فارس

موقع أيام نيوز


اليهودى لما حس انه هيتكشف ساعتها تنزل الوحى على النبى عليه الصلاة والسلام بالآيه الكريمة اللى بتقول
إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما 105 واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما 106 ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما إلى قوله تعإلى ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما 111 ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا

الآية دى يا عم ابو يحيى كانت آيه تبرئة اليهودى كان ممكن الرسول عليه الصلاة والسلام يسكت ويقول خلاص بقى ماهو يهودى يعنى معقوله أطلع اليهودى شريف والمسلم حرامى لكن لاء الرسول عليه الصلاة والسلام أنتصر لليهودى وبرأه وأدان
المسلم اللى سرق فعلا هو ده الإسلام وهو ده شرع ربنا 
لم يصدق فارس نفسه وهو يدخل المدرج فى الكلية ليجد مهرة جالسة أمامه وسط زميلااتها تنظر له وتبتسم ابتسامة واسعة تعلق بصره بها فى دهشة وألقى محاضرته بسرعة وبمجرد أن انتهى أشار لها بعينيه أن تلحقه جمعت مهرة أشيائها وخرجت مسرعة فى فرحة غامرة أخذها للخارج وهو يقول بلهفة 
أحكيلى اللى حصل بقى وبالراحة كده
قالت بسعادة 
بابا رجع امبارح من عند الدكتور بلال وقال لمراته تمشى وترجع بيتها وراح جاب ماما ويحيى رجع البيت وقعد اتكلم معايا وهو مسكوف من اللى عمله وكان عاوز يتاسفلك بس محرج 
تنهد بقوة وهو يقول بفرحة 
بركاتك يا دكتور بلال
ضحكت مهرة وشرعت فى التوجه إلى المدرج مرة أخرى وهى تقول 
سيبنى بقى كفاية عليك كده
جذبها من يدها قائلا بابتسامة سعيدة 
لاء أحنا هنتغدى مع بعض بالمناسبة الحلوة دى
رفعت حاجبيها وقالت معترضة 
لاء طبعا مش موافقه أنت مبذر أوى على فكره
قال بحنان وهو ينظر فى عينيها محاولا التاثير عليها قائلا
طب لو قلتلك علشان خاطرى نفسى اقعد معاكى شوية
نجحت خطته فقالت على الفور وقد احمرت وجنتيها 
موافقة بس نقعد فى حته فيها بحر
عقد حاجبيه وهو يقول مداعبا 
دلوقتى بتتشرطى مش لسه كنت بتقولى لاء من شوية
عقدت ذراعيها أمام صدرها متبرمة وهى تقول بمرح طفولى 
خلاص مش عاوزه منك حاجة
يخرج من أحد المحلات الجانبية الصغيرة فى الشارع نظرت إليه مهرة وهى تقول بقلق 
ياترى حصل ايه
أخذها إلى بنايتهم ودفع بها برفق داخلها وهو يقول 
أطلعى انت لما اشوف أيه اللى بيحصل
توجه فارس إلى الحاج عبد الله صاحب محال البقالة ليسأله عن الأمر فقال له 
مش عارفين حصل ازاى ده يا دكتور فارس أحنا فجاة كده لقينا الڼار طالعة من المحل المقفول ده قعدنا نطفى فيه والناس كلها اتلمت تساعدنا وكانت هوجة فى الشارع بس الحمد لله لحقناها قبل ما تكبر
عقد فارس حاجبيه بدهشة وعاد أدراجه إلى بنايته وما إن ډخلها حتى وجد مهرة تتصل به وهى تهتف 
ألحقنى يا فارس 
لا يعلم كيف صعد تلك الدرجات إليها فى لمح البصر كان واقفا أمام شقتها المفتوحة ووجد والدته خارجة منها وعلى وجهها علامات الفزع وقالت له 
تعالى يا فارس شوف أوضة مهرة
توجه فارس على الفور إلى غرفة مهرة فوجدها تقف فى منتصفها تنظر إلى ملابسها المبعثرة فى كل مكان وعلى وجهها قد رسم الخۏف لوحة ظاهرة للعيان بمجرد النظر إليها نظرت إليه وهى تقول بفزع 
ألحقنى يا فارس
تقدم إليها فوجد فى يدها ورقة مدت يدها بها إليه وهى تقول 
لقيت الورقة دى على سريرى محطوطة هنا
