رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة

موقع أيام نيوز


ما حبكم صادق وطول ما أنت واقف سند في ضهرها 
أنهى حمدي حديثه مع هارون وخرج من مكتبه يهاتف سهيلة يطلب منها أن تعد نفسها نفسيا من أجل مقابلة والدتها وعليها أن لا تخاف أو تحزن مهما كانت نتيجة مقابلتهما تلك فهو لن يستسلم حتى تسامحها والدتها وتتقبلها مرة أخرى وسط عائلتها الصغيرة مضى اليوم وجاء الصباح وفي ساعته الأولى كانت سيارة هارون تلتهم المسافة الفاصلة ما بين العاصمة ومدينة الإسكندرية وجلس هارون في مقعدها الخلفي يراجع أوراق تلك الشحنة المتحفظ عليها في ميناء الإسكندرية نظر له

السائق عبر المرأة الأمامية يسأله 
هنروح الفندق الأول ولا هنطلع على المينا طوالي يا هارون بيه 
رفع هارون عينيه عن الورق ينظر له 
لأ هنروح المينا الأول الورق دا لازم يروح عشان يلحقوا يفرجوا عن الشحنة والعربيات بتاعتنا تلحق تحملها قبل معاد الشغل ما ينتهي 
أومئ له السائق بتهذيب 
تمام يا هارون بيه 
ظل هارون يتفحص الورق بعناية إلى أن تأكد منه جميعه ثم وضعه بداخل ملفه الأحمر ولعدة دقائق شرد في ذلك اللون فهو نفس لون الملف الذي بسببه ضاعت سدرة من يده فأمسك به وضغط أوراقه بين يده پغضب ولولا تداركه لنفسه لتقطعت أوراقه وضعه پعنف داخل حقيبته وأغلقها عليه لكي لا يتذكر ما حدث مجددا وبعد أنتهائه من التخليص الجمركي لشحنته وتأكده من بدأ تحميلها في السيارت التي ستنقلها لمخازنه غادر الميناء بعد أن أذن لصلاة العصر منذ وقت قصير وذهب للفندق لكي يريح جسده من عناء السفر واليوم بأكمله وبالفعل مجرد ما أن لامس جسده الفراش حتى غطى في نوم عميق لم يفق منه سوا ليلا نهض يأخذ حماما باردا يعيد له حيويته بعد أنتهائه نزل لأستقبال الفندق لكي يتناول عشاءه ثم غادره بعد فترة قصيرة يتمشى على البحر قليلا يستنشق هواءه النقي وبينما هو يسير شاردا لفت نظره تلك السيدة البسيطة التي أفترشت جزء من كورنيش البحر تصنع به مشروبات ساخنة لهؤلاء البسطاء الذين خرجوا من منازلهم يجلسون منتشرين هنا وهناك يخرجون همومهم مع أنفاسهم وكأنهم يشكون همومهم للبحر جلس هارون على مقربه منها وطلب منها أعداد مشروبا له 
لو سمحت يا مدام ممكن تعملي ليا كوباية شاي مظبوطة 
نظرت له السيدة بتعجب من هيئته التي يغلب عليها طابع الثراء لكنها أبطنت دهشتها وصنعت له الشاي بصمت وذهبت تعطيه إياه 
أتفضل يا بيه الشاي المظبوط 
أبتسم لها هارون وهز رأسه برفق 
شكرا تسلم إيدك يا 
نظرت له السيدة بخجل 
أم مراد بيه 
أومئ لها هارون بابتسامة حانية ثم أمسك الكوب يرتشف منه متلذذا بطعمه فهو صنع بحرفية تدل على أتقانها لصنعه نظر لها 
الشاي مظبوط جدا حقيقي تسلم إيدك 
شعرت السيدة بالأرتياح ناحيته فهو يبدو عليه الطيبة والتواضع برغم فخامة ما يرتديه أبتعدت عنه بعدما منحته إيمائة رضا عما قاله وجلس هارون على السور ينظر للبحر مستمتعا بمنظره مع الشاي فذلك مزيج يجلب السعادة لبعض محبي النقاء والصفاء النفسي دق هاتفه فوجده حمدي فأغمض عينيه يلوم نفسه لعدم مهاتفته حتى يطمئن عليه وعلى نتيجة مقابلته مع والدة سهيلة أجاب عليه مبررا 
أكيد زعلان مني لأني متصلتش عليك وعندك حق تزعل بس حقيقي بعد التعب اللي شوفته في المينا روحت الفندق نمت محستش بنفسي المهم عملت أيه طمني 
زفر حمدي بقوة يخرج الحزن الذي تملك منه 
زي ما توقعت مامتها رفضت أنها تسمع منها وتقريبا طردتنا من بيتها 
أومئ هارون متفهما 
دا شيء متوقع الست مچروحة ومش سهل عليها اللي حصل وأكيد مش هتسامح ما بين يوم وليلة لازم سهيلة تحاول تاني وتالت وعاشر ومليون لغاية ما تسامحها وأنت تكون معاها 
جاءه صوت حمدي خاڤتا 
أكيد هنحاول مع بعض لغاية ما تسامحها المهم دلوقتي أنت فين سألت عليك في الفندق قالولي أنك خرجت كنت عايز أقعد معاك لأن سهيلة نامت 
سأله هارون مستفسرا 
أنتم لسه هنا مسافرتوش مش كنت بتقول هترجعوا القاهرة في نفس اليوم ! 
زفر حمدي بضيق 
دا لو كان مامت سهيلة سامحتها أو حتى وافقت أن تستقبلها في بيتها تاني بس الموضوع أتعقد وسهيلة عيطت كتير قوي لغاية ما نامت من التعب قولي بقى أنت فين انا مخڼوق وانا لوحدي 
حاول هارون أمتصاص غضبه حتي يهدأ 
تمام تمام تعالى ليا انا قاعد بشرب شاي على الكورنيش قدام الفندق بس بعده بشوية ناحية إيدك الشمال وأنت خارج منه هت 
وقبل أن يتم هارون وصفه للمكان وقع كوب الشاي من يده فقد أنتبته صدمة حين لمحها تأتي من بعيد تحمل بين يديها صنية عليها أكواب فارغة تصنم في جلسته وفقد النطق بعد أن أخرست المفاجأة لسانه ناداه حمدي كثيرا حتى يأس من أجابته فأغلق الهاتف وذهب في الأتجاه الذي وصفه
له أقتربت الفتاة التي رأها هارون من سيدة الشاي تحدثها بحماس 
أتفضلي يا خالتي دا حساب الناس اللي هناك دول ودا حساب الراجل ده ومراته لسه في تلاتة محسبوش لأنهم
 

تم نسخ الرابط