رواية خيوط العنكبوت بقلم فاطمة الالفي

موقع أيام نيوز


كل خمس دقايق تتصل ټعيط ومڼهاره خاېفة البنت يكون جرالها حاجه وبيني وبينك انا كمان بدأت أقلق كل يوم بنسمع عن حوادث بشعة ربنا يستر عليها 
ثم نظر له بجدية وقال
ماعندكش حد معرفة يخدمنا ويشوف حياة راحت فين انا كدة اتاكدت أنها في خطړ ممكن تكون اتخطفت البنت حلوة بصراحة وممكن تكون اتعرضت ل
نهض واقفا عندما توصل تفكيره لتلك النقطة هل من الممكن أن يكون تم خطڤها والاعتداء عليها ثم تركها مقتولة أو مذبوحة كما يسمع كل يوم عن تلك الحوادث

هتف سليم بجدية
استنى بس هتروح فين دلوقتي أنا أعرف حد مهم هتصل بيه بس جهزلي صوره ليها عشان اكيد هيطلب يعرف مواصفاتها
صدح رنين هاتفه جلس رغما عنه ونظر لسليم قائلا
تيتة بتتصل للمرة المليون مابقتش عارف ارد اقول ايه
رد عليها وطمنها واسالها لو معاها صورة ليها هتفدنا كتير في البحث عنها
أجابها بهدوء 
أيوه يا تيتة اطمني هي اكيد بخير مادم مالهاش وجود في اي مستشفي يبقي هي بخير
هتفت پبكاء مرير
بخير إزاي دي بنت ومختفية من الصبح ومانعرفش عنها حاجة لحد دلوقتي كمان أمها كلمتني وفاروق تعبان في المستشفي وحالته خطړ يا بني وبتقول كل لم يفوق يسأل عن حياة وانا طمنتها وقولتلها هننزل الصبح معاها أتصرف يا حبيبي عشان خاطري 
حاضر يا
تيتة هتصرف ماتقلقيش مش راجع البيت غير وحياة معايا 
ثم أردف قائلا
ماعندكش صورة ليها تفيدنا دلوقتي
لا يا بني 
طيب يا حبيبتي ممكن تهدى وأنا ربنا يقدرني ويعترني فيها 
أغلق الهاتف ونظر لصديقة بأسي
ابوها تعبان في المستشفي وكاننه حاس س بيها وطالب يشوفها ده غير أن تيتة أكدت لوالدتها أننا هننزل لهم المنصور الصبح قولي بقا يا قبطان أتصرف إزاي في الورطة دي
هتف سليم بجمود 
بقولك هتصرف أنا ما تشغلش بالك
في المنصورة.
داخل منزل شريف.
مازال طارق حبيس لغرفته يشعر بالضيق بعدما لجأت له حياة ورفض أن ينصت لها وأن يشاركها الحديث كما كان يفعل سابقا عندما تلجأ له 
شعر بالندم والتسرع في صدها وظل يتردد على مسامعه صوتها الحزين وهي تخبره بأنها لن تلجأ له ولو كانت ټصارع المۏت.
عند هذا الحد انتفض من فراشه وتوجه إلى شرفة غرفته استد بساعديه على السور ثم قرر الاتصال بها وسوف يترك أي خلاف على جانب الآن عليه أن يطمئن عليها 
ولكن استمع لصوت أذان الفجر فقرر التحمل إلى أن تشرق الشمس وسوف يحاول الاتصال بها لمعرفة ما المشكلة التي تواجهها.
ظل واقفا بالشرفة يراقب هطول الأمطار ولاحت ابتسامة جانبية عندما تذكر حياة وهي بعمر السابعة مرتدية ثوب أحمر قصير يصل إلى بعد ركبتيها بقليل وشعرها البني على هيئة ضفيرة السنبلة وتضع باخرة شريطة حمراء على شكل فيونكة وعندما هطلت الأمطار ركضت تغادر منزل العائلة ووقفت أمام البناية بمنتصف الطريق وفردت ذراعيها الصغيرتين وظلت تدور كالفراشة حول نفسها وصوت ضحكتها يتردد صداه باذنيه إلى الآن 
وكان هو بعمر الخامسة عشر ووجدها من شرفة غرفته فقرر أن يغادر هو الآخر وراءها ونزع الجاكت الجلدي واقترب منها مسرعا حاوطها بالجاكت وطلب منها أن تدلف لداخل المنزل لكي لا تمرض وهي واقفة تحت المطر ولكن كانت تعانده وتصر على وقفتها ولم تكترث بما سيحدث بعد ذلك فكان ينتهي اليوم بذهابها إلي الطبيب وتمرض وتلتزم الفراش لعدة أيام 
وهو كان يذهب لها يوميا يذاكر لها دروسها وهي تق بله بعد الانتهاء من مذاكرته كانت أفراد العائلة تراهما ثنائي لا مثيل له كما أن تلك الاحاديث مازالت عالقة بذهنه إلى الآن ونمت داخله تلك المشاعر التي يريد أن يتزوجها بالزفاف ولكن رغبة حياة بالرفض جعلته يعود لأرض الواقع 
أما عن وضع حياة داخل محبسها من شدة ارهاقها غفلت عينيها لترا نفسها داخل زنزانة ضيقة وتقف خلف القضبان الحديدية وي ديها مقيدة باغلال من حديد لم تقدر على النطق ولا تعلم لما هي هنا بهذا المكان
تطلعت حولها برهبة لتجد عنكبوت أسود ضخم يركض إليها ثم غزل خيوطه حولها فأصبحت مقيدة بتلك الخيوط التى تكاد أن تزهق روحها تلتف حول عنقها بشدة 
فتحت عيناها بصړاخ تلهث أنفاسها كأنها في سباق للركض 
انتفض موسى ودلف لداخل البدروم ليجدها تبكي نحيب وتحاوط ج سدها بذراعيها تحتمي بنفسها 
وقف متسمرا مكانه وهتف بتسأل
في ايه مالك كنتي پتصرخي ليه 
لم تجيبه ولم تنظر له كأنها مغيبة بعالم اخر
تفاجئ موسى بحل قيودها اقترب منها بدهشة
أنتي فكيتي نفسك إزاي أنا رابطك كويس
دفعته بقوة بعيدا عنها عندما حاول الاقتراب منها ونظرت له بعينان حمراء كالدم وخرج صوتها غليظ اشبة بصوت الرجال
أبعد عنها ... مش هتقدر تعملها حاجة.. لو قربت منها هموتك
هموتك 
خرج الصوت كالفحيح وعندما دقق النظر بعينيها فقد تحول بياض العين إلى سواد دامس ومقلتيها تحولت من اللون الاخضر إلى بركة من الډماء وكأن داخلها وهج مشتعل من ڼار..
انتفض موسى پذعر ولم يصدق الصوت
الذي سمعه وهيئة عينيها التي تحولت فجاءة فر هاربا من البدروم واوصد الباب بالاقفال
 

تم نسخ الرابط