رواية كواسر أخضعها العشق بقلم نورهان العشري
المحتويات
وحاول أن يكظم غيظه الذي كان يأكل داخله وتجاهل وقع ما حدث على قلبه فأطلق زفيرا حادا قبل أن يقول من بين أسنانه
_وما شأني إن تركت المنزل أم لا
جن جنون زين من حديثه وهدر پعنف
_ما هذا الذي تقوله أقول لك زوجتك تركت المنزل هي وأطفالك وذهبت إلى بيت والدها هل أنت معتوه أم ماذا
شاهين بقسۏة
زين بصياح
_هدمت بيتك هل هذه ليست چريمة في نظرك!
شاهين بسخرية مريرة
_أي بيت هذا الذي تتحدث عنه لم أكن اشعر بأنني متزوج من الأساس.
زين بسخرية
_هل هذه مزحة اسمعني إياك أن تتحدث بالسوء عن هدى وإلا...
قاطعه شاهين بجفاء
_لن أفعل ولذلك لا تضطرني للخوض في أسباب زواجي وتجاوز عن الأمر فما حدث حدث وانتهى.
_ لم ينته ولن نترك الأمر هكذا فهدى لن تقبل به.
تجاهل طنين الألم بقلبه وقال بجفاء
_لا أنتظر قبولها.
_ماذا لو طلبت الطلاق!
كان استفهاما يراوغه منذ أن وطأت أقدامه أعتاب علاقته مع هناء ولكنه لم يكن يملك الجرأة للمواجهة التي لم يجد بد منها الآن لذا أطلق زفيرا قويا من جوفه قبل أن يقول بفظاظة
.
تصدعت ملامح زين من فرط الصدمة التي تجلت في نبرته حين قال
_بهذه السهولة تستطيع أن تضحي بها إنها هدى! تلك الفتاة التي سلبت عقلك في الماضي وكنت تود اختطافها حين أخبرك والدها أنها ما زالت صغيرة على الزواج.
صړخ پقهر يسكن أعماق قلبه
_لم تعد هي! لم تعد تلك الفتاة التي وقعت بعشقها سابقا تحولت لامرأة أخرى أكره تفاصيلها.
_كان عليك أن تتحدث معها وتخبرها بأنك غير راضي على علاقتكما وعن تحولها بهذا الشكل.
لونت السخرية معالمه وانبثقت من بين حروفه حين قال
_اللعنة على الحديث لقد مللت منه لقد تحدثت حتى ملت هي الأخرى وباتت تتجنبني مؤخرا.
_منذ متى ساءت علاقتكم بهذا الشكل!
تجاهل ذلك الچرح النازف بصدره وقال ساخرا
_منذ مدة أبعد من أن أتذكرها.
فرك عينيه بكلتا يديه وهو يتربع على المقعد خلفه ثم أردف بجمود
_اتركها عند والدها حتى تستطيع التفكير بروية وأنا على ثقة أن حزنها لن يدوم طويلا فزوجتي أخرجتني من حياتها منذ زمن.
_لا تقل هذا الكلام فهدى تحبك كثيرا وأنا أكثر من يعلم.
غصة صدئة تشكلت في حلقة تجاهلها بصعوبة قبل أن يقول بجفاء
_لم يعد الأمر مهما... سأذهب للاستحمام قبل الذهاب إلى المكتب.
فجأة تذكر زين ما حدث البارحة فصاح بخشونة
_أما زلت لا تعلم بعد.
قطب
جبينه قبل أن يقول باستفهام
_ما الذي لا أعلمه!
ألقى زين قنبلته بروية
_ لقد عاد فراس أمس.
_فراس هل أنت هنا حقا لا أصدق عيني.
هكذا قال شاهين الذي ما أن سمع من والده بعودة فراس صديق عمره وابن عمه حتى هرول قاطعا المسافة البسيطة التي تفصل القصرين في لمح البصر ليتوجه رأسا إلى غرفة المكتب الذي فتحه دون أن يطرق على الباب ليتفاجأ بفراس الذي يجلس على مكتبه يمسك بالهاتف الذي وضعه ما أن رأى شاهين يقف أمامه بأعين جاحظة غير مصدق.
_يا إلهي إنها معجزة.
فراس بسخرية
_ إنها حقا معجزة.
هتف بطريقة مضحكة
_اللعنة إنه صوته فعلا أنا لا أحلم.
لاح شبح ابتسامة على فم فراس حين قال بتخابث
_اقترب أكثر لترى إن كان حلما أو حقيقة.
ابتلعت الفريسة الطعم واقترب شاهين قائلا بشوق
_لا أصدق أنك هنا يا صديقي لقد اشتقت إليك كثيرا.
ما أن أوشك على معانقته حتى تفاجئ بلكمة قوية أطاحت بفكه وجعلته يتراجع عدة خطوات للخلف فصړخ پصدمة ممزوجة پألم
_آه . ما هذا يا رجل هل هكذا ترحب بي بعد طول غيبتك
اكفهرت ملامحه واسودت عينيه حين زأر پغضب
_ أي الأصدقاء أنت أيها الوغد أعود بعد كل تلك الغيبة لأجد زوجتي تزف لآخر أين كنت مما يحدث
شاهين باندفاع
_كنت أتزوج أنا الآخر.
انكمشت ملامحه بامتعاض وصاح مستنكرا
_ماذا!
أخذ يفرك مكان اللكمة وهو يقول بحنق
_مثلما سمعت تزوجت على هدى.
تجاهل ضجيج قنبلته وصاح بجفاء
_هل أقتلك الآن أم ماذا
لون الملل ملامحه حين قال بامتعاض
_ ولم تقتلني هل أنا من أسقطت طائرتك وزوجت زوجتك إنها زوجة عمك.. تلك الطاغية التي لا يقدر عليها سوى الله.
احتدت ملامحه الخشنة حين أتى شاهين على ذكرها وقست نظراته فأردف شاهين باستفهام
_هيا الآن أخبرني أين كنت كل تلك المدة وكيف نجوت من ذلك الحاډث البشع لقد شاهدت بعيني الچثث المحترقة.
اكتظت عينيه بالخيبة التي تتنافى مع خشونة لهجته حين قال
_قابلت أكثر من نصف العائلة منذ أن عدت ولم يتذكر أحدهم بأن يسأل ماذا حدث لي طوال تلك المدة
تشدق ساخرا
_هذا يعني أنني صديق جيد أو لنقل صديقك الوحيد.
شيعه بنظرات محتقنه قبل أن يتمتم بخشونة
_بل أسوأ الأصدقاء على
متابعة القراءة