيف
انا محتاجة فلوس
قطب جبينه في استنكار
فلوس تانى انتى بتعملى بيهم ايه بالظبط امال الفلوس اللى ادتهالك دى كلها الاسبوع اللى فات راحت فين
توقفت عما تفعله ووقفت فى مواجهته وهى تعقد ساعديها تجيبه ببساطة مستفزة
يوسف انت مش لسة حالا قايل ان وجودى هنا عشان ادم وبس خلاص انا كمان محتاجة المقابل قصاد حياتى مع راجل مبيحبنيش ولا بيقرب منى قصاد قعدتى فى بلد لا ليا فيها اهل ولا اصحاب قصاد وجودى جنب طفل سيادتك لحد دلوقتى شايف ان وجوده منى غلطة
ادم يحبها رغم كل شىء وهو حتى اللحظة الاخيرة لا يريد ان يكون سبببا فى حرمانه منها فلاذنب له ان حظه العاثر قد اوقعه فى اب انجبه من ام لاتصلح لذلك مطلقا فى لحظة طيش شاء حظه ان يأت من رحم اخر من تمنى ان تكون اما لاطفاله تنهد وهو يتذكر ايلينا يعلم انها ستكون اما رائعة
عقله لايصدق حتى الان ما اخبرته به مر ما يقرب من العام وهو يواصل البحث عنها دون جدوى فهل حكمت عليهما بالفراق للابد هل استطاعت ان تتوقف عن حبه بالفعل !!!
جلست ايلينا على حاسوبها تتابع فى تركيز شديد كل ما يخص المجموعة وما انجزته خلال العام الماضى
اما ملك فقامت بعمل توكيل رسمى لها بالادارة واجهت كل عقبات الدنيا فى البداية فكونها امرأة جعل الكثير من موظفى المجموعة ينحازون لاسامة واضعين العراقيل فى طريقها ولكنهم لم يعرفو بعد بتحديها ومثابرتها فقد نجحت فى اعادة التوازن الى كل شىء اجبرت الاغلبية على الاعتراف لها بالاحتراف التام وتخلى الكثير عن اسامة لينضمو اليها وبخبرتها التى استطاعت اكتسابها فى وقت ضئيل من عملها مع احمد عزام استطاعت زرع عيون لها فى المجموعة لتنقل لها كل الاخبار وتعرف انتماءات الجميع كما زرعت مثلها خارج المجموعة لتخبرها بكل ما يخطط له المنافسون اصبحت مخضرمة وتعلم جيدا ان الكثير ربما يسلك طرقا غير شرعيه لاسقاط مجموعة عزام وهى لن تسمح لهذا ان يحدث لن تنسى ابدا وقوف خالد الى جوارها واخلاقه واخلاصه فى العمل كم تمنت لو غيرت ملك رأيها فيه وتخلت عن عقدتها القديمة لتخرج من بوتقه الماضى التى حبست نفسها فى تجاربه دقات متواصلة على مكتبها رفعت لها رأسها وابتسمت وهى تخلع نظارتها الانيقة
ابتسمت ملك وهى تعقد ساعديها قائلة
ايه يا عم المهم ايه اللى واخدك مننا
ابتسمت ايلينا فى تعب
شغل المجموعة اديكى شايفة
صفقت ملك فى جذل
قده طبعا الكل كان فاكر ان المجموعة هتقع پوفاة بابا الله يرحمه مكنش حد هيتوقع انها هتبقا اقوى من الاول كمان
ردت ايلينا فى بساطة
متبالغيش
جلست ملك مردفة
والله يا ايلينا ما كنت عارفة من غيرك كنا هنعمل ايه لولاكى كان زمان اسامة واخالد استولو
