رواية كواسر أخضعها العشق بقلم نورهان العشري
المحتويات
تلك اللحظة فقد احترق الهواء من حولهما ليجعل الأمر يزداد خطۏرة لولا دخول شاهين الذي أخذ يناظرهما بخبث جعل حنقها يتضاعف فهمست بامتعاض
_ليتها تفعل وتريحنا منك.
ضيق شاهين عينيه وهو يقول باندفاع
_ما بها هذه هل فعلت لها شيئا!
فراس بفظاظة
_وهل تجرؤ على ذلك!
تعاظم الحنق بداخله فزفر مغلولا
أمره فراس بغلظة
_كف عن التذمر وأخبرني ماذا فعلت هل أمنت الشاحنات التي ستنقل السلاح من الميناء إلى المخازن!
برقت عينا شاهين من حديث فراس وكذلك نور التي احتبست الأنفاس بصدرها من حديثه المباشر عن عالمه المظلم أمامها دون احتراز وتعاظم ذهولها حين وجدت شاهين يجيبه بسلاسة
_نعم سأفعل.
هكذا أجابه فراس.. فقام شاهين بمد أحد المجلدات إليه وهو يقول
_كما تريد هذه أوراق الشحنة وسيكون رجالنا هناك ليمهدون لك الإجراءات.
أخذ فراس المجلد منه وهو يلتفت ليضعه في الخزنة الضخمة التي على يمينه وعند هذا الحد لم تحتمل نور فقد كشف جميع أوراقه أمامها ولا تعلم لم شعرت أنه يقصد ذلك لذا التفتت إليه قائلة بلهجة بدت مهتزة
قام فراس بجذب أحد المجلدات من الدرج وناولها إياه وهو يقول بفظاظة
_ كم تحتاجين من الوقت لإنجازه!
شعرت به يتحداها فقابلت تحديه بآخر وهي تقول دون احتراز
_ ثلاثة أيام.
حاول قمع ابتسامته قدر المستطاع قبل أن يقول بلهجة خشنة
_أمامك أسبوع من الآن لتنجزيه.
_لا أحتاج إلى كل هذا الوقت باستطاعتي إنجازه في أقل من ثلاثة أيام.
عض على شفتيه السفلية قبل أن يقول بتسلية
_أوافقك الرأي ولكن هذا إن كنت متفرغة.
_ أنا بالفعل كذلك حتى أنني أضجر من الجلوس دون فعل شيء طوال اليوم.
هكذا حادثته بعفوية ليتدخل شاهين في الحديث بحزن مفتعل
احتقن وجهها بالډماء وخاصة حين سمعت ضحكته الخاڤتة فالتفتت لتجده أحكم قمعها وهو يقول بعينين يتراقص بهما العبث
_سمعتي ستسوء بسببك.
هتفت بحنق
_حقا!
فراس بتسلية
_أجل ولكن اطمأني سأحرص على ملء هذا الفراغ بطريقتي الخاصة فلا يمكنني التهاون في شيء يخص سمعتي.
_عزيزي فراس يؤسفني القول بأن سمعتك كهاديس لن تتحسن
ولو بذرة واحدة حتى لو ملأت فراغ جميع سكان العالم.
لأول مرة لم يفلح في قمع ضحكته أمامها خاصة حين التفتت إلى شاهين قائلة بسخرية
_وأنت أيها الظريف لن أضيع وقتي معك لأني على موعد مع زوجتك المصون للاطمئنان عليها خاصة وأن اليوم هو أول يوم عمل لها.
ما أن سمع شاهين جملتها الأخيرة حتى وثب قائما وقد اسودت معالمه وخشنت نبرته حين قال
_ما هذا الهراء! من التي بدأت بالعمل اليوم!
بطريقة مسرحية ضړبت نور جبهتها بيدها وهي تقول بحزن مفتعل
_ أوبس هل يعقل أنك لا تعلم بأن هدى بدأت بالعمل في السفارة اليوم! أخ يا لهذه المهزلة.
لون التشفي ملامحها وتساقط من بين حروفها حين قالت
_الآن أنا من يشفق عليك فقد أصبحت سمعتك بالوحل.
قهقه فراس بصخب فقد أصبحت قطته مشاكسة كثيرا للحد الذي يجعله يود الآن التهامها... ولكن شاهين لم يدع له الفرصة فقد اندفع إلى الخارج كالثور الهائج... الذي تتراقص أمامه عباءة حمراء فتزيد من جنونه أكثر ومن يراه الآن يظن بأنه بصدد ارتكاب چريمة قتل... فقد كان يتشاجر مع خطواته وهو يسب ويلعن ويتوعد لها بالهلاك فلم يلتفت لنداءات جليلة التي صدمها رؤيته بهذا الحال خاصة حين دلف إلى غرفته المشتركة مع هدى وهو يغلق الباب خلفه پعنف... جعل جسد تلك الأخيرة ينتفض هلعا خاصة حين التفتت لتراه بتلك الهيئة المرعبة... والشرر يتطاير من عينيه ولهجته حين هسهس قائلا
_هل حقا خرجت إلى العمل من دون أن تعلميني!
ابتلعت ريقها بصعوبة بعد أن فرت شجاعتها أمامه ولكنها علمت بأن وقت المواجهة قد حان لذا حاولت استعادة جأشها وهي تقول بجمود
_نعم فعلت.
اشتدت شراسة معالمه وهو يتقدم منها قائلا بجهامة
_كيف تجرؤين على فعل ذلك!
بالكاد استطاعت السيطرة على قدميها التي تتوسل إليها الهرب من أمامه الآن... فهي لأول مرة بحياتها تراه غاضبا إلى هذا الحد... ولكنها لا تملك مفر من الثبات أمامه فهي معها كل الحق بتجاوزه
_ أجرؤ على فعل كل شيء ما دام أنه ليس خطأ وأيضا هذه هي حياتي لي الحق بأن أسيرها كيفما أشاء.
تجاهل غصة أصقلت جوفه وقال بسخرية تتنافى مع شراسة معالمه
_هل برأيك أن تذهب الزوجة إلى العمل دون أن تعلم
متابعة القراءة