براثن اليزيد بقلم ندى حسن

موقع أيام نيوز

برجفتها ليبتسم بهدوء..
جلس أمامها واعتدل في جلسته ليواجهها أخذ نفس عميق ثم أخرجه مرة أخرى نظر إليها بهدوء والحنان يفيض من عينيه لا تدري كيف! ثم تحدث بهمس
ممكن متعيطيش كده تاني.. مبحبش أشوفك كده
اعترتها الصدمة من حديثه الغير متوقع! هل هذا هو يزيد الراجحي الذي كان يلقي أي حديث حتى وإن لم يكن يعرف معناه مؤكد استمعت إليه خطأ هو ليس بهذه الرقة..
استمعت إليه يكمل باقي حديثه بعدما تنحنح وقال بجدية هذه المرة
أنا عارف أن أمي ضايقتك أنا آسف بالنيابة عنها.. بس هي ست كبيرة وده طبعها هي كده دايما.. أنا اتكلمت معاها ومش هضايقك تاني
تحدثت هذه المرة ولم تصمت ستتحدث من الآن وصاعدا يكفي ما مر ولم تجني منه شيء غير الحزن والقهر قالت له بصوت ضعيف من كثرة البكاء
لأ هي مش كده.. هي معايا أنا بس كده مع إيمان كويسه وزي الفل أنا بس اللي كده أنا من يوم ما جيت هنا ومعترضتش على أي حاجة هي عايزاها بس هي بتتعمد تعمل كده والله
نكس رأسه بحزن هو يعلم أن حديثها صحيح والدته تتعمد أن تفعل ما يزعجها رفع وجهه إليها مرة أخرى ينظر إلى عينيها التي تحمل خيوط حمراء مع لونها ثم تحدث بجدية قائلا
خلاص يا مروة أنا اتكلمت معاها وهي مش هتعملك حاجه تاني.. ولو عملت أنا هتصرف المهم أنا مش عايز أشوفك كده تاني ماشي
نظرت إليه باستغراب شديد كيف ستسير حياته معها لم يضع مخطط إلى الآن كيف ستكون زوجته وبينهم حيلة كيف سيحدث وهو لا ينام بسبب ما يقوله إليه ضميره إنه معذب بسببها بسبب عائلته حتى لا يدري كيفية التفكير بشكل صحيح إنه يأتي من هنا إلى هناك وبدون فائدة ماذا لو كانت الملاك الخاص به وحدة الملاك الذي رآه في وسط الحقول الخضراء ومن ثم تقدم لخطبتها والزواج منها! ألم يكن أسهل من كل ذلك..
منذ يوم الزفاف وهو يتحدث معها كما الغربيون عن بعضهم ربما الصمت هو المسيطر بينهم منذ ذلك اليوم وقد علم ما فعلته والدته بمساعدة إيمان هو لم يكن يدري أنها ستفعل ذلك ولكنه أيضا عاتبها وبشدة جعلها تشعر بما فعلته ولكن والدته كما هي وربما تسوء أكتر..
يعلم أن زوجته ليس لها يد بكل ما حدث في الماضي أو حتى الحاضر ولكن قد وقع الإختيار عليها لتكن هي الضحېة بينهم قد عزم أمره من البداية على جلب حق الجميع ولو على نهايته ولكن هي! هي تستحوذ على تفكيره ببراءة وطيبة لم يراها قد تستغيذ به في أوقات حاجتها وكأنها تتناسى حديثها معه عن أن حياتها ډمرت بسببه لا يعلم هل هي عفوية للغاية أم مثله تفكر وتفكر وتفكر به كما يفعل..
نظر إلى السماء الذي يحتل مظهرها الغروب وضع يد في جيب بنطاله والأخرى على فمه ممسكا بها سېجارة مشټعلة يدخنها ومن ثم فكر مرة أخرى وهو يحاول ترتيب أفكاره هذه المرة ليتوصل إلى شيء كان يريده من أول لقاء بينهم لم يريد غير ذلك وقد ألقاه عليه صوت أن تحدث نصر بجدية بعد أن رفع وجهه مقابلا لأخيه
عايزين نروح لمروة بإذن الله علشان أسافر أنا وميار
تحدث أخيه بجدية هو الآخر

مجيبا إياه وهو يترك الملعقة على طاولة الطعام
ما تخليكم هنا بقى يا نصر هتروحوا هناك لمين
أجابته ميار بابتسامة مصتنعه وهي تنظر إليه بهدوء
لأ معلش يا عمي إحنا حياتنا هناك والصيدلية بتاعتي بردو
تنفس بعمق ثم أجابهم بهدوء
طيب زي ما تحبوا نبقى نروح نطمن على مروة بكرة في بيت الراجحي
استمع إلى تلك الكلمات التي هبطت على مسامعه ك القنابل المتفجرة تذكر ابن الراجحي فور نطق والده لاسم العائلة تلك هو لا يبغض بحياته غيرهم ولما لا فقد دمروا سعادته وسعادة حبيبته التي من المفترض أن تكن له هو وحده سلبوا منه حب حياته في لحظة واحدة ليبقى مشتت هكذا تأكله النيران من الداخل لمجرد التذكر..