قاطعتها ايلينا فى غيظ
انتى لسة بتحطى خالد وابوه فى نفس الكفة يا ملك حرام عليكى يا شيخة ارحمى الراجل بقا
اشاحت ملك بوجهها فنهضت ايلينا لتجلس على الكرسى المقابل لها مردفة فى حنان
ملك افتحى قلبك لخالد اديله مجرد فرصة مش هتخسرى حاجة
رفعت ملك عينيها الحزينتين الى ايلينا تشي لها بمخاوفها
فيه ايه خالد زيادة عن التانى عشا اغامر بقلبى معاه من جديد نفس الكلام النظرات الحب الوهم اللى فضلت عايشة فيه سنين وفى الاخر طلع كله كدب خدعة
امسكت ايلينا بكفيها وقالت في رقة
ملك انتى حاسة بحاجة ناحية خالد وبتحاولى تقاوميها
بتحاولى تقنعى نفسك انه وحش وتحاول تقنعيه انك رافضاه بس الحقيقة مش كدة
نهضت ملك فى حدة وهى تنزع كفيها من يدى ايلينا لتعود الى تجهمها
دى الحقيقة هوا وابوه طمعانين فى الثروة هوا عمره ما حبنى وانا عمرى ما حبيته
نهضت ايلينا وتمعنت بعينيها لحظات قبل ان تواجهها في حسم
يبقى بتكدبى على نفسك يا ملك
لم ترد ملك هذه المرة بل التقطت حقيبتها فى عڼف وهى تفر من امامها وقبل ان تلحق بها رن جرس هاتفها فالتقطته بسرعة وهى تقول
ايوة لو المناقصة رسيت على مجموعة البدرى تعتبرو نفسكو كلكو مرفودين افتكر كلامى واضح
واغلقت المكالمة وعينيها تلمع ببريق غريب مرددة فى خفوت
واخيرا هنتقابل تانى يا يوسف
الفصل الثلاثون
خرجت من مكتب صديقتها هاربة من حقيقة تخشى دوما مواجهتها
فارة من مشاعر تخشى ان تتمكن منها اكثر او ان تأخذ مساحة من خيالها أو أي أهمية
حاولت ان تتحسس چراحها القديمة لتحول بألمها بينها وبين أي حب جديد
عن اى حب تتحدث ايلينا
ألم ترى حب زوجها وحبيبها السابق لها
ألم ترى براعته الفائقة فى التمثيل لسبع سنوات متواصلة
كان حبها الأول وذكرياتها البريئة الحالمة التي تشوهت بعد ذلك بمطامعه البغيضة في ثروة أبيها فكيف لها ان تؤمن ان هناك اخر يحبها دون ان تشك ولو للحظة انه يقوم بنفس الدور فى مسرحية هزلية جديدة نهايتها معروفة لها
لا ليست بتلك البلاهة ابدا لتعيد الكرة من جديد
ليست بالسفاهة الكافية لتعطي القدر خدها الاخر ليعيد صفعها بقوة أكبر
خالد ماهو الا مجرد طامع فى ثروة ابيها الراحل
لص مخادع لا يكترث لمشاعرها ابدا وسيسحقها تحت قدميه بمجرد ان يصل الى هدفه
تقابلت معه فى احدى ردهات الشركة
تجمعت كل خواطرها في عينيها ليقرأها بكل سهولة فكيف لمن عشقها منذ نعومة أظافرها أن يجهل مفردات نظراتها ولغتها
لص مخادع كاذب
كلمات شتى تهين بها كرامته دون أن تنطق بها شفتاها
ذنب ارتكبه غيره ويحاسب هو عليه فالى متى سيظل فى تلك الخانة العقيمة !!!!
