غرام المغرور بقلم نسمة مالك

موقع أيام نيوز

وعوضني بزوج شيلني جوه عنيه وبيعامل بنتي كأنها بنته من صلبه وهي كمان بتحبه أكتر مني..
أمسكت خديجة وجنتي إلهام بين أصابعها وتحدثت بمرح قائله.. وانتي يا لوما يا شقيه احكلنا يله.. شكلك عندك قصة كبيرة..
ضحكت إلهام ضحكتها الهادئة التي تدل على طيبتها الزائدة مرددة.. 
بقي أنا شقية يا خديجة يا أختي.. 
أخذت نفس عميق وأكملت بفرحة ظهرت على محياها.. هحكلكم.. أنا بحب أوي اتكلم عن إبراهيم أبو إسراء الله يرحمه..
صمتت لبرهه وأغمضت عينيها ببطء تسترجع تلك الذكريات التي لم تفارقها للحظة واحدة.. إزدادت ابتسامتها إتساع وتابعت.. 
كنت عيلة بنت خمس سنين لما أمي وأبويا ماتوا في حاډثة وخدني عمي الصغير علشان يربيني.. كان لسه متجوز جديد ومراته حامل وعلى وش ولادة.. مش هنكر هي كانت بتعاملني ساعات كويس.. جريت السنين وبقي عند عمي ولد وبنتين اعتبرتهم أخواتي الصغيرين بعد ما عمي اتوفى..بقيت أنا اللي شايلة البيت كله من غسيل وطبيخ وتنضيف وكل ما يجيلي عريس يطلب أيدي مرات عمي ترفض.. لخد ما اتجوزوا بناتها وابنها سافر كذا سنه الخليج بعد ما خلص جيش وفضلت أنا معها لحد ما قربت على السنه بخدمها كأنها أمي بالظبط..
صمتت قليلا تلتقط أنفاسها وتكبح عبراتها التي تجمعت بعينيها وتابعت..
رجع ابنها معاه قرشين كويسين اشتري بيهم شقة وخدني أنا وأمه فيها وفتح محل بقالة والدنيا بقت مستورة معاه دخل في يوم على أمه وقالها أنا قررت اتجوز.. أمه فرحت أوي وبقت تزغرط وتقوله من بكرة هجبلك دستة عرايس تختار منهم اللي تعجبك.. بس هو قالها لا متتعبيش نفسك أنا عروستي موجودة..
هبطت عبراتها بغزارة على وجنتيها رغم ابتسامتها التي لم تبرح محياها.. لتسرع إسراء التي بدأت تبكي لبكائها بمسح عبراتها بلهفة وحنان بالغ وأكملت إلهام
بصوت مرتجف..
أنا هتجوز إلهام بنت عمي.. أنا أولى بيها يا أمه.. بقت تصرخ بعد ما كانت
بتزغرط وتقوله هتاخد واحده أكبر منك بخمس سنين.. عايز تعمل فيا وفي نفسك كده ليه.. دا انت ابني الوحيد وبتمني أشوف ولادك قبل ما أموت.. تقوم تتجوز واحدة عانس قطر الجواز والخلفة فتوها..
أبتلعت غصة مريرة وسيطرت على بكائها ونظرت لوحيدتها بحب وفرحة غمرت ملامحها مكملة.. 
بس إبراهيم كان راجل شهم وجدع مسمعش ولا كلمة من اللي قالتهم أمه وصمم يتجوزني..سترني وكان ونعمة الزوج والابن البار خصوصا ان أمه ورتنا الويل أول ما اتجوزني لحد ما حملت في إسراء بنت عمري وهي رجعت تعاملنا كويس تاني لخاطرك يا ضنايا..
طيب وأبو إسراء ټوفي إزاي يا لوما!..
قالتها خديجة بصعوبة من بين شهقاتها..
اجابتها إسراء ببوادر بكاء قائلة..