ألقى الملعقة بعصبية ثم دفع المقعد من خلفه ووقف ليذهب إلى خارج المنزل منفعل بشدة وقد علم الجميع ما يمر به نكس والده رأسه بحزن عليه بينما وقفت ميار سريعا وخرجت خلفه..
ذهبت خلفه تناديه إلى أن وقف بجنينة المنزل الكبيرة يوليها ظهره وقفت هي خلفه أخذت نفس عميق ثم أخرجته وتحدثت بهدوء مصتنع قائلة
قمت كده ليه
وضع يديه بجيب بنطاله وزفر بضيق شديد يحتل كل خلايا جسده وهتف بضيق قائلا
عايز اشم هوا نضيف
ابتسمت بسخرية جلية ثم جذبته من ذراع يده الأيمن ليستدير إليها ويكن في مقابلتها وضعت يدها أمام صدرها وتحدثت بحزم وجدية وهي تعلم ما الذي يمر به ويجعلها تحزن لحظها العثر أيضا
لأ أنت قمت علشان اضايقت لما جت سيرة مروة وعيلة الراجحي صح أكيد صح
تغيرت ملامح وجهه من الضيق إلى الڠضب فقد كان في قمة غضبه وهو لم يفعل شيء لها لم يوقفهم لم يدافع عنها ولم يستطيع فعل شيء الڠضب بداخله من نفسه ومن الجميع..
تريثت ميار ثم عادت الحديث مرة أخرى بجدية شديدة حتى يفهم ما الذي يحدث من حوله
تامر..! مروة خلاص اتجوزت خلاص بح مفيش مروة هنا أرجوك أبعد عنها وانساها ومتعملهاش مشاكل كفاية اللي هي فيه أرجوك
ابتسم بسخرية بعدما استمع لحديثها هي تظن أنه ېؤذيها! غبية هذه الفتاة تحدث بهدوء وابتسامة تزين ثغره
أنا أقدر أؤذي مروة أنت عارفه أنت بتقولي ايه ده طبعا مستحيل إني أعمله... هو خلاص زي ما قولتي ربنا يسعدها في حياتها
ابتسمت إليه ب ائتمان وقد صدقت حديثه وهناك آمل طفيف داخلها كي يشعر هو بمن حوله استدارت وعادت إلى الداخل مرة أخرى بينما تركته هو يقف مبتسم على تلك الساذجة التي صدقته على الفور إلى الآن لم يستطيع أحد أن يعلم ما فعله لم يستطيعوا أن يجدوا صاحب الرقم الغير مسجل ومن غيره فقد كان دهائه هو الذي جعله يفعل ذلك..
وقف شاردا يتذكر ذلك اليوم الذي كانت حړقة قلبه تكاد تقتله فيه عندما أخذها يزيد ليأتي بفستان زفاف لها قد وجدها الفرصة المناسبة لتنفيذ خطته التي لم تنجح بنظره فقد كان في وقت سابق ابتاع خط غير مسجل حتى لا يعلم أحد إلى من هو وقد سجل رقم الخط على هاتف مروة بإسم حبيبي وهي لم تلحظ ذلك ففي وقتها تحجج بأنه يريد رؤية شيء في إعدادات هاتفها وقد فعلها ومن ثم ذهب من عينيها لتبقى هكذا ذهبت إلى شاشة التلفاز وجلست أمامها حاولت أن تركز بما يعرض أمامها ولكن دون جدوى عقلها يذهب إلى ذلك الشخص الذي لم يأتي إلى الآن..
وقفت على قدميها فجأة ونظرت إلى ملابسها المكونة من بنطال بيتي لونه أسود يعلوه قميص من نفس اللون وبه بعض النقاط باللون الأبيض توجهت إلى دولاب الملابس وفتحت دلفتها لتأخذ وشاح كبير من اللون الأخضر كما لون عينيها الآن..