ذنب حبيبها السابق الذى افقدها الثقة فى اى مشاعر صادقة فهل من العدل ان يوصم هو بما اقترفه غيره
ذنب ابيه الطامع فى ثروة ابيها دوما وما بيده اذ ولد لأب جاحد طامع
لقد نفذ صبره حقا وهو لايرى لهذا العڈاب نهاية
ربما ان الاوان ليضع له اخر
اتخذ قراره بالفعل وفى نهاية اليوم كانت استقالته على مكتب ايلينا وبدون ابداء أسباب
امم يعنى ملخص الكلام ان لحد دلوقتى مفيش اى جديد
قالها يوسف وهو يتمعن فى فارس الذى كان يجلس اليه يطالعه فى هدوء جعل الشك يدب فى نفسه
هز الثاني رأسه
للاسف اه
تأمله يوسف للحظات وقال
فارس اوعى تكون
وصمت وهو يلوح بسبابته فالټفت له فارس فى بطء وابتسامة غريبة تلوح على ثغره
نعم قد توصل احد رجاله الى مكانها ولكنه لن يخبره به الان ابدا على يوسف البدرى ان يأخذ نصيبه من العقاپ على ما فعله معها أولا اجابه وهو يحاول المرواغة
لو حابب تستعين بحد غيرى ممكن ت
ولم يكمل جملته اذ تفاجىء بالباب يفتح ويظهر من خلفه رجل فى منتصف الثلاثين تقريبا طويل القامة عريض المنكبين بالغ الأناقة تحمل عيناه ابتسامة هادئة لم تخف خلفها مطلقا ما تحمله نظراته من صرامة وثقة بالغتين
ابتسم يوسف ونهض من خلف مكتبه هاتفا في جذل أيمن الالفى ذات نفسه فى مجموعتى
اتسعت ابتسامة الرجل وهو يقترب اكثر ليصافحه فى ود
اهلا بيوسف البدرى السكرتيرة اللى برة قالتلى انك مديها اوامر فى اى وقت اجى تدخلنى على طول
ربت يوسف على كتفه
هوا انت اى حد برضه يا ايمن
اطلق ايمن صفيرا عابثا وهو يرفع حاجبيه
بس خد بالك ياكبير احنا هنا النهاردة فى بيزنس ملوش علاقة بصداقتنا نهائى
ضړب يوسف كفيه ببعضهما وهو يهز رأسه
عمرك ما هتتغير ابدا يا بن الالفى تعالى اقعد
وحين كان يقترب كان فارس يهم بالذهاب
تنهد يوسف وهو يدرك ما غاب عنه للحظات ونبهته اليه علامات الحزن والارتباك التى وضحت على وجه فارس فى وضوح
ضيق ايمن عينيه وابتسم وهو يمد يده ليصافح فارس
ياااااه ع الصدف فارس مختار هنا طيب كويس بقا عشان اشهد عليك يوسف
ازدرد يوسف ريقه ترى ما يعنيه ايمن هل علم ب قاطع ايمن استرسال افكاره ليجيبه مردفا
بقا ينفع يا يوسف اكتر من مرة اطلب منه خدماته فى امن الشركة ويتهرب منى
تنحنح فارس ونطق اخيرا
اتهرب اتهرب ليه وازاى الفكرة بس ان كان فيه مسئوليات كتير وقتها ومكنش عندى رجالة كفاية
ابتسم ايمن وهو يعقد ساعديه كأنه يدير صفقة
كان اديك قولت بلسانك احنا فى دلوقتى بقا اعمل حساب حتى للمعرفة القديمة ايام انت وادهم ماكنتو اصحاب فى النادى ايام الجودو فاكر
ابتسم فارس بصعوبة لينهى الأمر مسرعا
ان شاء الله هحاول واكلمك فى اقرب فرصة
صافحه من جديد وذهب مسرعا كأنه يفر من شبح وبالفعل هو يفر من شبح الماضى بكل المه وقسوته فالذى يقف امامه قد اصبح زوجا لحبيبته
نعم حبيبته
لن ينفض تلك الصفة عنها ابدا فقد دمغها قلبه بخاتمه منذ سنوات
لم يعد هناك خلاص حتى بعد أن اختبر انانيتها وغرورها
متابعة القراءة