هقولك أنا يا ديجا..أنا فاكرة اللي حصل كأنه إمبارح.. كان عندي وقتها 12سنهوبابا حبيبي الله يرحمه تعب فجأة.. ماما بقت تلف بيه على الدكاترة اللي اكتشفه أن عنده کانسر في مرحلة متأخرة وبدأت رحلة علاج مكثفة خدت كل اللي كنا نملكه..
أمسكت يد والدتها

وقبلتها وتابعت بفخر..
امي دي أعظم أم وزوجة في الدنيا فضلت شايله أبويا بحب وخوف في مرضه هو وجدتي كمان اللي تعبت من حزنها على أبويا وعمرها ما قصرت معاهم أبدا لحد ما ربنا استرد أمانته..
اللي عملته معاهم قعدلي فيكي يا بنتي واديكي شيلاني في تعبي ومستحملاني وأنتي عارفة أني مش هعرف أقف على رجلي تاني ..
شهقت إسراء بصوت خفيض وتحدثت بتوتر قائلة..
أيه اللي بتقوليه دا بس يا ماما بإذن الله أنتي هتخفي وهترجعي أحسن من الأول كمانوالعمليه اللي المفروض تعمليها الدكتور نصحنا أننا نستني شوية علشان في علاج لازم تاخديه قبل ما تعمليها..
ابتسمت لها إلهام وتحدثت بترواي قائله..
إسراء يا بنتي مافيش داعي تكدبي عليا يا حبيبتي.. أنا وقعت الدكتورة اللي كانت متابعة حالتي في مصر قبل ما أجي هنا وقالتلي الحقيقة وأنا الحمد لله راضية بكل اللي يجبه ربنا وبحمده وبشكر فضله كمان..
بكت إسراء وارتمت داخل حضنها تضمها بقوة وبثقة تردد..
هتخفي.. بأمرالله تعالي هتخفي يا ماما والله ربنا كريم وهيقومك بالسلامة ان شاء الله يا حبيبتي ..
ربتت إلهام على ظهرها بحنان وتنقلت بنظرها بين خديجة عهد وإيمان الذين اڼفجرو في نبوبة بكاء حاد وتحدثت پغضب مصطنع قائله..
أيه دا أنتو قلبتوها عياط ونكد ليه كده.. مش المفروض أنكم معزومين على حفلة انهارده ولا أنتي غيرتي رأيك يا ست عهودة..
مسحت عهد دموعها بظهر يديها بحركة طفولية وتحدثت بتقطع قائلة..
لا طبعا يا أنطي.. دا أنا مجهزه حفلة لاسراء تجننهتعجبكم أوي واللهوكنت هستأذن حالا علشان أروح اطمن ان كل حاجة تمام وهنتظركم تشرفوني انهارده الساعه 8..
نظرت خديجة بساعة يدها وتحدثت هي الأخرى بتقطع من بين شهقاتها.. طيب يله علشان نلحق نجهز.. الساعة داخلة على 6.. 
ساحرة الفارس..
هذا هو أسم اليخت الذي دونه فارس على جوانب اليخت بنفسه وبعدما أنتهي وقف على متنه يتابع الديزينر الذين يقومون بتزين اليخت بأروع وأفضل أنواع الورودوالكثير من البلونات الطائرة بمختلف ألوانها وأشكالها جميعهم مدون عليهم أسم زوجته إسراء.. 
أيه رأيك يا غفران.. 
قالها فارس وهو يشير بعينيه على المكان من حوله..
ولا أحلى من كده يا فارس.. ربنا يبارك فيه ويكفيك شره يا صاحبي .. أردف بها غفران وهو يربت على كتفه ومن ثم دفعه برفق أمامه وسار على عجل لداخل ممر طويل داخل اليخت يؤدي إلى الغرف مكملا.. ويله أبوس أيدك أجهز علشان تحصلني ومتتأخرش عليا وأنا هسابقك على الشالية أستقبل الضيوف.. انت عارف إني عزمت رئيس الوزراء وكمان حمايا سيادة الوزير كلهم على شرف سيادتك..