لفت الوشاح حول كتفيها فقد كان الجو بارد قليلا خرجت من الغرفة بهدوء وهبطت الدرج بحذر حتى لا تصادف أحد من الذين تبغضهم في ذلك المنزل إلى أن خرجت حيث الحديقة الكبيرة أخذت تسير بها وهي واضعة يدها أمام صدرها ربما يساعدها هذا الهدوء في التفكير بحياتها!..
إذا لتفكر..
ولكن قد استمعت إلى صوت يأتي من بعيد نسبيا ذهبت على حذر إلى مكان الصوت وهي تفكر ربما أن يكون يزيد سارت بحذر إلى هناك ولم ترى أحدا حاولت أن تبحث بعينيها ولكن لم يكن هناك أحد حقا استدارت لتعود مرة أخرى ولكن خرجت منها صړخة مدوية قد يكون استمع إليها كل من في المنزل ولكن وضع يزيد

يده سريعا على فمها ساحبا إياها من الخلف لتستند بظهرها على صدره..
تحدث في أذنها بخفوت وهو يضع يده على فمها مانعا إياها من الصړاخ
اهدي مفيش حاجه تخوف ده ليل
كان جسدها بأكمله يرتجف من هول المظهر الذي رأته فقد استدارت لتعود مرة أخرى ولكن قد رأت كائن أسود اللون لا ليس بأسود أنه حالك السواد قاتم بشدة وقد اخافها بل كانت مذعورة منه جسدها يرتجف بسبب الصدمة التي تعرضت إليها..
تحدث يزيد مرة أخرى بعد أن أخفض يده عن فمها وجعلها تستدير إليه ليواجهها قائلا بابتسامة تعتلي شفتيه
أنت جبانه أوي كده ده ليل حصاني خاېفه من ايه
نظرت إلى ابتسامته التي لا تعلم من أين أتت لتتحدث بخفوت وهي تقترب منه عندما وجدت أن الحصان يقترب منها
أنا... أنا بس اټخضيت مكنتش متوقعة ألاقي حاجه في وشي كده وبعدين ده شكله يخوف أوي
لاحظ اقترابها منه بسبب تقدم ليل أمسك كف يدها بين يديه وسار ناحيته وهو يقول بهدوء
لأ متقوليش كده.. ليل مش پيخوف حد هو بس ممكن علشان أنت أول مرة تشوفيهوأخر مرة إن شاء الله
استمعت إلى ضحكاته التي شقت سكون الليل يا له من مظهر رائع أنه يحمل وسامة لم تراها من قبل هو لماذا لا يضحك هكذا دوما إن ضحكته تداوي چروح ابتسم إليها بمكر ونظرة لعوب ثم تحدث قائلا
وأخر مرة ليه مش يمكن تحبيه بعد ما تجربي.. تعالى أعرفك عليه
حاولت سحب يدها منه معارضه حديثه بشدة ثم قالت بصوت غير مفهوم وكلمات غير مترابطة
لأ.. لأ بص.. يزيد أصل.. أنا لأ مش هعرف مش بتاعة خيول أنا.. أصل بص بس هقولك استنى
وقف ينظر إليها محاولا حجب تلك الضحكات التي يريد أن يترك صراحها ل تدوي في أرجاء المكان فقد كان مظهرها هذا محبب إلى قلبه بالإضافة إلى حركاتها وتلك الكلمات التي لم تستطيع إخراجها جعله يريد الضحك بشدة..
أخذت نفس عميق ثم نظرت إليه بخجل وإلى يدها الذي مازالت بين يده رفعت نظرها إلى عينيه ذات اللون الزيتوني لتقول بخفوت
أنا عمري ما ركبت خيل ومش بعرف أتصرف في المواقف دي وأنا أصلا مش عايزه أروح عنده ده شكله يخوف أوي
اقترب منها إلى حد كبير ومازالت يدها بين يده رفع كف يده الآخر إلى وجنتها ليمرره عليها بحنان بالغ ومن ثم تحدث بخفوت وعينيه تمرر نظراتها على شفتيها وملامح وجهها بأكمله لتستقر على عينيها ذات اللون الأخضر تحدث بخفوت وصوت أجش
أنا معاكي هنول الشرف وأكون أول واحد تركبي معاه الخيل وهعلمك إزاي تتصرفي في المواقف دي
هل هو قال ما استمعت إليه منذ لحظات أم أنها تتخيل فقط أنه تغزل بها حقا لقد قال كلمات بسيطة ولكن أثرها دائم عليها أحمرت وجنتيها بشدة لقد خجلت أكثر من السابق
استكمل حديثه قائلا بهدوء
تم نسخ الرابط