رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة

موقع أيام نيوز


في حالي 
تعمقت عيني هارون في بندقيتيها وأرسلت نظرات غاوية تنشر الفوضى في داخلها 
مش هينفع لأن حالك هو حالي يا زوجتي العزيزة 
كادت سدرة أن تسلم لتلك النظرات الحانية لكنها أحكمت الوثاق حول قلبها الأرعن الذي مازال ينبض لأجله ولم تجب عليه وأرجعت رأسها تنظر للطريق مرة أخرى فأمسك هارون كفها الموضوع في حجرها فأرتعشت فور لمسته لها وحاولت نزعها منه لكنه لم يتركها وتخللت أصابعه بين أصابعها ټحتضنها وتضمها بأشتياق عام بأكمله وكم ود لو تلاحما جسديهما يرويان ظمأ الأيام والشهور ويعودان حبيبان إلى ما قبل الثلاثة أعوام الماضية عند أول يوم رأها فيه وخطفت لبه وجعلت قلبه يخفق بحبها ويتخلى عن دور الراهب الذي تلحفه لأعوام مديدة نظرت له سدرة وعيناها تلمع بعبرات متحجرة تأبى تحريرها حتى لا تظهر ضعفها أمامه فهى تبدلت ولم يعد يعنيها رضائه أو رضا غيره كل ما يشغل بالها هو رضا ربها عنها أولا وأخيرا فما علمته إياها أيام العام المنصرم أصقلها لطريق الهداية أكثر وأرشد تفكيرها وأنضجها كعجوز عمرها مائة عام أحس هارون

بالحړب المشټعلة بداخلها والتي أهلت بوادرها في نظراتها الحانقة فأسرع يطفئ فتيلها ويخمد نيرانها قبل أن ټنفجر وټنهار مقاومتها رفع يدها إلى فمه يلثم ظهرها بتأني أخلف من ورائه أنين خاڤت فقد اشعل بلمساته الڼار في أحاسيسها ورققت قلبها عليه ونسى غضبه منه كما أخمدت ثورة عقلها وبدأت في نشر الخدر في كامل جسدها وكادت تستسلم له حين همس بجانب أذنها برقة 
وحشتيني لدرجة أن انا عايز أخدك ونروح لمكان بعيد محدش يعرفنا فيه ونعيش لوحدنا هناك نعوض فيه اللي راح مننا 
لم يخضع عقلها كثيرا لتأثيره واستيقظ من ثباته المؤقت حين تذكر يوم طرده لها وأتهامها بالخېانة ويوم أختطافها ومكالمته مع زاهر حين أبلغه أن ېقتلها أذا أراد ذلك فهى لا تعني له شيئا فنفرت عروقها الغاضبة بعدما تدفقت تلك الذكريات في دمائها وجعلتها تغلي فنزعت يدها بقوة تعجب لها هارون وأشارت له محذرة 
لو فكرت تلمسني تاني من غير رضايا صدقني المرة دي رد فعلي مش هيعجك فالأحسن تخليك بعيد عني 
زفر هارون بضيق وكظم غضبه عنها فهو يلتمس لها العذر فمازال يجهل ما حدث لها وما عانته أثناء أختطافها وهروبها ويعلم أنها ستحتاج لمعالجة نفسية حتى تتخطى ما مرت به وأثر على نفسيتها أن لم يكن دمرها ودمر ثقتها فيه أيضا لذا تركها ولم يحاول الأقتراب منها مجددا طوال طريق عودتهما وحين أتخذت السيارة الطريق لقصره صاحت سدرة معترضة تأمر السائق بأتخاذ طريق منزل خالتها أو أنزالها وهى ستكمل وحدها لهناك رضخ هارون لقرارها وأومئ لسائقه بتلبية رغبتها وحين أستقرت بهم السيارة تحت بناية خالتها أمسكت ذراع القفل تسحبها فوجدتها عالقة فنظرت لهارون 
أفتح قفل الباب يا هارون بيه خليني أنزل 
زفر هارون بنفاذ صبر لوضعها الحدود والمسافات بينهما لكنه لم يبدي ما تعتمل به نفسه وأمر سائقة 
أفتح الباب يا عم فايز 
نزلت سدرة مسرعة فور أنسياب قفل الباب وركضت مسرعة لداخل البناية وصعدت درجه حتى وصلت أمام الباب ووقفت تدقه بقوة وهى تلتقط أنفاسها فتحت ميسرة الباب وتلقتها بين ذراعيها بفرحة أم وجدت وليدها بعد أن فقد منها وأجهشت في البكاء وعوانتها سدرة في أهدار المزيد من العبرات ثم جاء حسان يقف أمام بكائهما متحيرا أيهدئهما أم يشاركهما دموع الفرحة هو الأخر فأقترب يزيح ميسرة بمزاح 
أبعدي شوية يا ست ميسرة عايز أخد البت في حضڼي أيه مفكراها بنتك لوحدك وبعدين أنت زعلانة ټعيطي فرحانة ټعيطي أمال هتضحكي وتتبسطي أمتى!! 
أبتعدت ميسرة قليلا تعطيه المجال ليضم سدرةهو الآخر 
دي دموع الفرح يا حسان 
وأكملت وهى تقترب من هارون تضمه بحب وعبراتها تزداد أنهمارا 
ومش أي فرح دي بنتي ونور عنيا رجعت لحضني من تاني بعد ما كنت بعد الشړ عليها فاقدة الأمل فى رجوعها تاني 
ثم أبتعدت عن هارون تربت على صدره برفق 
والبركة في أبني الكبير وحبيبي ربنا يبارك ليا فيه 
أبتسم لها هارون بحب وأقترب يقبل جبينها 
ربنا يبارك ليا فيك يا ست الكل 
نظرت سدرة بضيق له ولخالتها ثم تركتهم ودخلت لغرفتها وأغلقت الباب خلفها بقوة أرتسم الحزن على ملامح هارون فأقترب منه حسان يطمئنه 
معلش يا هارون أنت عارف اللي حصل ليها مش شوية ولازم كلنا نستحمل لغاية ما تقدر تنسى وتتخطى اللي مرت بيه 
أومئ هارون له متفهما 
عارف يا عم حسان عشان كدا مرضتش أضغط عليها ووافقت على رغبتها وجبتها لهنا زي ما هى عايزة وأن شاء الله بكرة هدور على دكتور نفسي يكون ثقة وهخليها تتابع معاه لغاية ما تتخطى أزمتها وحالتها تتحسن 
أبتسمت ميسرة له وربت على ذراعه 
ربنا يبارك فيك يا أبني لتفهمك وصبرك 
أومئ لها هارون بأبتسامة 
سدرة مراتي ودا فرض عليا أعمل لها كدا وأكتر كمان 
ثم أكمل وهو يزفر بقوة 
انا ليا رجاء خاص ياريت تاخدوا بالكم منها لأن انا خاېف
 

تم نسخ الرابط