اطمن مش هتأخر عليك يا أبو مالك..غمغم بها فارس وهو يخلع كنزته ويختفي داخل إحدي الغرف المجهزة ببراعة من كافة شيء لاستقبال ساحرته.. 
.. بعد مرور أقل من ساعتين..
تسير بتوتر بين زوجها وبين خديجة التي ترتدي هي الأخرى فستان من اللون الأسود.. شعرها مصفف بعناية بهيئة تعكس جمالها وبرائتها.. لداخل حديقة الشالية الخاص ب غفران الذي تم تجهيزه على أعلى مستوي..
نورت يا فارس باشا.. 
قالها عباس والد ديمة الذي هرول نحو فارس مسرعا فور رؤيته.. 
توجه بنظره ل إسراء وابتسم لها ابتسامة مزيفة لا تخلو من الإعجاب ومد يده لها وهو يقول.. 
أهلا يا هانم! ..
قبل أن يكمل جملته كان وقف فارس أمام زوجته حتي اخفاها خلف ظهره بحماية عن أعين عباس ونظر لها من فوق كتفه مغمغما.. 
أدخلي وأنا هحصلك..
دون النطق بحرف.. سارت إسراء للداخل بجوارها والدتها بكرسيها المتحرك وخديجة وإيمان.. أستقبلتهم عهد بابتسامة بشوشة.. بينما اقترب غفران ووقف برقفة فارس وعباس الواقفين أمام بعضهما كالذئاب التي تستعد للقتال..
يرمقان بعضهما بنظرات حاړقة وإنذرات بالټهديد..
خير يا معالي الوزير!.. في حاجة سيادتك ولا أيه!.. 
قالها غفران وهو ينضم لصف فارس برسالة واضحة وصريحة انه
لن ولم يسمح له أو لغيرة أن يمس صديقه بسوء..
ضحك عباس بقوة ضحكة مستهزءة وتحدث بوعيد قائلا.. 
حاجات يا سيادة المقدم مش حاجة واحدة وكل شيء في وقته هياخد حسابه.. 
توجهه بنظره تجاه الطاولة الجالسة عليها زوجة فارس وتابع.. الحساب يجمع يا فارس..
نظر له فارس لدقيقة كاملة حاول خلالها السيطرة على الفزع الذي زحف لقلبه وأخرج علبة السچائر سحب منها سېجار أشعله وسحب منه نفس زفره على مهل وتحدث بهدوء يثير القلق.. 
معالي الوزير أوعى يكون مركزك مقوي قلبك وتفكر إنك تقدر تهدد فارس الدمنهوري!!..
مال على أذنه وتابع.. 
مركزك دا أنا ممكن أدفع تمنه وأطيرك منه خالص..
بعد عنه وربت على كتفه پعنف مكملا وهو يسير بجوار غفران و هاشم من أمامه بهنجعية.. 
منورنا يا عباس..
بينما إسراء..
تجلس على الطاولة المستديرة بجوار خديجة ووالدتها.. تجمعوا بحفل خاص نظمه غفران وزوجته أحتفالا بزواج صديقة فارس ..
تتابع زوجها الذي يمثل إنشغاله عنها بالحديث مع هاشم وغفران.. عينيها حزينه برغم وضعها لبعض من لمسات

قليلة من مساحق التجميل.. تجاهد لكبح عبراتها حتي لا ټخونها وتهبط على وجنتيها بغزاره من شدة إشتياقها له..
أكثر من أسبوع لم تنعم بلمسة من يده.. لم يضمها بحمايه بين أضلاعه.. رباه كم تشتاق لرائحته وأنفاسه..
خفضت رأسها سريعا تخفي تلك الدمعة الحاړقة التي وقفت علي أطراف أهدابها..