وأشارت إلى كومة ملابس موضوعة بشكل معين ليست مبعثرة مثل بقية الملابس ولكن موضوعة فى مكان ظاهر على فراشها بعناية اتسعت عينيى فارس وأعاد النظر للورقة سريعا فوجد بها كلمات قليلة 
المرة دى أوضتها وهدومها المرة الجاية هى نفسها ومتلومش غير نفسك
أزاى ده حصل وأمتى
قالت والدتها وهى تضع يدها على صدرها مكان قلبها وهى تلهث من شدة الخۏف 
انا كنت تحت عند الست ام فارس وفجأة لقينا ناس بتزعق فى الشارع وبيقولوا حريقة طلعنا انا وهى ووقفنا فى البلكونة ولما لقيناك انت
ومهرة راجعين من بره سيبت الست ام فارس وطلعت شقتى ولقيت مهرة طالعة ورايا ولقينا باب الشقة مكسور وأول ما دخلت أوضتها لقيناها كده على
حالتها دى واتصلت بيك 
أخرج فارس هاتفه وأتصل على الضابط صديقه وقص عليه ما حدث فصمت الضابط لحظة بعد ما سمع ما سرده عليه فارس وقرأ عليه الرسالة فقال 
نصيحة مني أبعد عن حكاية الآثار دى خالص يا دكتور فارس
صاح فارس بانفعال 
يعنى انت شايف ان قضية الآثار دى ليها علاقة باللى حصل 
قال الضابط بثقة 
انا مش شايف انا متاكد شوف يا فارس قضية صاحبك خلصت وطلع براءة والحكاية خلصت والبلاغ اللى انت قدمته اتحفظ حتى من غير ما يحققوا فيه وقضية القټل كمان اتحفظت برضه من غير ما نوصل لحاجة فيها وكل الأدله أطمست مبقاش فيه دلوقتى غير عنادك واعتقد اللى حصل ده والټهديد ده خطوة ونصيحة مني تبعد وتقفل موضوع الاثار ده خالص
مسح فارس على رأسه پعنف وهو يهتف 
يعنى أيه يعنى فعلا دى عصابة بقى ومش عاوزين أى شوشرة حواليهم ودلوقتى بيهددونى بمراتى
أجابة الضابط بهدوء 
بالظبط كده واديك شفت نادر وباسم اتقتلوا
لمجرد انهم لفتوا الأنظار ليهم شوف انت بقى ممكن يحصلك أيه لو مشيت فى الموضوع ده اكتر من كده خدها نصيحه من واحد شغال فى مكان ماليان فساد بالشكل ده أقف لحد كده يا فارس لو حصلك حاجة انت ولا مراتك محدش هيسأل فيكوا وبرضه القضية هتتحفظ 
جمع فارس بلال وعمرو والضابط وقص عليهم ما حدث وما قاله الضابط صديقه فأعاد الضابط كلماته مرة أخرى أمامهم فأطرق بلال فى سكون ثم قال دون أن ينظر إليهم 
حضرة الظابط معاه حق يا فارس أديك شفت لما اتشدينا كلنا على المعټقل محدش حس بينا ولا حد سال علينا واللى خرجنا من هناك هما هما نفس الناس اللى احنا شاكين فيهم دلوقتى والخۏف دلوقتى مش علينا احنا الخۏف دلوقتى على الحريم اللى ممكن يتبهدلوا معانا لو كملنا
ضغط فارس قبضته فى راحته وهو يقول پغضب 
عارف لو هددونى پالقتل مكنش همنى حاجة المشكلة انهم بيهددونى بمراتى مراتى يا بلال
وضع عمرو وجهه بين راحتيه وهو يقول موبخا نفسه 
ياريتنى ما كنت رحت اشتغلت فى الشركة دى ياريتنى لما قدمت استقالتى صممت عليها ومشيت ولا كنت سافرت ولا اتهببت
هتف فارس بحنق 
لازم نلاقى حل مش معقول نسيبهم ينهبوا البلد كده واحنا خايفين على نفسنا لازم نوصل لأكبر مسؤل فى البلد
نهض الضابط صديقه من مكانه واقفا وهو يقول فى شرود 
أكبر مسؤل اللى انت عاوز توصله ده هو اللى خد أوامر من اللى أكبر منه أن محضر القټل يتقفل والحفر يفضل شغال فى وادى الريان مكان الفندق واهو نفذ الأوامر وقفل المحاضر واتحفظ عليها من غير تحقيق عارف لما جارك يتعدى عليك وتروح لابوه تشتكيله تلاقى ابوه هو اللى مسلطه أهو هو ده بالظبط 
وضع يده على كتفه وقال بأسى 
شيل أيدك من الموضوع يا فارس الفساد فى البلد دى من سنين كتير فوق الستين سنة ويمكن أكتر لدرجة ان الناس تعايشت معاه واتعودت عليه مينفعش تواجهه لوحدك أستنى شوية محدش عارف بكرة هيحصل أيه !
