رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة

موقع أيام نيوز


كدب عليك يوم ما خلاك تحب سدرة وما تشوفش حقيقتها الحقېرة 
نفض هارون ذلك الوسواس القهري اللذي يلازمه دائما عن رأسه ونظر لحمدي 
قدرت توصل لمعلومات أكيدة نوقعه بيها 
هز حمدي رأسه بنفي 
لأ نوقعه فعلا لسه لأن كل المعلومات اللي عندك دي مجرد شائعات الناس بترددها لكن مستندات حقيقة نقدر نثبت بيها فساده فعلا أن شاء الله بحاول مع حد وأن صدق هيكون في معانا الورق اللي يودي زاهر المهدي في داهية قريب قوي 

تحفزت تقاسيم هارون وهو يضم قبضة يده على الذاكرة المدمجة 
هو اللي قرر يلعب معايا لعبه القذر واللي يلعب مع السبع يستحمل عضه 
هز حمدي رأسه بأسف 
جنت على نفسها براقش بس قولي عملت أيه المهندس أيهاب عرف أنك كشفته 
أبتسم هارون بخبث 
لأ لسه مدعي الفضيلة وفاكر نفسه الرجل الخارق اللي محدش يقدر يمسك عليه غلطة وماشي ينفذ كلام زاهر بالحرف مسكين ميعرفش أني كشفته من بدري والفضل لربنا وللمعلم عبده مقاول العمال لما قابلك في الموقع ونبهك لتلاعبه في مون الأساسات على غير العادة فاكر أنه هو الوحيد بس اللي فاهم 
زفرة حمدي پغضب متذكرا ما حدث 
انا لما المعلم عبده قابلني وحكالي على اللي لاحظه مكنتش مصدق أن واحد زي الباشمهندس أيهاب الراجل الملتزم الخلوق اللي شغال معانا بقاله اكتر من عشر سنين ملتزم وطول عمره مغلطش في شغله غلطة واحدة يطلع منه التصرف دا والله انا حزنت على اللي وصل نفسه ليه 
ضړب هارون سطح مكتبه پغضب ونهض متوجها لنافذته الزجاجية ينظر عبرها للحركة الدائرة في الخارج وبنبرة يملؤها الحدة خرج صوته هادرا 
لا متحزنش عليه إذا كان هو مخفش من ربنا وعمل كدا دا ميستهلش غير أنه يتحرق حي على مۏت ضميره انا لولا خاېف أن زاهر يدور على حد غيره ويوقعه زي ما وقع إيهاب من غير ما أعرف انا كان زماني كشفته ووديته في داهية بس هصبر لغاية ما أوقعه هو وزاهر مع بعض أن شاء الله 
وقف حمدي وتوجه ناحيته 
خلاص يا هارون مضايقش نفسك واهدى وتعالى نقعد نشوف مع بعض خطواتنا الجاية هتكون أيه ونخطط ليها صح عشان منسبش ورانا ثغرة يقدر حد منهم يفلت بيها من العقاپ اللي يستحقه 
زفر هارون بضيق لكنه تمالك نفسه قليلا ولف رأسه ينظر له متحدثا بثقة 
مفيش حد يقدر يفلت من عقاپ هارون البنا يا حمدي كله هياخد حسابه واكتر من اللي يستحقه كمان ومتقلقش انا مخطط لكل حاجة تخطيط مظبوط انا بس كنت مستني لغاية ما تجيب ليه معلومة مؤكدة عنه 
ابتسم حمدي وربت على كتفه بفخر 
كنت عارف أن أبن خالتي مش ساهل وأن شاء الله تقدر تجبهم ودوسهم تحت رجلك زي الصراصير
أومأ له هارون وعلى وجهه ابتسامة ثقة 
أن شاء الله دا شىء أكيد وفي أقرب وقت كمان 
وقف ماجد أمام سدرة مدعيا التوتر والأرتباك بنظراته الخائڤة ويداه المرتعشة وجسده الذي بدا عليه قلق صاحبه فعقدت سدرة جبينها بحيرة وسألته حتى تعلم ما حدث أوصله لتلك الحالة 
مالك يا ماجد في أيه! 
حاسة أن فيه حاجة مش كويسة حصلت ياريت تتكلم وتقولي في أيه بدل ما أنت بقالك أكتر من نص ساعة واقف مش مجمع كلمتين على بعض 
أدعى ماجد الحزن وعلت وتيرة أنفاسه 
أ ااااااا انا ااااااا انا مم 
أقتربت منه سدرة ومسحت على ذراعه برفق 
ممكن تهدى وتيجي تقعد وتشرب الليمون اللي خالتي عملته لينا عشان تقدر تحكي ليا فيه أيه مخليك كدا 
استمع ماجد لها وجلس على أريكة الصالون ونظر أمامه بصمت فأقتربت سدرة منه وجلست بجواره وأمسكت بكوب العصير وأعطته له 
خد أشرب شوية وروق دمك 
أخذه ماجد بيد مرتعشة فسقطت بعض القطرات على يده وبنطاله تبلله وتبلل الأرض من تحته أيضا فأسرعت سدرة تمسك الكوب من يده وتضعه على
الطاولة مرة أخرى 
حاسب يا حبيبي الليمون هيقع على هدومك 
ثم أخذت محرمة ورقية من على الطاولة أمامها وأمسكت بيده تمسح عنها العصير ورفعت نظراتها له 
انا عمري ما شوفتك كدا مالك في أيه انا أبتديت أقلق بجد 
هز ماجد رأسه بأسف وضيق وهو ينظر لأسفل 
مش عارف أقولك أيه يا حبيبتي بس ڠصب عني والله 
أرتفع وجيب قلبها بقلق وخوف 
في أيه يا ماجد 
ضم ماجد شفتيه ورفع رأسه ينظر لها 
انا أتنصب عليا الراجل اللي كنت دافع له مقدم الشقة في البرج السكني طلع نصاب وخد فلوس الناس وهرب بيها 
وقفت سدرة تلطم على صدرها بفزع 
ينهار أسود ومنيل أنت بتقول أيه أيه يا ماجد 
ثم تداركت نفسها واسرعت تخفض صوتها حتى لا يسمعها خالتها وزوجها في الخارج وأقتربت منه تسأله بنبرة خاڤتة 
أنت بتقول أيه وأزاي دا حصل 
دمعت عيني ماجد بزيف وهز رأسه والحزن يلون صوته 
منه لله مطلعش صاحب البرج طلع واحد سمسار شغال نصاب وحرامي وصاحب البرج الحقيقي ميعرفوش ولا يعرف عنه حاجة اصلا 
أحتد صوت سدرة قليلا وسألته بصوت منخفض 
أزاي ميعرفوش وكان فين وسايب النصاب دا طالع داخل في البرج
بتاعه يفرج ناس
 

تم نسخ الرابط