بينما ذلك العاشق الذي يمنعه غروره عنها ېختلس النظر لها من وقت لأخر.. كور قبضة يده پعنف حين شعر بقلبه الذي ينبض پجنون وإلحاح شديد يأمره أن يخطفها بين حنايا صدره ويضمها بعناق محموم حتي يطفئ ڼار شوقه لها..
داهمته رعشة لذيذة حين تذكر لحظاتهم سويا التي باتت أروع شئ يشعر به بحياته حين تكون تلك الساحرة خاضعة لفيض وبركان غرامة الجارف..
عن إذنكم هعمل مكالمة مهمة..
صوت خديجة التي تحدثت بنبرة راجية جعلته يتسمر مكانه لبرهة حين قالت.. 
أرقص مع مراتك يا فارس.. الحلفة دي معمولة علشانكم..
أسرعت إسراء برفع وجهها ونظرت له بلهفة وقلب تسارعت نبضاتة.. تتمني بداخلها أن لا يذهب.. أن يستمع لحديث خديجة ويرأف بحالها ويقترب لو قليلا منها..
رسم ابتسامة زائفه على محياه الوسيمة رغم أن قلبه يتراقص فرحا وكم كان ممتن لطلب تلك الخديجة الرقيقة..
استدار حول الطاوله متجهه نحو زوجته بخطوات هادئه للحظه شعر أنه يسير على صوت إيقاع نبضات قلبهما معا..
دوي صوت التصفيق الحار فور وقوفه أمامها ومد كف يده لها..
حبست أنفاسها ومدت يدها المرتجفة وضعتها بين راحة يديه لينتفض قلبها أنتفاضة جعلته أوشك على مغادرة صدرها من عڼف دقاته.. هبت واقفه وسارت بجواره بخطي مرتجفة.. لتبدأ رقصتها برفقتة للمرة الأولى أمام أعين الجميع المتطلعة لهما بابتسامة حالمة..
صدع صوت نغمات الموسيقى الناعمة على كلمات أغنية كانت تصفها كثيرا.. وكأنها كتبت خصيصا لهما..
ممكن تخلينى فى حضنك.. 
محتاجة إن أسمع صوت قلبك.. 
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى..
ممكن تخلينى فى حضنك.. 
محتاجة إن أسمع صوت قلبك.. 
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى..
أصل انا لما بكون متشافه
بتوتر اصل أنا خوافة
فى حضنك إحمينى فى حضنك إحمينى
ممكن تخلينى فى حضنك
محتاجة ان أسمع صوت قلبك
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى
أصل انا لما بكون متشافه
بتوتر اصل أنا خوافة
فى حضنك إحمينى فى حضنك إحمينى
والساعة اللى بعيشها فى قربك
60 دقيقة حياة
والوقت الضايع طول بعدك
من عمرى أنا مش حسباه
رفعت رأسها ونظرت له حين شعرت به يطوقها بذراعيه باشتياق وهمست بلهفة.. 
لسه زعلان مني يا فارس!..
وأخيرا مال برأسه عليها ونظر لعينيها وملامحها بافتنان وهمس بتساؤل قائلا.. 
قولتيلي أني وحشتك!.. 
أحتقن وجهها بحمرة الخجل وحركت رأسها بالايجاب.. ليميل هو على أذنها أكثر حتى أصبحت أنفاسه الساخنه تلفح بشرتها وتابع بمكر.. هاخدك و نروح حالا وعايزك توريني أنا وحشتك اد أيه وأنا هوريكي أنتي وحشاني اد ايه.. 
ط أوضتنا يا أبو الفوارس..
الفصل ال..
كلا منا بحياته شخص يمثل له الحياة.. شخص نثق به ثقة عمياء.. ثقة تتخطي الحدود.. أكبر حتي من ثقتنا بأنفسنا !!..
الأمان بالنسبه لنا يتمثل في وجود هذا الشخص..لم يخطر على
تم نسخ الرابط