امرأة العُقاب ل ندا محمود

موقع أيام نيوز


بإطار بروده وهدوئه المزيف حيث رد عليه 
_ هو قرار حلو ويحترم طبعا .. بس أنا مش هطلقها 
هب نشأت ثائرا وصاحب به 
_ يعني إيه مش هتطلقها .. دي بنتي وأنا بقولك هي مش عايزاك ولازم تطلقها 
وقف عدنان هو الآخر بدوره وسار نحوه يهتف بنبرة صوت بدأت تظهر خشونتها 
_ بنتك مراتي وهتفضل مراتي سواء وافقت أو رفضت 

_ إنت متستاهلش جلنار وأنا اللي كنت قذر وبعت بنتي عشان شغلي ومصلحتي 
فقد أعصابه ولم يعد لديه القدرة على تصنع البرود أكثر من ذلك فاڼفجر بنشأت كالثور ېصرخ به بعينان حمراء كالډماء 
_ كنت قذر ومازالت يانشأت
________________________________________
متعملش قدامي دور الأب المثالي والمحب .. دلوقتي افتكرت بنتك وجاي تقولي طلقها .. عايز تصلح علاقتك بيها يبقى بعيد عني ومتحاولش تفصلها عني .. لأن ده مش هيحصل جلنار وبنتي هيفضلوا معايا وجنبي ومش هطلقها .. تحب أعيد تاني ولا المعلومة دخلت ! 
ابتسم نشأت بسخرية وقال في نظرات
شيطانية وساخطة 
_ إنت عارف إني اقدر اخليك تطلقها إن مكنش برضاك يبقى ڠصب عنك .. وإذا كنت أنت ابن الشافعي فمتنساش إني نشأت الرازي والاسم ده إنت عارف كويس أوي يقدر يعمل إيه 
ضيق عدنان عيناه باستغراب يجيبه بصوت متحشرج 
_ تقصد إيه ! 
نشأت بشيطانية وڠضب عارم 
_ يعني زي ما الصفقات اللي بينا من سنين واللي كنت أنا السبب فيها خلت من اسم عدنان الشافعي يبقى ليه وضعه ومقامه في السوق كله .. بحركة واحدة مني اقدر اهد كل ده زي ما عملته .. بڤضيحة ليك مثلا ! .. عشان كدا تبعد عن بنتي بالذوق وتنهي كل حاجة بهدوء زي ما بدأت
انطلقت شهقة مدهوشة من جلنار بالخارج فور سماعها لكلمات أبيها .. ستندلع الحړب الآن إن لم تسرع وتتدخل لتنهي هذه المهذلة وتوقفهم عند حدودهم .. أسرعت وفتحت الباب تهرول وتقف بينهم صائحة بعصبية شديدة 
_ إنتوا إيه اللي بتعملوه ده .. لو هنا نزلت وسمعت كلامكم ده هتقولولها إيه .. بباها وجدها بيهددوا بعض !! .. ثم إن محدش فيكم ليه الحق ياخد قرارات تخص حياتي .. ډمرتوها مرة قبل كدا ومش هسمحلكم تدمروها تاني .. أنا بس اللي اقرر عايزة إيه سواء اكمل معاه أو لا 
تطلعت لعدنان هاتفة بشجاعة 
_ أنا لو لسا مكملة معاك يبقى اكيد مش عشان إنت رافض تطلقني .. أنا لو عايزاك تطلقني هيحصل وڠصب عنك 
ثم التفتت لأبيها تقول باستياء 
_ وإنت لو عايز تساعدني بجد يبقى تسيبني إنا اللي اتحكم في حياتي .. إنت لما جيت الصبح قولتلي إنك هتتكلم مع عدنان وهتخليه يطلقني مسألتنيش عن رأى حتى هل لسا عايزة اتطلق ولا غيرت رأى 
نشأت بتعجب وصوت حاد 
_ وهو مش إنتي اللي دايما بتقوليلي طلقني منه .. ولو عايز تثبت ندمك يبقى صلح غلطتك وخلصني من عدنان .. إيه اللي اتغير !! .. لو مش عايزة تتطلقي امال عايزة إيه بظبط ! 
صړخت بانفعال شديد ونفاذ صبر 
_ مش عارفة .. مش عارفة أنا عايزة إيه .. كفاية بقى ابوس ايديكم أنا تعبت من أني أكون دايما الضحېة وسط خنقاتكم ومشاكلكم واتفاقتكم .. أنا اللي في النص بينكم ومبقتش عارفة اعمل إيه زهقت من انانيتكم
اندفعت إلى خارج الغرفة مسرعة فتبادلا هم النظرات المستاءة فيما بينهم وكان عدنان هو أول من يغادر ليلحق بها وأثناء صعوده الدرج قابل صغيرته التي كانت خائڤة قليلا ومدهوشة تسأله 
_ بابي هو في إيه ! 
جثى أمامها متحضنا وجهها بين كفيه ويطبع قبلة رقيقة فوق وجنتها متمتما بمداعبة 
_ مفيش حاجة ياملاكي .. إنتي قاعدة صاحية لغاية دلوقتي ليه 
هنا بعبوس 
_ مامي كانت بتحكيلي قصة عشان انام وقالتلي هتنزل تشلب تشرب مايه وبعدين مرجعتش وأنا سمعت صوت عالي وخۏفت
عاد يلثم وجنتيها بحب تعبيرا عن اعتذراه .. ثم رفع نظره لأعلى تجاه غرفة زوجته فتنهد بعدم حيلة ويأس ليحمل ابنته فوق ذراعيه ويتجه بها للأعلى نحو غرفتها هامسا 
_ ايه رأيك اكملك أنا القصة اللي كانت بتحكهالك ماما لغاية ما تنامي 
استندت برأسها فوق كتف أبيها وتمتمت برقة 
_ ماشي
بينما نشأت فصعد الدرج خلفهم مباشرة يتجه نحو غرفة ابنته حتى يتحدث معها .
رآها تجلس على الأريكة وتستند بمرفقها فوق ذراع الأريكة وبيدها الأخرى ترفعها لوجهها تجفف دموعها المنهمرة .. فتنهد بحزن ودخل ثم اغلق الباب بهدوء شديد وتقدم إليها ببطء ثم جلس بجوارها .. فابتعدت هي للجانب تترك مسافة بينهم دون أن تتطلع إليه لكنها سمعته يهمس بحنو ومشاعر أبوية صادقة 
_ جلنار .. أنا دلوقتي مش عايز حاجة غير سعادتك وراحتك والله يابنتي .. فراقك وبعدك عني كان صعب أوي وأنا فهمت غلطي وإني مكنتش الأب اللي تفتخري بيه ولا الأب اللي بيكون السند والأمان والحنان والحب لبنته .. غلطت ومفيش حد فينا معصوم من الغلط بابنتي .. مامتك لو كانت عايشة ..... 
اندفعت جلنار تكمل جملته
 

تم نسخ الرابط