جلست بجواره حول المائدة وهى تقول بنعومة 
معلش يا فارس اشرحلى الحتة دى تانى مش فاهماها كويس الجنائى ده صعب أوى
مال عليها وهمس فى أذنها 
طب خشنى صوتك شوية انا كده مش هعرف اشرح حاجة خالص
ضحكت بصوت خفيض ثم قالت 
معلش استحملنى خلاص الامتحانات قربت تخلص
تافف وهو يغلق الكتاب بيده وقال 
ما انت لو حنيتى عليا بأطه هستحمل
ضحكت ثانية وامتزجت ضحكاتها بصوت والدته وهى تعود من المطبخ حاملة أكواب الشاى بيدها ووضعتها أمامهم وهى تنظر إليهما بمكر قائلة 
أيه الدرس اللى كله ضحك ده
أمسك يد والدته وأجلسها أمامهما وقال متبرما 
بصى بقى يا ست الكل أنا عاوز اتجوز ماليش دعوه اتصرفى مش انت امى ومسؤلة عنى أنا كده هنحرف
تبادلت النظرات مع مهرة وقالت بلامبالاة 
استنى بقى لما تخلص الكلية بتاعتها
هتف فارس على الفور 
نعم ! لالالا أنا يدوب هستحمل لحد امتحانات السنة دى ما تخلص 
ثم نظر إلى مهرة نظرة ذات معنى وقال 
وبعدها بقى محدش يلومنى 
قالت والدته على الفور 
طب اصبر لما نجيب لمهرة عفش جديد ولا هتدخل على القديم
ظهرت سحابة حزن فى عينيى مهرة وأمطرت حروف غيرتها الواضحة وهى تقول 
الحكاية مش حكاية عفش قديم الموضوع ده ميفرقش معايا أنا بس مش عاوزه أوضة النوم دى مش بتاعتى فى واحدة غيرى نامت عليها
ثم نظرت إليه نظرات عتاب ولوم فقال 
تانى يامهرة مش انا فهمتك الحكاية كلها قبل كده وبعدين يا ستى انا نفسى مش هوافق تدخلى على عفش قديم وهغيرهولك بالقسط
قالت والدته متسائلة 
أنت ليه يا فارس مرجعتلهاش عفشها مش ده فى القايمة بتاعتها
أخرج فارس ميدالية المفاتيح وقال 
كويس انى لسه معايا نسخة
من مفاتيح شقتها هروح بكره انقلها حاجتها فيها ده حقها
هتفت مهرة على الفور بضيق 
وانت بقى هتروح شقتها لوحدك لاء انا هاجى معاك
رفع كتفيه مقلدا لها وهو يقول مداعبا 
هو انا مش قلتلك أنها محكوم عليها بسبع سنين خاېفة من أيه بقى هتطلعلى من الصورة تاكلنى يعنى
أستندت برأسها على راحتها وقالت بعناد
برضة هاجى معاك
أنهت مهرة أختباراتها وبدأت فى أتمام أمر الأثاث الجديد أخذته إلى معرض الأثاث الخاص بوالد صديقتها وانتقيا غرفة نوم جديدة وغرفة أخرى للأستقبال ولقد كانت مهرة فى غاية السعادة والفرحة وهى تتعلق بيده وهما يتنقلان بين الغرف المعروضة أشارت له على غرفة صغيرة الفراش وقالت 
مش ملاحظ ان الأوضة دى الكومدينو فيها أكبر من السرير
مال على أذنها وقال 
هو فين السرير اصلا
كتمت ضحكتها وأكملا رحلتهما فى البحث عن أسعار مناسبة وقسط مناسب لحالتهما المادية فى ذلك الوقت وتم تحديد ميعاد الزواج بعد أيام من أتمام تجهيز شقة الزوجية 
حزمت عزة حقيبتها وهى تقول 
خلاص يا عمرو كل حاجة جاهزة
دلف إلى الغرفة وقال وهو ينظر للحقائب 
ده أحنا هنشوف پهدلة يابنتى
قالت باعتراض 
ليه بس ده انا بحب اسكندرية أوى وكان نفسى أعيش
فيها من زمان كويس انك لقيت شغل هناك
بدل ملابسه وهو يقول 
آه طبعا مصائب قوم عند قوم فوائد
لفت ذراعيها حول ساعده وهى تقول بابتسامة واسعة 
على الأقل هنقضى شهر عسل جديد مع مهرة وفارس وكمان بلال وعبير هيسافروا معانا أسبوع
وضع يده على بطنها وهو يقول بمرح 
شهر عسل أيه بقى ما خلاص أدبست واللى كان كان
دفعته وهى تقول بتبرم
أمشى كده هو
انت كنت تطول ابقى ام عيالك
دفعها من كتفها برفق وهو يقول 
أمشى كده وانا متجوزك شفقة ورحمة اصلا
كالعادة كانت زفة بسيطة جميلة أحاطت النساء مهرة
 

تم نسخ الرابط