رواية كواسر أخضعها العشق بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


يدعها تتألم بصمت هذا هو حال كل امرأة فضل زوجها أخرى عليها.
صعدت درجات السلم بوهن وعينان تغلفها عبرات مشټعلة شوشت الرؤية أمامها فلم تلحظ نظرات الأفاعي من حولها ولكنها سمعت فحيحها جيدا حتى اخترق قلبها المكلوم
_اهدئي يا أمي واعذري هدى أيضا لقد ألقى بها زوجها وتزوج أخرى حتي أنه لم يلحظ غيابها عن المنزل أو لنقل لم يهتم.

هكذا تحدثت ناريمان بصوت مرتفع قليلا ليصل إلى مسامع هدى التي كادت أن تقع أرضا من فرط الألم الذي تضاعف حين سمعت كلمات زينات القاسېة 
_لا تلومي على أخيك فهو محق فمن الرجل الذي يحتمل امرأة مثلها انظري إليها إنها تشبه المعلمة العانس. 
ناريمان بتأثر زائف 
_أمي رجاء لا تقولي مثل هذا الكلام عن هدى فهي امرأة امممم لنقل هادئة.
زينات بسخرية
_ بالله عليك لا تقولي امرأة أحمد الله أن شاهين قد وجد امرأة تليق به جميلة متعلمة ذكية وها هو الآن يقضي شهر عسله معها.
شهقت ناريمان بسعادة وهي تقول بصوت مرتفع قليلا 
_لا تقولي أن شاهين الآن مع زوجته يقضون شهر العسل لم لم يخبرني!
زينات بتهكم 
_الحيطان لها آذان يا حبيبتي وولدي يخشى أن تنقلب رحلته السعيدة إلى مأتم من تلك العينين الكبيرتين التي قد تفلق الحجر.
تآزر بها الۏجع للحد الذي حتى ينتهي هذا العڈاب الذي يجيش بصدرها لا تعلم كيف وصلت إلى غرفتها فتوجهت إلى المرحاض لتقف بثيابها أسفل المياه وهي تبكي بل تنتحب وعلت شهقاتها حتى دوى طنينها في الجدران من حولها ولكن أي بكاء قد ينفع مع روح مزقها الألم وقلب أحړقته أفعال البشر التي نست أن الله تعالى يمهل
!
إجابة قاټلة أضاء بها عقلها حين أخبرها بأنهم محقون أنت بالفعل لست امرأة تقمعين جمالك وكل ما هو أنثوي بك في هذه الثياب التي تليق بمن هم أضعاف عمرك وخصل شعرك الثائرة التي تقمعيها بتلك الدباييس اللعېنة التي تخنق جمالها في تسريحة قبيحة تجعلها بالفعل كما أطلقوا عليها المعلمة العانس. 
_ هل يراني هكذا!
سؤال مؤلم وإجابته أكثر ألما وهي لم تعد تحتمل لذا هبت من مقعدها وهي تلتف إلى الطاولة بجانب السرير تلتقط هاتفها لتجري مكالمة وحين أتاها الرد همست پألم 
_نور أحتاجك كثيرا الآن.
لم تحتج إلى قول أكثر من ذلك وسقط الهاتف من يدها وكذلك سقطت هي فوق مخدعها ترتجف من فرط بكاء يذرفه قلبها دما 
دقائق وجيزة لم تشعر بها حين وجدت باب غرفتها يفتح ونور 
_ هل أنت أفضل الآن!
هكذا تحدثت نور بعد مرور أكثر من نصف ساعة وهدى تبكي إلى أن هدأ بكائها شيئا فشيئا ولكنها لم تستطع الإجابة على سؤال نور فأومأت بموافقة حزينة صامتة فهمست نور بحزن على حالها
_لا أحد في هذا العالم يستحق كل هذه الدموع صدقيني.
لم تجبها ولكنها اعتدلت حتى أصبحت تجلس أمامها
ثم قالت بصوت مبحوح من فرط البكاء
_ أعلم ولكني لا أبكي عليه ولن أفعلها أنا أبكي على نفسي وعلى ما أوصلتها إليه.
تأثرت نور من حديثها فقالت تواسيها
_ إذن لا تجهزي عليها فهذا الحزن قد يقتلك يوما إن لم تقتليه أنت.
تشابهت عينيها مع نبرتها حين قالت بجمود 
_ أعلم ولا تقلقي لقد قټلته ذرفته وسط تلك العبرات المريرة وتخلصت منه والآن أريد استعادة نفسي القديمة والأخذ بثأرها.
بهتت ملامح نور من حديث هدى وقالت باستفهام
_عذرا لم أفهم أي ثأر هذا!
تجاهلت سؤالها وهي تهب من مكانها تتوجه إلى غرفة الملابس لتخلع عنها المنشفة ثم قامت بدس جسدها في أحد المآزر قبل أن تقوم بجمع كل تلك الملابس الباهتة التي تشبه سكان هذا المنزل وتقدمت إلى منتصف الغرفة وقامت بإلقائها أرضا ثم عادت وجمعت الباقي وأعادت ما فعلته مرة أخرى وسط أنظار نور المندهشة 
_هدى ما هذا الذي تفعلينه!
_ أتخلص من كل هذه القمامة.
أنهت جملتها وتوجهت إلى الباب وقامت بفتحه والنداء على إحدى الخادمات التي هرولت إليها فقالت هدى آمرة
_هذه الثياب لك يا سيدة مديحة هيا خذيها.
ابتهجت الخادمة كثيرا وشكرتها بعمق وتوجهت تلتقط الثياب وهي تخرج من الغرفة فرحة فأغلقت هدى الباب خلفها ثم التقطت الهاتف لتقوم بإجراء مكالمة هاتفية وما أن أتاها الصوت على الطرف الآخر حتى قالت آمرة 
_ جهز لي السيارة سأخرج بعد عشر دقائق.
ضاقت ذرعا بما يحدث فهتفت بنفاد صبر
_هل لي أن أعلم ماذا تفعلين! وإلى أين أنت ذاهبة!
أجابتها هدى بسلاسة
_ سنذهب للتسوق.
_لم لا تجيب على اتصالاتي أيها الوغد!
هكذا تحدث فراس وهو يترجل من سيارته قاصدا باب القصر الداخلي بعد رجوعه من عمله فأجابه شاهين ساخرا
_هل هكذا تخبرني أنك اشتقت لي أيها الدب ذو الفم الكبير!
فراس بفظاظة
_لا تثرثر كثيرا فلا طاقة لي باحتمال سماجتك.
واصل سخريته قائلا
_سماجتي أفضل بكثير من رياء تلك الأفاعي التي تسكن معها.
زفر بملل قبل أن يقول بجفاء
_كلاكما أسوأ من بعض هيا أخبرني متى ستعود!
شاهين بلهجة خيم عليها التعب
_لا أعلم ولا أريد العودة من الأساس.
فراس بصرامة
_ ثلاث أيام
الفصل السابع
يحدث
 

تم نسخ الرابط