رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة

موقع أيام نيوز


بيها كذكرى منه مش أكتر وقررت أني أديها ليونس هى والحلق بتاع ماما يروح يبعهم ويعالج بنته بتمنهم كنت خاېفة أقوله كدا يفتكرني بعمل كدا عشان يهربني في المقابل فطلبت منه أروح الحمام وافق وفك إيديا ووقف بره على بابه وانا لما خرجت مسكت إيده وحطيت فيهم الدبلة والحلق فبصلي وأستغرب فانا قولت له 
وشردت سدرة تتذكر حديثها معه 

انا سمعت كلامك مع مراتك لأن صوتك كان عالي وانا مكنتش نايمة 
فأومئ لها يونس وأمسك يدها يضع فيها حاجتها 
ومين قالك اني هقبل منك مساعدة أتفضلي حاجتك 
لمعت عين سدرة بعبرات سرعان ما فاضت من عينيها پألم 
دول مش مني أقسم بالله دول مش بتوعي صاحبت الحلق دا تبقى ماما الله يرحمها وصاحب الدبلة جوزي الله يرحمه وانا لما قررت أديهم ليك مساعدة فا مش عشاني دا عشان ثوابهم يروح ليهم ويبقى في ميزان حسناتهم أظن دي أقل حاجة أعملها عشانهم صدقني انا مش عايزة منك حاجة مقابل ليهم اسمع كلام مراتك ومتعلجش بنتك بفلوس حرام خد دول فلوسهم حلال عالج منهم بنتك عشان ربنا يشفيهالك ومتبتلاش فيها وخلي بالك الدبلة دي ألماظ يعني هتجيب ليك مبلغ كبير يكفي عملية بنتك ويلا تعالى قيدني تاني وروح بسرعة فرح مراتك 
لم يستطيع يونس تحمل المزيد منها وأنهار على ركبتيه يبكي وهو يلحف وجهه بيديه بكت سدرة هى الأخرى فما أصعب من قهر وعجز الرجل فأقتربت منه تربت على كفه برفق 
معلش انا حاسة بيك بس حاول تتمالك نفسك وتمشي بسرعة قبل ما زاهر ورجالته يرجعوا 
أنزل يونس يديه عن وجهه ونظر له وعيناه تشعان ڠضبا وأمسك يدها بقوة وصړخ فيها 
ليه بتساعديني وعايزة تنقذي بنتي ليه لدرجادي أنت طيبة ولا أنت ملاك نازل من السما يساعدني 
أنتحبت سدرة بقوة وهى تهز رأسها بنفي 
لأ انا مش ملاك ولا طيبة زي ما أنت فاكر مش يمكن بعمل كدا عشان أكفر عن ذنب كبير عملته وندمت عليه 
هز يونس رأسه بحيرة وكأنه لم يسمعها 
ليه في الوقت اللي المفروض أقتلك فيه بتساعديني في أنقاذ بنتي من المۏت 
أنقبض قلب سدرة پخوف لكنها أسلمت أمرها لله وأبتسمت له تطمئنه 
مش يمكن ربنا عايز كدا عشان أروح له نضيفة وهو غافر ليا ذنبي متأنبش نفسك بسببي اللي ربنا كاتبة ليا هشوفه المهم تلحق تروح تنقذ بنتك قبل زاهر ما يرجع 
صمت يونس قليلا وهو ينظر لها بقوة ثم نهض من ركوعه وأمسك يدها وأمرها 
أقلعي بلوزتك دي بسرعة 
أتسعت عين سدرة پخوف ورجعت للخلف تحتضن جسدها بړعب 
أنت بتقول أيه
ظل يونس يتلفت حوله حتى وجد غايته فأسرع يمسك به ويلقيه لها 
أمسك بسرعة مفيش وقت انا هدور وشي وأنت ألبسي الجلابية القديمة دي وهاتي بلوزتك بسرعة مفيش وقت 
تعجبت سدرة مما يطلبه منها ولكنها نفذته بكل طواعية 
تنبهت سدرة لسؤال خالتها 
وهو كان عايز بلوزتك ليه يا سدرة 
جلست سدرة ومسحت عبراتها
ونظرت لميسرة 
خدها وحطها على مليكان قديم كان في المخزن وضړب عليه رصاصة عند القلب وبعد كدا چرح رجله وغرقه ډم عشان يكون دليل يوريه لزاهر ويقوله أنه قتلني وانا بهرب وبعد كدا خدني بعربية ووصلني لأول الطريق وركبني عربية وطلب من صاحبها يوصلني اسكندرية وبس دا اللي حصل معايا ولعلمك يا ماما كان رافض ياخد الدبلة والحلق وفضلت أحلفه ببنته لغاية ما خدهم ومن بعد الليلة دي معرفتش عنه حاجة ولا حتى عن بنته بس كنت بدعي ليهم ديما أن ربنا يشفيها ويخليها ليهم لأنها جت ليهم بعد عشر سنين من العلاج والعمليات واللف على الدكاترة 
ضمت ميسرة سدرة لها وهى تزفر براحة 
ياه سدرة ياه يا حبيبتي شوفتي أن الدنيا فعلا متستهلش ولما زهدتي فيها جاتلك راكعة الحمدلله أن ربنا ألهمك أنك تعملي كدا ويكون سبب في أنقاذك من المۏت 
لم تكن ميسرة وسدرة يعلمان أن هارون وحسان كان يقفان خلف الباب ويستمعان لكل حرف قالته سدرة فقد رجع هارون مرة أخرى لكي يعطي ميسرة وحسان بعض الملفات التي نسيها في سيارته لمراجعتها والتوقيع عليها ويخبرهما بضرورة ذهابهما غدا لدار الأيتام فهناك عدة أمور عالقة تخص أدارة الدار وعليهما حلها خاصة أن خالته زهرة مازالت في الإسكندرية وهو يجهل وحده كيف يحلها وعندما توجه حسان لطرق الباب لكي ينادي ميسرة توقفت يداه وهو يستمع لصوت سدرة الذي يغلب عليه البكاء وهى تتحدث وعندما رأه هارون يقف هكذا أقترب منه وأستمعا سويا لكل ما قالته سدرة فأشار هارون لحسان وأمسك يده وأبتعد عن باب الغرفة 
عم حسان ياريت سدرة متعرفش أني سمعت حاجة من اللي قالته 
عقص حسان حاجبيه متسائلا 
ليه يا هارون وفيها أيه لما تعرف 
زفر هارون بقوة وهو يشير له بكفه 
انا هقول ليها بس مش دلوقتي وياريت كمان طنط ميسرة متعرفش لغاية ما أقولها كمان 
أومئ حسان له 
خلاص يا أبني زي ما تحب مش هعرفهم 
أبتسم هارون له ثم أستأذنه 
ربنا يبارك فيك يا عم
 

تم نسخ الرابط